إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 3 أبريل 2018

أحبك .. جموح قلم الرحال (1)


جموح قلم الرحال ( 1 )
جلس الرحال الشيخ يكتب ما يمر بخاطره لكن عقله ابى ان يطاوعه
تمر به ومضات من أزمان مختلفة
يهز رأسه بشدة .. يغمض عينيه ليزداد تركيزه لكن دون جدوى
ترك العنان لعقله فليبدأ من أى زمن شاء ولتكن اللحظة التى يريد عقله تذكرها

ومضت في ذهنه لحظة مرت عليها عشرات السنين
لم تكن حياته بعدها كما كانت قبلها
لحظة عصفت بكيانه كله

لحظة نظر فيها لملامحها .. أطال النظر .. ملامحها وقتها غير ما تعود على رؤيتها
انطبعت في روحه تلك الملامح .. عاش بعدها وكان وجهها قد وسم قلبه بختم من نار لا تمحيه الأيام

تعلقت روحه بروحها

أرتبط قلبه بقلبها .. رغم ان قلبها رحل بعيدا ولم يعد من حقه ان يسمع دقاته او حتى ينظر الى وجهها .. لم يعد من حقه ان يحادثها او يبثها نجواه

لكنه ظل يحبها .. يحبها رغم بعدها

قالوا له ان البعد يمحى الحب .. لا

بمرور الأيام يكبر حبها في قلبه .. في خلوته يدق قلبه باسمها
في احلامه يتمنى احتضانها .. في خياله يقبلها

يتمنى ان يطيل النظر الى وجهها ويهمس لها من اعماق روحه كم احبك

تزداد اللحظة وميضا في ذهن الرحال الشيخ ويستدعى ملامحها من غياهب البعد
يقرر ان يطيل النظر الى ملامح ذلك الوجه الذى عشق تفاصيله يوم ان نظر اليها في لحظته الفارقة

وهن الجسم منه وضعف النظر .. يلتقط نظارته ويقترب من وجهها في خياله
تكاد انفاسه تلفح وجهها .. يطيل النظر ولكن عجبا
لا يرى الا ملامح رآها من عشرات السنين

أين تأثير الزمن ؟

ترتعش الكلمات فيتمتم بهمس .. كم أحبك

تزداد اللحظة وميضا في ذهنه .. تشع بالنور .. نور حبه لها
يخبرها ان حبه لها يقترب من التقديس
يراها بعين الخيال تبتسم في تساؤل وهل يحق لنا تقديس بشر ؟
يضحك في جزل ويقول لها ان التقديس غير العبادة
تقديسها هو ان يحبها بقوة .. يتمنى العيش بقربها
تنظر له بحيرة وتسأله : ما بك يا حبيبى ولما تخبرنى بهذا الآن
يطرق قليلا ويرد : ضعف الجسد يا حب العمر .. وهن القلب وقارب على التوقف
وحان وقت الرحيل

استيقظ من الليل أدعو الكريم العظيم ان يجعل مثواى الجنة حتى يكون من حقى ان اطلب مرافقتك

ساعدينى يا حب العمر واطلبى لى ما اتمنى فهو الرحمن الرحيم السميع المجيب
تصمت .. توشك على الرحيل
يسارع بالقول : أحبك
ترى هل لمح على شفتيها شبح ابتسامة ؟