ابدا بنفسك
اخوتى الكرام
سلام عليكم ورحمة الله
وبركاته
زمان وفى أحد الأماكن وصفت
تصرف البعض منا عندما يفعل الخطا ويقول لست وحدى
وصفت هذا التصرف بوصف إنها
سياسة القطيع .. وأن من يفعل هذا يسير كما يسير القطيع وغضب منى من غضب وسخر منى
من سخر بل وصل الأمر لأن يسبنى البعض
واليوم تكرر موقف آخر ذكرنى
بسياسة القطيع ... فقد كنت اضع سيارتى فى موقف السيارت الذى يسع اكثر من مئات
السيارات ونصفه تقريبا خالى
جاءت سيارة واراد قائدها ان
يركنها فى منطقة مخصصة للمعاقين ولما كانت المنطقة ممتلئة بسيارات الله اعلم
باصحابها فقد حاول ان يتركها فى المكان الضيق الذى هو ممر لكراسى المعاقين ولكن
منعه الرصيف من ذلك فتراجع للخلف ينتظر احد قائدى السيارات ان يخرج ولما خرج اسرع
باتخاذ مكانه
المشكلة ان هذا الرجل ومن
خرج قبله ليسوا من المعاقين ... ولكن تم الدخول فى هذه المنطقة لان بها ظلا لاحد
المبانى وباقى الموقف معرض للشمس
رجل يركن سيارته فى مكان
المعاقين بل ويريد ان يتركها فى ممر كراسيهم حفاظا على سيارته من الشمس وليذهب
المعاق الى حيث يريد او يقفز بكرسيه من فوق الرصيف فهذا لا يخصه
إذا سالنا هذا الرجل لقال
على الفور واشمعنى انا ؟ انظر الى باقى السيارات وقائديها ليسوا من المعاقين
إذا قلت له ابدا بنفسك فهذا
ما يحثنا عليه ديننا
ينظر الى بنظرة من ينظر الى
معتوه ويجيب وما علاقة الدين بحكاية ابدا بنفسك
وهل قال الرسول صلى الله
عليه وسلم ابدا بنفسك ؟ هل قال اتبع القوانين حتى لو لم يتبعها احد غيرك ؟
ترى هل لو اجبته بنعم ... ان
ديننا يحث على ان يبدا كل منا بنفسه .. يبدا باصلاحها والحفاظ عليها ... هل اكون
مخطئا ؟
لا والله ... فأنا ارى ان
ديننا يحثنا على ان يبدا كل انسان بالبداية بنفسه
ولننظر بنظرة متأنية الى
القرآن والسنة لنرى كيف كان التوجيه الربانى الينا بالبداية بانفسنا
وكيف وجه الحبيب المصطفى صلى
الله عليه وسلم الى ان نبدأ بأنفسنا فى الاصلاح
انظر الى قول المولى عز وجل
{رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ
وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ }إبراهيم41
وفى استغفار نوح قوله عز وجل
{رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ
وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ
الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَاراً }نوح28
اثنين
من الانبياء أولى العزم يستغفر كل منهما ربه ولكنه يبدأ بنفسه ثم بمن يريد
الاستغفار له
بدأ
انبياء الله عليهما السلام بنفسيهما فى الحفاظ عليها بطلب المغفرة
ولما
وجه الحق سبحانه وتعالى التحذير للمؤمنين من النار وجه الحديث لكل منهم بأن يبدأ
بنفسه ثم بأهله فى قوله تعالى
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ
عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ
مَا يُؤْمَرُونَ }التحريم6
ربنا
سبحانه وتعالى يعلمنا ان نبدأ بأنفسنا فى النجاة من النار ثم بأهلنا
ولننظر
الى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى ذكره مسلم فى صحيحه
برواية
جابر بن عبد الله رضى الله عنه قال :
أعتق رجل من بني عزرة عبدا له عن
دبر . فبلغ ذلك رسول صلى الله عليه وسلم فقال : " ألك مال غيره " فقال :
لا . فقال : " من يشتريه مني ؟ " فاشتراه نعيم بن عبدالله العدوي
بثمانمائة درهم . فجاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفعها إليه . ثم قال : " إبدأ بنفسك فتصدق عليها . فإن فضل شيء
فلأهلك . فإن فضل عن أهلك شيء فلذى قرابتك . فإن فضل عن ذى قرابتك شيء فهكذا وهكذا
" يقول : فبين يديك وعن يمينك وعن شمالك
هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم
يأمر الرجل بأن يبدأ بإصلاح نفسه أولا ثم أهله
ألا يكون هذا توجيه لكى يبدأ كل
منا فى إصلاح نفسه دينيا ودنيويا ؟ أليس هذا هو الدين
أليس هذا هو لمطلوب من كل منا
أن يكون همه إصلاح نفسه حتى لو تناسى
الناس ... حتى لو أخطأ الناس
اليس هذا توجيها لنا أن نقوم
بالصواب مهما كان الاخرين على خطأ
ترى لو قلت ردى لهذا الرجل الذى
حدثتكم عنه فى البداية فهل سيظل يظن انى معتوه ؟ او احاول ان ألوى عنق أفعالنا
لأجعلها تحت مظلة الدين ؟
كلمة أخيرة أنصح بها نفسى وإياكم
ابدا بنفسك
ابدا بنفسك ودعك من القطيع
..................
