إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 27 أكتوبر 2012

تداخل آيات وأحاديث إجابة الدعاء



اخوتى الكرام
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك تساؤل بشأن ما يبدو من تداخل بين معنى آيات القرآن وبعض الاحاديث النبوية للرسول صلى الله عليه وسلم وان كان هناك البعض منها ايضا يؤيد ما جاء فى القرآن
ولنبدأ بآيات القرآن المقصودة
يقول المولى عز وجل
{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ }غافر60

ويقول سبحانه وتعالى
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }البقرة186
نرى فى الأيات ان رب العزة يقول انه يستجيب لمن يدعوه
ادعونى .. اسنجب لكم
اجيب دعوة الداع ...اذا دعان
الامر واضح ان الله سبحانه وتعالى يستجيب لكل من يدعوه
يؤيد هذا الرأى بعض الأحاديث ومنها
إن الله حيي كريم يستحيي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين

الراوي: سلمان الفارسي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3556
خلاصة حكم المحدث: صحيح

لا يزالُ يستجابُ للعبدِ ما لم يدعُ بإثمٍ أو قطيعةِ رحمٍ . ما لم يَسْتَعْجِلْ . قيل : يا رسولَ اللهِ ! ما الاستعجالُ ؟ قال يقولُ : قد دعوتُ ، وقد دعوتُ ، فلم أرَ يستجيبُ لي . فيستحسرُ عند ذلك ، ويدعْ الدعاءَ
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم

هذه الاحاديث ايضا تدل على ان الله سبحانه وتعالى يستجيب للعبد دائما ما لم يدعو بإثم او قطيعة رحم
السؤال الآن
لماذا يجب علينا تحرى اوقات الاجابة اذن .... اليس الله يستجيب دائما ؟

فمن الأحاديث التى تعطى انطباعا ان الاستجابة لها ساعات مفضلة الحديث التالى
أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذكَر يومَ الجمُعةِ، فقال : فيه ساعةٌ، لايُوافِقُها عبدٌ مسلمٌ، وهو قائمٌ يُصلِّي، يَسأَلُ اللهَ تعالى شيئًا، إلا أعطاه إياه . وأشار بيدِه يُقَلِّلُها .
الراويأبو هريرة المحدثالبخاري المصدرصحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 935
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]


هل هناك تعارض بين الآيات والأحاديث التى تدل على استجابة الله لكل من يدعوه وبين الأحاديث التى ترغب فى الدعاء فى ساعات معينة ؟
الأجابة نجدها فى هذين الحديثين
الأول
ما على الأرض مسلم يدعو الله تعالى بدعوة إلا آتاه الله إياها أو صرف عنه من السوء مثلها ما لم يدع بمأثم أو قطيعة رحم فقال رجل من القوم إذا نكثر قال الله أكثر
الراوي: عبادة بن الصامت المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3573
خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح غريب من هذا الوج
ه
والثانى

يدعو اللهُ بالمؤمنِ يومَ القيامةِ حتَّى يُوقِفَه بين يدَيْه فيقولُ عبدي إنِّي أمرتُك أن تدعوَني ووعدتُك أن أستجيبَ لك فهل كنتَ تدعوني فيقولُ نعم يا ربِّ فيقولُ أما إنَّك لم تدعُني بدعوةٍ إلَّا استجبتُ لك أليس دعوتَني يومَ كذا وكذا لغمٍّ نزل بك أن أفرِّجَ عنك ففرَّجتُ عنك فيقولُ نعم يا ربِّ فيقولُ إنِّي عجَّلتُها لك في الدُّنيا ودعوتَني يومَ كذا وكذا لغمٍّ نزل بك أن أفرِّجَ عنك فلم ترَ فرَجًا قال نعم ياربِّ فيقولُ إنِّي ادَّخرتُ لك بها في الجنَّةِ كذا وكذا ودعوتَني في حاجةٍ أقضيها لك في يومِ كذا وكذا فقضيتُها فيقولُ نعم يا ربِّ فيقولُ إنِّي عجَّلتُها لك في الدُّنيا ودعوتَني يومَ كذا وكذا في حاجةٍ أقضيها لك فلم ترَ قضاءَها فيقولُ نعم يا ربِّ فيقولُ إنِّي ادَّخرتُ لك بها في الجنَّةِ كذا وكذا قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فلا يدعُ اللهُ دعوةً دعا بها عبدُه المؤمنُ إلَّا بيَّن له إمَّا يكونُ عجَّل له في الدُّنيا وإمَّا أن يكونَ ادَّخر له في الآخرةِ قال فيقولُ المؤمنُ في ذلك المقامِ يا ليتَه لم يكُنْ عُجِّل له شيءٌ من دعائِه
الراويجابر المحدثالمنذري المصدرالترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 2/389
خلاصة حكم المحدث: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما



نجد ان الله سبحانه وتعالى يستجيب للعبد بأكثر من صورة فإما ان يحقق له ما طلب عاجلا وإما ان يصرف عنه السوء وإما ان يدخر له الجزاء الى يوم القيامة ليجازيه به
ولكن العبد لا يدرى بهذا ولا يعلم ان كان الله قد صرف عنه السوء بدعائه ام ادخره له فى الاخرة فهو لا يعتبر ان الله قد استجاب له الا ان راى ما طلبه قد تحقق
فتكون أحاديث تحرى ساعة الاجابة  تقصد ان يرى العبد طلبه قد تحقق فيرى ان الله قد استجاب له بما يلمسه من علمه الدنيوى رغم ان الله يستجيب فى كل الاحوال
تحرى ساعة الاجابة هى تحرى لساعة يعجل الله باجابة طلب العبد فى الدنيا ويطمئن قلبه ان الله استجاب له
ترى هل سنظل نرى ان الله لم يستجب لبعض دعائنا ؟
ترى هل لازلنا نرى ان هناك تداخل بين بعض الآيات والأحاديث ؟
انا عن نفسى سأدعو الله دائما تاركا المولى عز وجل يختار لى بين صور الإجابة فما يختاره الله دائما هو الخير