إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 14 مارس 2012

سارع الى أمك




قصة أعجبتنى
في فترة المراهقة كنت أبتعد كثيرا عن البيت و أتأخر في العودة ، و كان
ذلك يغضب أمي كثيرا ؛ لأنني لا آكل في البيت ، و لأنني كنت أقضي معظم النهار نائما و لا أعود ليلا إلا متأخرا بعدما تنام أمي ، فماكان منها إلا أن بدأت تترك لي قبل أن تنام رسالة على باب الثلاجة ، وهي عبارة عن إرشادات لمكان الطعام و نوعه و كيفية تجهيزه ، و بمرور الأيام تطورت الرسالة فأصبحت طلبات لوضع الملابس المتسخة في الغسيل و تذكير بالمواعيد المهمة ، و هكذا مرت فترة طويلة من مراهقتي على هذا الحال ، و ذات ليلة ، عدت إلي البيت ، فوجدت الرسالة المعتادة على الثلاجة ، فتكاسلت عن قراءتها ، و خلدت للنوم ، و في الصباح فوجئت بأبي يوقطني و الدموع في عينيه ، لقد ماتت أمي ، كم آلمني الخبر و تماسكت حتى دفناها و تقبلنا العزاء ،و في المساء عدت لبيت و في صدري بقايا قلب من كثرة الأحزان ،و تمددت على سريري ، و فجأة قمت منتفضا ، لقد تذكرت رسالة أمي التي على الثلاجة ، فأسرعت نحو المطبخ ، و خطفت الورقة ، و قرأتها ، فأصابني حزن شديد هذه المرة لم يكن بالرسالة أوامر و لا تعليمات و لا نصائح ، فقط كان مكتوبا فيها
ابنى الحبيب وحشتنى كثيرا وأتمنى أن نجلس سويا ولو قليلا فأنا أمك ... أمك .. هل نسيت أمك؟ هل نسيت أن لك أما ؟ ... أنا متأكدة أن فى داخلك خير كثير سيظهر يوما وعلى العموم أسامحك .... أمك
لقد أصبحت أزور قيرها كثيرا وأجلس معها أدعو لها بالرحمة
لا تنتظر الى أن تغادرك أمك لتجلس بجوار قبرها ... سارع بتقبيل يدها واجلس معها

الجمعة، 2 مارس 2012

أجراس الحياة ...رحمة الله ( 3 )


أجراس الحياة ... رحمة الله ( 3 )
الآذان
لا أدرى بأيهما أبدأ بالآذان أم بالوضوء ولكنى سأفترض أن المرء منا عندما يسمع الآذان يذهب للوضوء استعدادا للصلاة  
من مظاهر رحمة الله بعباده ومنحهم الفرصة للفوز بمنزل آمن فى نهاية رحلتهم وأيضا بقطار مريح فى الرحلة هو الآذان .... فهو عبادة غفل عنها الكثيرين
فى البداية نذكر حديث ذكره مسلم فى صحيحه باب استحباب القول مثل قول المؤذن
عن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، عن أبيه، عن جده عمر بن الخطاب؛ قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا قال المؤذن: الله أكبر الله أكبر. فقال أحدكم: الله أكبر الله أكبر. ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله. قال: أشهد أن لا إله إلا الله. ثم قال: أشهد أن محمدا رسول الله. قال: أشهد أن محمدا رسول الله. ثم قال: حي على الصلاة. قال: لا حول ولا قوة إلا بالله. ثم قال: حي على الفلاح. قال: لا حول ولا قوة إلا بالله. ثم قال: الله أكبر الله أكبر. قال: الله أكبر الله أكبر. ثم قال: لا إله إلا الله. قال: لا إله إلا الله، من قلبه - دخل الجنة".
يا الله على الثواب العظيم .... الله أكبر انظروا لقول من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم .... دخل الجنة ... وهل غير الجنة نبغى منزلا ؟ اللهم اجعلها منزلنا يا حى يا قيوم
الأحاديث عن فضل الآذان كثيرة أذكر منها حديثا آخر لما يحدث بعد سماع الآذان والترديد خلف المؤذن من نفس الباب فى صحيح مسلم أيضا
عن سعد بن أبي وقاص، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أنه قال:
من قال حين يسمع المؤذن: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأن محمدا عبده ورسوله. رضيت بالله ربا وبمحمد رسولا وبالإسلام دينا. غفر له ذنبه".
الأحاديث عديدة وتذكر افضالا كثيرة للآذان ولمن يرغب عليه الاطلاع على صحيح مسلم فى كتاب الصلاة أو غيره من كتب الحديث
ولكننا نعود الآن للحديثين وللآذان نفسه فبالطبع لن يكفى أن نردد تلك الكلمات بقلوب لاهية لنضمن الجنة ومغفرة الذنوب فلابد ان نهيئ القلوب لما نسمع وفى الفاظ الآذان ما يكفى
الله أكبر الله أكبر ...... الله أكبر الله أكبر
بداية منتهى القوة لتنبيه الغافل عن الوقت وحلول الصلاة .... وكأنها نداء يذكر المرء بأن من ينادى هو الله .. ويذكره أنه عز وجل أكبر مما تفعل الآن ... أكبر من العمل .. أكبر من الدراسة ... أكبر من التجارة ... أكبر من الاسترخاء والراحة .... أكبر من النوم ... الله أكبر على الاطلاق من كل ما انت فيه .... هل انتبهت يا مسلم ؟
أشهد أن لا اله الا الله .... أشهد أن لا اله الا الله
شهادة يرددها اللسان والقلب والروح نشهد ان لا اله الا الله ولا معبود سواه واذا نادى وامر المعبود وجب علينا التنفيذ فورا بدون ابطاء
أشهد أن محمد رسول الله .... أشهد ام محمد رسول الله
أعبد الله ربى ولا اشرك به احدا على هدى نبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم وأسير على النهج الذى أخبرنى به وكما علمنى وعلى السمع والطاعة لكل ما بلغنا به
حى على الصلاة ..... حى على الصلاة
يدعوك رب العزة الى الصلاة فهل انت مجيب النداء
لا يتركك هكذا ولكنه ينبهك لما فى تلبية النداء من جزاء حسن
حى على الفلاح ..... حى على الفلاح
هى والله دعوة مجيبها من المفلحين لا ريب
{فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْراً لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }التغابن16
وليقرأ كل منا الآيات الأولى من سورة المؤمنون ففيها بيان المفلحون
الله أكبر .... الله أكبر
تذكرة يا مسلم أن الله أكبر مما يشغلك الآن مهما كان
لا اله الا الله
حقا لا اله الا الله ... ولا نعبد الا اياه ... نسمع ونطيع
تحرك يا مسلم الى الصلاة والتهيوء لها سواء بالذهاب الى مكان صلاتك او الى الوضوء
ترى هل علمنا كيف يكون الترديد وراء المؤذن بالقلب واللسان سببا لدخول الجنة
ترى هل علمنا لماذا نقول تلك الكلمات التى علمنا اياها رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم فى الحديث السابق سببا فى مغفرة الذنوب
ترى هل علمنا مقدار رحمة الله بنا وتيسيره لنا امر الحصول على جبال من الحسنات تكون لنا ذخرا يوم العرض عليه وزادا فى قبورنا
هى فقط البداية مع الآذان فكيف يكون مع ما بعدها
وللحديث بقية باذن الله
فى امان الله ورعايته اترككم على امل اللقاء
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

الخميس، 1 مارس 2012

أجراس الحياة .. رحمة الله ( 2 )


أجراس الحياة .. رحمة الله   ( 2 )

الإستعداد للقطار

لو أن أحدنا لديه رحلة  تستغرق وقتا طويلا  سنجده من قبلها يبدأ فى تحضير ما يعينه على مرور ذلك السفر بأمان وراحة  ولو الطريق ليس به استراحات فسنجده يعمل على تحضير الزاد الذى يكفيه مدة السفر
هكذا الحياة
فترة تحضير لسفر طويل ليس به الا من نحمله فى حياتنا من زاد وما نعمل على اصطحابه فى سفرنا من رفيق
نبدا بحديث البراء بن عازب الشهير الذى ذكر فيه قول المصطفى صلى الله عليه وسلم عما يحدث فور الموت والدفن
(( ................... حتى ينتهي بها إلى السماء الدنيا فيستفتحون له فيفتح له فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهي بها إلى السماء السابعة فيقول الله تعالى ذكره اكتبوا كتابه في عليين وأعيدوه إلى الأرض فإنى منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان من ربك فيقول ربي الله فيقولان ما دينك فيقول ديني الإسلام فيقولان ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولان له وما يدريك فيقول قرأت في كتاب الله فآمنت به وصدقت فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي قال فذلك قوله { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة } فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وألبسوه منها وافتحوا له بابا إلى الجنة فيأتيه من روحها ومن طيبها ويفسح له في قبره مد بصره ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول أبشر بالذي يسرك فهذا يومك الذي كنت توعد فيقول من أنت فوجهك الوجه يجيء بالخير فيقول أنا عملك الصالح.................))
فيكون هم الانسان الأول هو العمل الصالح فهو الرفيق فى سفر طويل والرفيق الصالح هو خير معين على هذه الوحدة الموحشة

والعمل الصالح هو الذى يجعلنا لا نخشى الامتحان فلو لدينا امتحان صعب فهل نفكر كيف نستطيع اجتياز هذا الامتحان ام نفكر فى شكل المراقب
هذا اقوله لمن يخاف من سؤال الملكين اول نزوله القبر فليس المهم شكلهما بل المهم ماذا اعددت لتجتاز سؤالهما واطلب من الله الثبات يمر السؤال بسلام
وبهذا نصل الى ان كل امر يعتمد على العمل الصالح
فما هى طريقة زيادة الحصيلة من العمل الصالح
البداية هى الإيمان الصادق المخلص لله كما ذكرها الله عز وجل فى بداية سورة البقرة
الم{1} ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ{2} الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ{3} والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ{4} أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ{5
يقول المولى عز وجل وقوله الحق .... اولئك هم المفلحون .. وهل نبتغى الا ان نكون منهم ؟
فهو الايمان الصادق كما أمرنا الله عز وجل ثم العمل ... الصلاة والانفاق فى سبيل الله
هى البداية لتثبيت الاقدام ... هو الاساس الذى نبنى عليه صرح قوى .... هو أساس الزاد فى السفر الطويل
إيمان ..... صلاة .... زكاة وصدقة
الحديث فى الإيمان يطول
ولكنى اطلب منكم الإذن أن أبدا بالصلاة
والصلاة تبدأ بالإستعداد لها من وقت سماع النداء والوضوء ثم أداء الصلاة وكل منهم عبادة نستطيع منها جمع الكثير من جبال الحسنات التى تصبح خير زاد فى السفر الطويل
نبدا فى اللقاء القادم باذن الله مع النداء
مع الآذان
على أمل القاء أترككم فى رعاية الله وأمنه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

أجراس الحياة ... رحمة الله



أجراس الحياة ... رحمة الله
تأخذنا مشاغل حياتنا .. أولادنا .. سعينا على لقمة العيش .. نؤدى ما فرض علينا من عبادات .. نصلى .. نصوم .. نؤدى ما علينا وقد نجتهد فى زيادة التقرب من الله .. ومن رحمة ربنا انه يرسل الينا علامات تنبهنا من وقت لآخر  أجراس لتنبه الغافل ... دخان ليراه من لا يسمع

ما المقصود بالأجراس والدخان ؟

الذى يذهب الى محطة القطار فى القاهرة أو الاسكندرية حيث تكون بداية الخط يلاحظ ان هناك قطارات متوقفة ساكنة الى ان يحين موعد تحركها ..... مع اقتراب الموعد تبدأ القاطرة فى التسخين استعدادا للرحلة فيدور محركها وهى مكانها
ثم اذا حان موعد التحرك يسمع صوت جرس المحطة لتبدا القاطرة تنفث دخانا كثيفا معلنة انها تتحرك فى رحلتها الى وجهتها
من لم يسمع الجرس لبعده عن مكانها باتاكيد سيرى الدخان ويعلم ان احد القطارات بدأ المسير

هكذا فى الحياة
كثيرا ما نسمع صوت الجرس لينبهنا أن احد قطارات الناس بدأ المسير او نرى الدخان ونحن لا نعلم صاحب القطار
قد نسمع بخبر وفاة احد الجيران او المعارف .....وهو جرس ينبهنا
او نرى فى طريقنا قاطرة احد الغرباء تسير ( نعش محمول على الاكتاف ) فى طريقه الى ان يبدا رحلته الى آخرته ..... وهو دخان لنراه فننتبه

كثيرين منا يصابون بالإكتئاب عند رؤية جنازة ... وبعضنا يصاب بالهلع اذا حضر جنازة احد ما

ولكن المتدبر لما يرى سيعلم انه جرس او دخان أرسله له الرحمن الرحيم لينبهه الى مصيره الذى قد يكون قد شغلته الحياة عنه رغم انه لابد وان تكون حياته تدور حول هذا المحور والاستعداد لتلك الرحلة الطويلة

نعم فالموت رحلة طويلة الى منزلنا الدائم وما النعش الا وسيلة مواصلات تنقلنا الى قطار تلك الرحلة لنستقر فى احدى كبائن هذا القطار الطويل
كلنا نعلم ان الرحلة لابد ان تحدث .... كلنا نعلم ان الكابينة ( القبر ) لابد وان نركبها فماذا فعلنا لتكون رحلتنا ممتعة هانئة ؟

وهل يكون القبر ممتعا هانئا ؟

نعم ... بيد كل منا أن يجعله كابينة فاخرة مريحة تنقلنا بسلاسة الى محطة الوصول حيث الاختبار الشديد الذى يحدد الى أى المنازل سنتوجه
وبقدر عملنا على ان تكون الرحلة مريحة بقدر اقترابنا من معرفة نتيجة الامتحان والامل فى المنزل الآمن المريح
ترى الآن هل يكون منظر الموت سببا للاكتئاب والهلع ام سببا لنعلم ان الله بنا رحيم وارسل لنا جرسا مدويا ودخانا كثيفا لينبهنا

الم اقل انها اجراس تدل على رحمة الله

والآن ما هى وسائل الاستعداد لتهيئة الرحلة وطلب المنزل الدائم ؟
من رحمة الله بنا ان بين لنا تلك الوسائل فى كتابه الكريم وبسنة رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم وهى طرق يطول شرحها

ولنا باذن الله لقاءات عديدة فى بيان تلك الوسائل
والى لقاء قادم أترككم فى رعاية الله وأمنه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته