إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 26 مارس 2013

شخابيط رحال ( 11 )



شخابيط رحال ( 11 )
سوريا
منذ عدة سنوات كنت استشاريا لاحدى الشركات النمساوية التى تنتج ماكينات انتاج الألياف الصناعية وكان هناك مصنع يتم انشاءه فى سوريا وفى مدينة حلب بالتحديد وطلبت الشركة ان أقيم فى حلب لفترة شهور تشمل الستارت اب للماكينات وايضا تنظيم العمل والخامات وتعليم العمالة السورية 

ذهبت لاول مرة الى سوريا وأقمت فى فيلا انيقة فى منطقة راقية بحلب على أن تلحق بى عائلتى بعدها بشهور ... ,اقمت فى حلب التى كنت أعتقدها مثل دول عربية أخرى زرتها من قبل نعيش فيها كمصريين على اننا افرادا من الدرجة الثانية 

الشعب السورى خليط من عرقيات مختلفة أو لنقل من مذاهب مختلفة ..سنة ... شيعة ... أرمن ... وغيرهم
كانت اول نصيحة من مضيفى السورى : لا تتحدث أبدا وسط الآخرين فى الدين أو السياسة
المخابرات هناك او ما يشبه أمن الدولة عندنا لا يعلم عددهم أحد ولا يوجد امان لأحد حتى لو كان قريبك ... الخوف من السلطة ينتشر فى القلوب 

أهل حلب فى اعتقادى غالبيتهم هم اكثر اهل سوريا قربا من المصريين واكثرهم حسنا فى التعامل فهناك أهل الجنوب .. دمشق وما حولها ويسمونهم اهل الشام ... تغلب الغلظة على معاملتهم بعكس اهل حلب
عند وصول عائلتى لتعيش معى كنا العائلة الوحيدة المصرية التى تعيش فى حلب ولا احدثكم عن الحفاوة التى كنا نلقاها فى كل مكان نذهب اليه .. فى المطعم او فى المنتزه ... حتى من سائقى التاكسى والله كم من مرة رفض السائق ان يقبل اجرته اكراما للضيوف المصريين كما يقول 

كنا غالبا نفضل المطاعم التى تقدم بوفيه مفتوح لنرى الطعام الذى نختاره فاسماء الطعام هناك لم تكن تدل على محتواه والحقيقة ان الطعام السورى له مذاق رائع
نظرا لحبى للطبخ كنت اتمتع بمعرفة طرق الطبخ فى سوريا 

لديهم اختراع حلو ... يستخدمون العنب الاخضر المر بديلا عن اليمون وقد بحثت عنه ووجدت ان له فائدة كبيرة فى علاج شرايين القلب هو ودبس الرمان الذى يستخدمونه بديلا عن الصلصة 

تعرفنا على عائلات سورية هناك وكنا نسهر سويا فى ليالى الصيف فى المطاعم المفتوحة وتعرفت على بعض طباع السوريين 

كان مضيفى من الذين يكرهون عبد الناصر كرها شديدا لانه احد الذين قام عبد الناصر بتاميم ممتلكات والده ايام الوحدة ولكنه للحق كان يتعامل معى باحترام وان كان مغلف بشك فى قدرتى الفنية ... كان يثق اكثر فى زميلى النمساوى رغم انه فنى الكترونيات وكان لازم يعرف انى لست ضعيفا وقد تم هذا بخبث منى
حدثت مشكلة للماكينة فى بداية التشغيل واتصل بالشركة فقالوا له المهندس المصرى قادر على حلها واتصلوا بى .... لكنه لم يخبرنى وذهب للفنى الأخر ليقوم بالحل ... لم اعلق 

الاخ الاجنبى اراد ان يثبت انه على علم وحاول فيها كثيرا ويبدو ان الماكينة تضامنت معى فلم تقبل ان تتحرك
يوم كامل وهم يتصببون عرقا دون فائدة بل الادهى انى تركتهم وذهبت احتسى القهوة فى المكتب 

بل وانصرفت اخر النهار الى منزلى وصباح اليوم التالى حاولوا ايضا الى الظهر وانا ايضا جالسا فى المكتب .... ولما لم يعد هناك فائدة اعلنوا فشلهم طلبت منهم الذهاب الى الغداء وباذن الله عند عودتهم يكون الله قد ساعدنا فى الحل 

لم يستغرقوا سوى ساعة وعندما عادوا كانت الماكينة تهدر بكل وحداتها وانا استقبلهم على الباب بابتسامة ساخرة ... بالطبع تغيرت نظرة الرجل لى بل انه اقام حفلة فى احد المطاعم ودعا لها بعض رجال الاعمال ليخبرهم اثناء الطعام ان الخبير المصرى قام بما لم يستطيعه الخبير الاجنبى 

كان من اساسيات عملى ان ادرب مجموعة من الفنيين على العمل وجاء لى كثيرين لم يستمروا كثيرا الى ان جاء نزار
شاب سورى كان له تاثير ان ارى سوريا بعين اخرى ومن منطلق اخر
فقد كان اخوه هو مدير مكتب اقوى رجل فى سوريا
وللحديث بقية 

الاثنين، 25 مارس 2013

شخابيط رحال ( 10 )



شخابيط رحال  ( 10 )
عم زكى
امبارح كنت باحكى لابنى عن عم زكى فى خلال ذكرياتى عن هوايات طفولتى وعم زكى اول واحد يدينى درس انى لا احكم على شخص من مظهره

اهل اسكندرية العواجيز اللى زى حالاتى اكيد لسة فاكرين شارع النبى دانيال ومحلاته التى كانت تبيع الكتب المستعملة

وانا صغير كنت ادخر مصروفى الصغير الذى لا يتعدى قروش قليلة وكلما جمعت ثروة منه .. حوالى عشرة قروش او عشرين اسارع الى شارع النبى دانيال

كان هناك محلات بجوار المعبد اليهودى تبيع الكتب المستعملة
تلك المحلات اصبحت الان بوتيكات لملابس النساء
فى احد تلك المحلات قابلت عم زكى 

صاحب المحل .. رجل عجوز يجلس على كرسى منخفض وقريب منه على الارض عدة الشاى ... سبرتاية وبراد وكوبين وشاى وسكر وزجاجة ماء .... لا يتحرك من مكانه ومن يريد ان يشترى كتاب يحضره له ويدفع ثمنه

المحل مظلم وبه تلال من الكتب .... لا اعرف من يجمعها ومن يرتبها .... فلم ارى فى المحل الا عم زكى

كنت اشترى منه الكتب واحيانا ابيع له ما لا اريد الاحتفاظ به
فى البداية كنت افاصل معه كثيرا وهو بطيبة قلب كان لا يرفض لى طلب 

احيانا اجد عنده مجموعة من الكتب وعندما اسال عن ثمنها  اجده يتعدى مدخراتى فاقول له ببساطة ... عم زكى انا معايا مبلغ كذا هات لى ما يغطيه ولكن اياك ان تتصرف فى الباقى الى ان احضر لك ثمنها
يضحك الرجل العجوز ويعطيها لى ويقول لما تحوش الباقى ابقى تعالى

احيانا كان يعزمنى على الشاى معاه وندردش سوا وكان نقاش شكله غريب بين شيخ يقترب من السبعين وطفل فى الثانية عشرة من عمره

كان يشرح لى اسلوب بعض الكتاب والسمات المميزة لكل منهم ... كان يلفت انتباهى لكتاب لم اسمع عنهم او لم افكر فى القراءة لهم

فقد كنت ابدا مع كاتب ويعجبنى فاستمر الى ان احصل على كل كتبه دون ان انتبه لغيره
عم زكى كان بيوجهنى لغيره وهو يشرح لى اسلوبه فهو اول من اعطانى قصص محمد عبد الحليم عبد الله ... ويوسف السباعى .. ويوسف ادريس فى فترة كنت اركز فيها على نجيب محفوظ وانيس منصور واحسان عبد القدوس 

استمرت علاقتى بعم زكى فترة طويلة وتطور الامر الى انى كنت اذهب له نشرب سويا كوب من الشاى واساله دون ان اتفحص الكتب ما هو الجديد عندك يا عم زكى فيسرد على بعض ما عنده ويعتقد انى قد اجده مشوقا

الى ان جاء يوم وذهبت الى المحل فوجدته مغلقا وسالت الجيران فى المحلات المجاورة عنه فلم يعرفوا عنه شيئا .... لمدة سنة كاملة اذهب الى المحل فاجده مغلقا ولا اعلم اين عم زكى واعاود الذهاب وانا اتمنى ان اجد صديقى العجوز الى ان فوجئت بالمحل يتحول نشاطه

فلم اعد اذهب الى الشارع مجددا فقد كنت لا اجد عند اصحاب المحلات الاخرى او من يقفون على عربات نفس متعة حوارى مع عم زكى

رحم الله عم زكى حيا وميتا فقد علمنى كثيرا واستفدت منه كثيرا

تحولت بعدها الى المكتبات العامة فى الاسكندرية مثل مكتبة البلدية ومكتبة جمعية الشبان المسلمين فى الشاطبى انهل منها ما انقطع بغياب عم زكى ولكنى طوال حياتى ادين له بالفضل
علمنى درس كبير فى عدم الحكم على المظاهر وعلمنى ان استخرج اسلوب اى كاتب دون حتى ان انظر الى الغلاف ( احيانا الكتب كانت بدون غلاف ) وكان متجره مصدرا كبيرا من حصيلة معلوماتى فلم اكن اقرا القصص فقط
صدعتكم ؟؟ معلش .. اسكندرية القديمة وحشتنى اوى
..........................

الخميس، 21 مارس 2013

شخابيط رحال ( 9 )



شخابيط رحال  ( 9 )
عيد الأم
فى يناير من حوالى اربعين سنة وفى عصر يوم ممطر وقفت على ربوة عالية تطل على المقابر فى قرية والدتى ارى جسدها الملفوف فى كفن ابيض وهو يغيب فى جوف القبر ..

كنت طفلا صغيرا فابعدونى عن قبرها  ولكن كطفل صغير متعلق بامه ولا يستطيع فهم معنى الموت ركضت الى اقرب ربوة انظر لها ولا اعلم انها النظرة الاخيرة وما ان اغلقوا عليها وانصرفوا حتى نزلت لاجلس فى التراب امام قبرها احادثها واعتقد انى بذلك لا ادعها وحيدة حتى انتبه لى والدى فى اخر الليل واخذنى للمنزل 

بعدها بشهرين  حل موعد عيد الأم وفى المدرسة طلب منا المدرس ان نكتب موضوع تعبير عما فعلناه فى احتفالنا بعيد الأم  

ونظرا لانى لا اعرف ما ساواجهه فقد خرجت من الصف وذهبت له عند مكتبه وهمست له ببراءة الطفل  لقد ماتت امى  ولم نحتفل فهل اكتب انا ايضا ؟ 

كنت اعتقد انه سيغير لى الموضوع ولكنى فوجئت به ينهرنى بصوت سمعه الفصل كله
لست اول من تموت امه وهل اطلب منك ان تقول ماذا اكلت او شربت على الغداء ؟ اذهب واكتب الموضوع بلاش لعب عيال 

لقد كان جافا جدا فنفرت منه بشدة وظل عيد الأم بالنسبة لى يوما كئيبا 

عوضنى الله بعدها بزواج ابى من سيدة رائعة كانت لى اما حنونا ربنا يديها الصحة ويبارك فى عمرها
لكنى بالطبع لم انسى امى وكنت اراها كثيرا فى اماكن متعددة 

كنت اراها فى غضبى لما اذهب الى السلسلة بجوار تمثال عروس البحر اسمعها وسط ضجيج الامواج تربت على وتهدئ من غضبى 

اراها بجوار الكعبة فى عمرتى  تطوف حولها وتنظر لى باسمة فرحة بى 

اراها فى ابنتى نور ربنا يبارك لها عندما تتورم قدماى بشدة وترى على وجهى الالم منها فتجلس تدلك لى قدماى عسى ان يخف الورم 

اراها فى كل لحظة خروج  من منزلى ادعو لها بالرحمة والمغفرة 

انا لست فى حاجة لعيد ام كى احتفل بامى  

بالرغم انى اصبحت شيخا الا انى لازلت اتذكر حضنها واشتاق له
رحمها الله
..................
فليذهب كل منكم الى امه ويقبل يديها وتاكدوا هى ليست فى حاجة الى هدية بقدر ما هى فى حاجة الى احساسها بحبكم لها ... تمتعوا بحضنها ... استنشقوا رائحة انفاسها
اتركوا اناملها تداعب وجوهكم
صدعتكم ؟ معلش اصلى بحب امى اوى 

الخميس، 14 مارس 2013

شخابيط رحال ( 8 )


شخابيط رحال ( 8 )
فى احدى رحلاتى لالمانيا كنت فى زيارة لمدينة كولن حيث اقضى بها بعض الايام ويوم الاحد رتب لى المسئولون بالشركة جولة فى تلك المدينة وكان من ضمنه اشهر معلم من معالمها وهو كنيسة اسمها الـ دوم وتجد خارجها صورة للمدينة فى الحرب العالمية الثانية والمدينة بالكامل مدمرة من قصف الحلفاء الا تلك الكنيسة 

كان معى فى الجولة فتاة استرالية تعمل فى فرع الشركة فى استراليا وكانت قادمة من النمسا لتقضى معنا يومين فى فرع كولن ثم نتوجه الى فرع اخر سويا 

عندما هممت بدخول الكنيسة سالتنى وهل يدخل المسلمين الكنائس ؟ فقلت لها لا يمنعنى دينى من هذا فهل يمنعك دينك من دخول اماكن العبادة للاديان الاخرى فاجابتنى باجابة ادهشتنى 

قالت انا حرة ( فرى ) وعلمت ان هذا معناه انها لا تؤمن بدين ولا بخالق ولا باى شيئ 

فكانت فرصة لاتعرف على امثال هؤلاء وقضينا اليوم كله فى الحديث عن المسلمين وعاداتهم وعباداتهم وانتقل الحديث الى انواع الطعام اثناء تناولنا الغداء وتفسير لبعض المواقف التى تراها من المسلمين فى استراليا
وبعدها بايام كانت رحلة الذهاب للفرع الآخر فى مدينة اسمها لودفجزهافن وكانت اسوأ رحلة
فقد كانت الفتاة تريد ان تمر بنا السيارة على كل قرية فى طريقنا او تتناول اى شيئ فى احدى الكافتريات وانا اغلى من الغيظ لبطئ الحركة 

السيارة قوية جدا بى ام دبليو الفئة السابعة والطريق طويل والسرعة غير محددة يعنى فرصة للانطلاق والهانم تريد ان تستمتع بالطريق 

رغما عنى استمتعت هى بالطريق لمدة ثمانية ساعات هى مدة الرحلة وانا الذى ازددت نفورا منها خاصة انها كانت احدى المتدربات الذى كان على ان اكون مسئولا عن دورة تدريبية لهم فى معامل الشركة وكانت تنزل فى نفس الفندق الذى اقيم فيه فكنت احملها معى فى الصباح الى الشركة ولكنى كنت اهرب منها فى العودة بالبقاء فى الشركة لبعض الوقت 

كان نفورى منها لانى شعرت انها تقاوم طبيعتها التى خلقت عليها 

فكنت ارى ان الحيوانات اكثر رقيا ممن يقولون انهم بلا دين 

الحيوانات تسبح خالقها وهؤلاء يتشدقون انهم احرار وبدون دين ويدون التزام باى قواعد
الانسان الذى كرمه الله ورفعه فوق سائر مخلوقاته على الارض يقاوم نفسه وطبيعته لبنزل تلك الدرجات
لانى ارى ان الايمان بالله فطرة فى الانسان قد تخفت ولكنها لايمكن ابدا ان تنتهى ومن ينفيها فهو كاذب ويحاول ان يتشبه بفئة تعجبه او ليكون به ما يغرى الغير بالاهتمام به 

اللهم اجعلنا من عبادك المؤمنين واكفنا شر هؤلاء
............................

الأحد، 10 مارس 2013

البحار فى بحور النور .. قصص حب راقية ( 1 )


بسم الله الرحمن الرحيم 

اخوتى فى الله 

الحب من المشاعر الطيبة الجميلة التى خلقها الله سبحانه وتعالى فى قلوب عباده وان كان الحب له صور عديدة فاغلب الحب الى الاهل او الزوج والزوجة .......حب رجل لامراة او العكس او كلاهما لكن هناك أيضا حب بين الرجل واخيه وهو الحب الذى ذكره المصطفى صلى الله عليه وسلم عند ذكر السبعة الذين يظلهم الله يوم لا ظل الا ظله 

 والحديث تحت رقم 629 فى صحيح البخارى وتمامه : -
عن أبي هريرة،عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: الإمام العادل، وشاب نشأ في عبادة ربه، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال، فقال إني أخاف الله، ورجل تصدق، اخفى حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا، ففاضت عيناه )

وقد يكون هناك حب بيننا وبين الجماد ايضا .......... نعم الجماد
 ففى صحيح البخارى ايضا – كتاب الحج وتحت رقم(1393)
 عن أنس، قال: نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أحد فقال
"
إن أحدا جبل يحبنا ونحبه".

لاحظوا قول المصطفى صلى الله عليه وسلم فلم يقل يحبنى واحبه بل قال يحبنا ونحبه 

واليوم نتحدث عن نوع أخر من الحب نوع لم أسمع به الا من أصدقائى عبد الله ..او عبد الرحمن ... هم عباد من عباد الله فلا يهمنا اسمهم فكل يوم سنكون مع احدهم فقد كانت قصص حبهم تجعلهم يعيشون لحظات طويلة فى سلام ولنستمع اليهم يحدثوننا عن حبهم

كم قصة هم لا اعلم فكل منهم يحدثنى بما يقع فيه من حب ولايزالوا وكل منهم له عدد كبير من الحبيبات ......نعم عدد كبير فيقول احدهما 

احبهم كلهن .....اهيم فيهن عشقا ...اذوب فيهن حبا .....لا استطيع ان اكتفى من عدد معين منهم بل احبهن جميعا فلكل منهن صفات لا استطيع الاستغناء عنها ودعونى احدثكم عن بعض هذه الصفات 
منهن من ارى فيها صفات الام بحنانها فبعضهن عندما اقضى معها بعض الوقت اشعر بعاطفة صافية يجمعنا فيها الحنان الذى يمتزج بالحب ...فيها الحضن الدافئ الذى كثيرا ما اشعر به يلفنى الا وتستكين روحى كما يستكين الوليد فى حضن امه يسمع دقات قلبها فيكون دفقات من الحب والحنان تتخلل كيانه .....يتخلل كيانى دفقات من الحب يهدأ قلبى ...تمتزج دقاته مع دقات محبوبتى فأهيم فى آفاق لا متناهية من النور ........

منهن من أرى فيهن صفات زوجتى ورفيقة دربى .....الزوجة الصالحة التى تعين زوجها على تخطى عقبات الحياة ....تشاركه بناء الطريق والمضى فيه .....تعطى له لمحات من الحب الملئ بأخلاط من حب الام والاخت والابنة وقبلهن حب الزوجة 

منهن من يمتزج حبها بانواع عديدة فيها حب الاخت التى تتهلل اساريرها بلقاء اخيها عند زيارته لها ترحب به ...تحتفى به ...........مع حب الابنة التى تلقى ابوها بعد عودته مكدودا من عمله تدور حوله ... تضاحكه ..تحادثه .. يرى الرضى فى عينيها عندما تنفرج اساريره وينسى تعبه 

منهن من من أرى فى حبها الحب الممتزج باحترام متنامى فى كل لقاء….هو حب التابع لقائد حازم فى لين ....صارم فى عنايته ...شديد فى رعايته باتباعه .....يخشى عليهم ....حب قائد صادق فى الخوف على من يحبهم 

منهن من احبها ولا ادرى لماذا احبها ...فكلما لقيتها اردت ان احتضنها برفق ...اضغطها فى صدرى ...اخفيها فى قلبى ....تمتزج بروحى ...فاعيش بها 

كما ان بينهن من كلما لقيتها تبوح لى ببعض اسرارها ... يفيض على من نور حبها الكثير ........ ومنهم من لا استطيع فهمها فهى لى أسرار عميقة اظل ابحث عن معناها ..ابحث عما تحمل فى قلبها ....ولكنه يأبى على فلا اجد الا التساؤل دون مجيب 

منهن الكثيرات ولا استطيع الاستغناء عنهن ..... وتعلمون صفات كل منهن من سياق حديثى عن ذكرياتى واوقاتى مع كل واحدة من محبوبات اصدقائى .....فلى مع كل واحدة قصة 

وبإذن الله اكتب لكم كل يوم حلقات هذه القصص ......قصص عباد الله مع مع محبوباتهم 
كل يوم بإذن الله اركب قاربى المتهالك ذو الشراع الضعيف واجوب به مع اصدقائى فى حبهم ....... بحار حبهم ......... لاكون كالبحار الذى يبحر على شواطئ البحار ...فقط الشواطئ فقاربى ضعيف ليس له قوة الابحار التى لغيره هى قصص حب راقية 

قصص ...........البحار فى بحور النور


الأربعاء، 6 مارس 2013

شخابيط رحال ( 7 )



شخابيط رحال ( 7 )
الستات فى ايران

كما اخبرتكم انى تعلمت من انيس منصور ان تكون نظرتى للبلاد التى ازورها نظرة متفحصة قليلا وان كانت تلك الرغبة فى فحص ما أراه زادت فى أثناء زيارتى لأيران لانى مثل غالب المصريين لا نعلم عن ايران الا ما نسمعه او نراه فى وسائل الاعلام وتظل الحياة العادية هناك لغزا لنا

ولم تكن معرفتى بالحياة فى ايران تزيد عما قراته فى صغرى فى مجلات ايرانية كانت تصدر باللغة العربية أيام شاه ايران وكانت تعطى صورة عن بلد متحررة بها السيدات ترتدى ازياء متنوعة وبها مظاهر الموسيقى والنوادى الليلية شبيهة باوربا

كانت زيارتى لايران منذ سنوات قليلة وهى تحت حكم من يسمون بآيات الله وزادت رغبتى ايضا فى التعرف على مظاهر الحكم القمعى بدعوى الاسلام وتاثيره على حياة الناس هناك

كان اكثر ما لفت نظرى هناك سيدات ايران ... لم اكن اتفحص مفاتن النساء والله ولكنى كنت اتعجب من مقاومة المرأة لفرض اسلوب معين فى ملابسها

فقد لفت نظرى ان اغلب النساء هناك خاصة فى سن الشباب ترتدى ما يشبه الفوطة السوداء حول وسطها ... قطعة قماش تقترب مما يسمى عندنا جيبة فهى تبدا من الوسط عند حزام البنطلون الى ما فوق الركبة بحوالى ( نص متر !! ) وسالت مرافقى عن معناها فقد ظننتها من علامات التشيع هناك
فاجابنى ان هناك قانون يمنع على السيدات ارتداء البنطلون الا اذا كان تحت جيبة  وسمحوا به فقط لبرودة الجو فى ايران ولكن بشرط ان لايكون منفردا منعا للفتنة

الغريب ان كل من ترتدى البنطلون ترتديه ضيقا جدا ملتصقا بها وفوقه تلك القطعة من القماش تنفيذا للقانون
وترتدى ايضا منديلا يسمى تجاوزا طرحة تبدو من تحته خصلات الشعر المصبوغ غالبا مع كمية لابأس بها من المكياج
بالطبع رايت سيدات محجبات حجابا معقولا ولكن نسبة كبيرة جدا كانت مثل التى احدثكم عنها وضحكت فى نفسى كثيرا عندما وجدت بنات الجامعة تجعل تلك الجيبة مفتوحة من الجانب ليبدو جسدها بالبنطلون اكثر وضوحا

تذكرت هذه الملاحظة وانا اسمع بعض الدعاوى فى مصر لالزام السيدات بزى محدد وسألت نفسى ترى هل ستقاوم سيدات بلدى الزامهن بزى محدد ؟ وهل سنرى اختراعات جديدة فى فن الهروب من القانون هذا ؟
سالت نفسى ترى ما هو سبب مقاومة سيدات ايران لقانون ايات الله ؟ هل لانهم حديثى عهد بالالتزام بملابس محتشمة ؟ فسيدات السعودية تلتزم بالعباءة وان كانت بدات تبدو عليها تغيرات تظهر المفاتن
ام ان طبيعة المراة الايرانية تختلف

كانت الاجابة الاكثر قربا من عقلى انه لايمكن الزام المراة بزى محتشم بقوة القانون فلابد وانها ستجد طريقة للهروب منه ان ارادت وان الاحتشام يكون بتعليمها اصول الدين الحق ليكون الزى المحتشم نابعا من ايمانها بشرعيته وليس خوفا من قانون

ترى هلى يدرك القائمون على الحكم فى مصر هذا ويتوقفوا عن الصراخ ويبدا كل منهم بدراسة كيفية نشر الوعى الدينى بطريقة صحيحة ؟

ادعو الله ان يلهمهم الصواب وان يحفظ نساء بلادى ويسعد قلوبهن اللهم امين