إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 8 مايو 2015

نهى الله ونهى الصلاة


أخوتى الكرام
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يطيب لى وأنا أتدبر آيات القرآن الكريم أن أراجع التفسير لبعض الآيات التى تستوقفنى لسبب لا أدريه واليوم اسمحوا لى أن انقل لكم بعض ما جال بالخاطر عند قراءة آيتين من كتاب الله
الآية الأولى قوله عز وجل
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }النحل90
قال المفسرون :  العدل هو كل مفروض، من عقائد وشرائع في أداء الأمانات، وترك الظلم والإنصاف، وإعطاء الحق.
 والإحسان هو فعل كل مندوب إليه؛فإنه تعالى يحب من خلقه إحسان بعضهم إلى بعض،
والفحشاء الفحش، وهو كل قبيح من قول أو فعل
والمنكر: ما أنكره الشرع بالنهي عنه، وهو يعم جميع المعاصي والرذائل والدناءات على اختلاف أنواعها. وقيل هو الشرك.
والبغي: هو الكبر والظلم والحقد والتعدي؛ وحقيقته تجاوز الحد، وهو داخل تحت المنكر، لكنه تعالى خصه بالذكر اهتماما به لشدة ضرره
أنظروا أخوتى ... الله يأمر وينهى .... يأمر بما تصلح به أمور العباد ...وينهى عن ما يفسد حياتهم ..... الله يأمر وينهى يا أخوان فوجب علينا جميعا الامتثال لما أمر به ربنا عز وجل والانتهاء عما نهى عنه .......... لا جدال ولا حوار ولا نقاش
أمر الله فنفذ الأمر .... نهى الله فانتهى فورا
الآية الثانية قول الله عز وجل
{اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ }العنكبوت45
هذا ما أريد  لفت الانتباه اليه ...... الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر .... كيف تنهى .... وهل هناك فرق بين نهى الله عز وجل .... وبين نهى الصلاة ؟
فنهى الصلاة هو معاونتها لمؤديها على ترك المعاصى ..... لكننا نرى أحيانا الكثيرين من المصلين الذين لا تنهاهم صلاتهم .... هنا ينبغى علينا ان نفرق بين من يؤدى الصلاة بحقها ومن يؤديها حركات وأفعال لا تنبع من القلب
الصلاة التى تنهى عن الفحشاء بأمر الله هى صلاة الإنسان الذى يدخل فيها مقدما التوبة النصوح .. متقيا ... متبعا لقوله تعالى :
إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ }المائدة27
ويصليها خاشعا بالقلب والجوارح
يصليها بين الخوف والرجاء
يخاف الا تقبل لتقصيره ويرجو قبولها متحريا تمامها
ثم يحوطها بعد أدائها فلا يحبطها بمنكر
تلك هى الصلاة التى تنهى عن الفحشاء والمنكر
لا حول ولا قوة الا بالله
يأمرنا الله بالصلاة ويثيبنا عليها خير الثواب ولا يتوقف حلمه وكرمه على مجرد الامر ثم ثواب من يطيع الأمر ولكن الأمر هنا يحمل فى طياته حماية من كل سوء
الأمر يحمل فى طياته تهذيب من كل شر
الأمر يحمل فى طياته وسيلة لرقى النفس والروح
أما آن لنا ان نحسن إقامة الصلاة
أما آن لنا ان ننتبه للصلاة
أما آن لنا ان نحافظ على الصلاة
أما آن لنا أن ننتهى عن كل منكر