إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 24 أبريل 2013

شخابيط رحال ( 14 )



شخابيط رحال ( 14 )
هل هناك تأثير لوصول الأخوان للحكم وما يلاقونه من معارضة على الشباب فى نظرتهم للدين ؟ 

الحكاية انى منذ يومين ظهر عندى منشور لاحد الشباب فى لائحة اصدقائى على الفيس بوك
المنشور به صورة شخص ملتحى يقول لشخص آخر ( من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) فيقول الشخص الاخر : كفرت

فيطيح الملتحى براسه باستخدام سيف قائلا اختيار خاطئ

شعرت بأن الآية الكريمة يتم استخدامها بصورة غير لائقة فكتبت له من فضلك اكمل الآية وليتك تضعها فى موضعها

فطلب ذكر الآية وتفسيرها ... وضعتها له فتفرع الحوار عن حد الردة واستعان الشاب بأخ له تعرفونه واتجه الحوار نحو ان من حق الانسان ان يختار ما يدين به واذا ارتد وجب علينا المناظرة معه

قلت ان المناظرة معه تعنى اننا قد نقتنع باسباب ارتداده وهذا مخالف لما امر به الشرع
فالواجب تنبيهه وليس مناظرته

فسال الشاب من الذى افتى بذلك ... قلت ائمة الفقه الأربعة واحضرت له رايهم
رد وقال فليقولوا ما يريدون  ولكن هو له عقل
رد اخوه مؤيدا ان لكل انسان ان يخلق لنفسه الايمان الذى يوافقه او ما شابه ذلك
سالت للتاكيد من الذى يقول ما يعجبه ؟ قال الأئمة الاربعة
انسحبت من الحوار مسترشدا بالآية الكريمة .. قوله عز وجل
{وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }الأنعام68
رد الاخ الكبر مستهزئا يبدو ان الاستاذ اتقمص فهل يعبد الله ام يعبد الأئمة
أدهشنى رده ... أئمة الفقه الأربعة اجمعوا على رأى وهو يتهكم ويعتبرنى اعبدهم
بصراحة حذفت الاتنين من قائمة الصداقة

فوجئت بالشاب يرسل لى على الخاص يتهمنى باننى لست رجلا
ولو كنت رجلا لاتممت الحوار !!!!

الى وقت قريب لم يكن احد يستطيع الحديث عن الأئمة بمثل هذا التهكم
والى قريب لم يكن احد يستطيع ان يستخدم القرآن فى السخرية من الآخرين
ترى هل للصراع على السلطة والتصرفات غير المسئولة من الاخوان والسلفيين دور فى تلك النظرة الساخرة ؟
الله أعلم
.........................

الأحد، 21 أبريل 2013

شخابيط رحال ( 13 )



شخابيط رحال ( 13 )
موقف غريب جدا
فى لحظات تحول غضبى ونقمتى على شخص ما الى شفقة ودعاء ان لا يجعلنى الله  مثله

والحكاية تبدأ منذ عدة سنوات عندما طلب منى شخص ان اشاركه فى شركة تجارية بعد ان امتلك مبلغا من المال جاء له بالميراث بعد ان ظل بلا عمل لمدة شهور طويلة كنت اقوم بنفقة بيته خلالها

وطلب مبلغا يبلغ الوف الجنيهات ليقوم بانشاء شركة كالتى كان يعمل بها وتركها لسبب مجهول

اعطيته المال وسافرت للخارج ولم اخذ عليه اى اوراق تثيت حقى لديه على اعتبار انه لن يسرق من قام بالانفاق على عائلته لاكثر من سنة

عدت فى اجازة وذهبت لمقر الشركة فوجدتها مهجورة وقابلنى هو بوجه متجهم واعطانى ثلاث اوراق كل منها حكم واجب النفاذ بالسجن

لقد اتضح انه ترك الشركة لان عليه اموال الله اعلم اين ذهبت وقد صدرت ضده احكام بالحبس واقسم انه اخذ نقودى ليحمى عائلته من التشرد وانه سيعيد لى نقودى فى خلال شهور

بالطبع لم يفى بوعده ولم يبر قسمه بل الادهى من ذلك انه فى اخر مكالمة قال لى انى ليس لى اى نقود عنده وان كنت احتاج صدقة فلا بأس

فوضت امرى لله وانا فى قمة الغضب

ومع مرور الايام كبرت اعماله واتسعت واصبح من الاثرياء واعاد على قولته مرة اخرى عندما اتصلت به انه سيعطينى صدقة ان احتجت !!!

بالأمس رايت بالمصادفة صورة نشرها على الفيس وهو فى الحرم يعتمر

تذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم " كل لحم نبت من سحت او من حرام فالنار اولى به"

كنت فى قمة غضبى من هذا الشخص ولكنى عندما تفكرت فى امره وجدته مسكين

يبحث عن العمرة وهو سارق ... سالت نفسى كيف سيقف بين يدى الله يصلى وباى وجه
كيف سيتحمل ذنب اولاده وهو يطعمهم من حرام 

هل ضميره مستريح ... هل يستطيع ان يقنع نفسه ان شركته التى اقامها باموالى هى حق حلال له ؟

قارنت نفسى به ... وهبنى الله قلبا مستريحا يرحب بالموت فى لحظة غير خائف من مقابلة الرحمن ... اصلى بين يديه غير خائف من حرام ... أدعوه بقلب مطمئن

قارنت نفسى بهذا الشخص وقلت فى نفسى بقوة
الحمد لله 

الخميس، 18 أبريل 2013

شخابيط رحال ( 12 )



شخابيط رحال ( 12 )

اليوم كدت ان اتهم نفسى بعدم الاتزان بل انى للحظات احترت فى تفسير رد فعلى ولهذا سبب غريب

كنت فى صغرى احفظ الكتب التى اقرأها عن ظهر قلب ولا يفوتنى منها شيئ ولكن مع التقدم فى العمر وما ينتاب الذاكرة من ضعف وأيضا بسبب كثرة ما قرأت اصبح كثيرا ما تختفى اجزاء من كتب قرأتها

لذلك يطيب لى من وقت للآخر ان أعاود قراءة كتب قرأتها من قبل واختفت بعض افكارها من ذهنى
واليوم كنت أعاود القراءة فى كتاب قرأته منذ فترة بعيدة للدكتور زكى مبارك يحلل فيه كتب الغزالى خاصة كتاب الاحياء ويربط بينه وبين الفلاسفة القدماء والصوفيين الاوائل

انا من المعجبين جدا بافكار الغزالى وان كنت لا استسيغ بعض الاراء التى ينتهج فيها نهج الصوفية

لكن تفسيراته عن العقل والارادة والعزيمة والنوايا اراها جديرة بكل احترام تعريفاته للاخلاق والخلق والضمير تعريفات اراها صحيحة

كنت ناقم على الكاتب فى الماضى لانه كان غير منصف للغزالى ولم يكن يحلل اسلوبه بحياد ولكنه كان يصفه احيانا بالساذج او المخادع وهذا ما جعلنى لم اعاود قراءة الكتاب او القراءة للكاتب مرة اخرى

واليوم وانا اقرأ مرة اخرى كنت اكثر هدوءا ووجدت انه فى خضم انتقاده لاسلوب الرجل وعقلبته ذكر الكثير من مميزاته والغريب انى اتفقت معه فى بعض ما رآه من مثالب الكتب

سرحت قليلا اقارن بين رد فعلى فى الماضى وبين رد فعلى اليوم واتهمت نفسى بالتضارب وعدم الاتزان ولكن بعد قليل من تحليل التصرفات اكتشفت ان الانسان تتغير مفاهيمه بتقدم العمر والخبرة فى الدنيا وان نظرته الى الأمور قد تختلف باختلاف المرحلة العمرية

يبدو انى ساعيد قراءة الكثير من الكتب

ملحوظة : لازلت ارى ان الدكتور زكى مبارك لم يكن منصفا فى نقده للغزالى فليس هناك كتاب يخلو من عيوب فى الافكار او التفسيرات خاصة لو حكمنا على الكاتب بمعرفة الظروف التى يعيش فيها

صدعتكم ؟ معلش كانت مجرد شخابيط اثارتها الفلسفة
طول عمرى اقول الفلسفة دى وجع دماغ