إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 20 أبريل 2019

علم ينتفع به (28) تجديد العهد


علم ينتفع به
( 28 ) تجديد العهد
اليوم فقط نؤجل الاستمرار مع سورة البقرة ونتحدث سويا عن آية في سورة الفرقان

وهى آية تحمل لكل منا بشرى عظيمة ولكن قبل ان نذكرها نتجول قليلا في ربوع  الاستعداد لرمضان

قديما قالوا اذا سألكم احدهم هل تخاف الله ؟ اصمت
فلو قلت نعم فقد كذبت فكيف تخافه وتعصاه
واذا قلت لا فقد كفرت

كلنا عصاة . نعم كلنا عصاة ولهذا جعل لنا الله الاستغفار والتوبة

نعود لرمضان ..كلنا نستقبل رمضان بمزيد من الهمة والتصميم على العبادة بتركيز وباكثر من صورة وغالبنا يبدأ مع أول يوم في رمضان

ما رايك ان نبدأ انا وانت من اليوم .. نبدأ في تجديد العهد مع الله ان نعمل صالحا وان نتحرى الحلال في كل قول وفعل وان نعقد العزم على البعد عن كل ما يغضبه

ولكن
على مدار عام مضى او أكثر قد يكون بعضا بدر منه ما يغضب الله .. قد يكون فرط في بعض ما افترض عليه .... طيب الحل ايه

الحل ان تجدد العهد مع الله .. تمسح ما علق بالنفس من معصية .. تمحو ادران القلب

كيف ؟
بأن تعقد العزم على بداية جديدة .. بعد ان تنتهى من قراءة كلماتى أغمض عينيك وابتهل الى الله ان يقبل مغفرتك وتوبتك وان يثبتك على الطريق الصحيح .. ابتهل بإخلاص .. عاهد الله

ويا سلام لو تؤكد نيتك بان تقوم لتتوضأ الآن حتى ولو كنت على وضوء ثم تصلى ركعتين تقربا الى الله وتدعوه في سجدتك الأخيرة فيهما بدعاء واحد ولكن بإخلاص
( اللهم اقبل مغفرتى وتوبتى اليك وثبتنى على طاعتك )

والآن البشرى
أية سورة الفرقان قوله تعالى
{إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }الفرقان70
هل ترى البشرى ؟ انتبه .. هذه الآية جاءت في سياق صفات عباد الرحمن
دع قلبك وعقلك يتجول في داخل الآية .. دعهم يغوصون في البشرى التى تحملها

مرة اخرى اقرأها بقلبك
{إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }الفرقان70

عجل واغمض عينيك كما قلت ثم قم وتوضأ لصلاة الركعتين والدعاء فيهما
قم يا اخى جدد عهدك فالبشرى عظيمة

اللهم نستغفرك  ونتوب اليك فتقبل يا ارحم الراحمين وثبتنا على طاعتك يا اكرم الأكرمين
امين امين امين
والى لقاء آخر ان كان في العمر بقية
حفظكم الله

الاثنين، 8 أبريل 2019

علم ينتفع به ( 27 ) التدبر / البقرة اية 16


علم ينتفع به
( 27 ) التدبر / البقرة آية  16
بداية أعتذر عن التأخير في كتابة هذه الحلقة لظروف صحية

واليوم نعود الى تدبر القرآن .. نعود الى الابحار في بحور النور  وبحر اليوم هو الآية الـ 16من سورة البقرة وهى قوله تعالى
أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ{16}

هذه الآية تجعل عقل المتدبر لها يدور بسرعة خارقة وتتقاذفه التساؤلات

كيف يكون الحديث عن المنافقين ثم يقول انهم اشتروا الضلالة بالهدى
كيف يملك المنافق الهدى ليشترى به ويستبدله يالضلال
ثم تعود في اخرها وتقول انهم لم يكونوا مهتدين

منافقين واشتروا الضلال بالهدى اى يمتلكون الهدى ثم لم يكونوا مهتدين يا لها من معضلة نتوقف عندها كثيرا

والآن التفسير المبسط لكل تلك التساؤلات

بالطبع المنافقين ليسوا على هدى ولا يملكونه ليشتروا به الضلال ولكن لان الرسول صلى الله عليه وسلم كان دائم الدعوة لهم للهداية قريب منهم مستمر في محاولة هدايتهم فكأنهم امتلكوا الهدى لشدة قربه منهم ولسهولة اتباعهم للنور الذى يبشر به رسول الهدى

يبكتهم المولى عز وجل بتشبيه اتجاههم للضلال والابتعاد عن الطريق الصحيح وكأنها تجارة يطمحون فيها الى الربح ولكن ليس هناك ربح لمن اختار البعد عن الطريق المستقيم

اما لم يكونوا مهتدين فهى لا تضارب بينها وبين امتلاكهم للهدى في بداية الآية
لان مهتدين هنا من الاهتداء وليس الهدى

لم يكتب لهم الاهتداء الى الاختيار الصحيح فاختاروا الضلال ولم يختاروا الهدى

الاولى في بداية الآية هدى .. والثانية في نهاية الآية الاهتداء والوصول الى الهدف وهو الربح

جعلنى الله واياكم من المهتدين الرابح تجارتهم

والى لقاء قادم ان كان في العمر بقية
حفظكم الله