إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 23 مايو 2014

لقاء الأحبة


لقاء الأحبة
مع اولى نسمات الصباح وبعد الصلاة مباشرة امتطى الدابة مستعدا لرحلتى للقاء الاحبة ... هى دابة من حديد ولكنى رايت منها ما اراه من الناقة التى تسرع خطاها عندما تعود لبيتها واهلها

فلم اكن ادرى هل انا من يزيد السرعة ام ان دابتى تسرع وانا اكبح جماحها
هل هى التى لا تلامس عجلاتها الارض ام انا الذى اطير شوقا للقاء الاحبة

نصل سويا بسرعة واسرع الخطا اليهما

اراها تقف مجللة بالسواد وبجانبها حبيبتى

تخفت الاصوات حولى ويدور بيننا حوار حانى النبرات

بعيون مبللة بالدموع تسالنى لما طالت غيبتك ياولدى ... اضنانى الحنين لرؤياك وانا لا اعلم ما الذى ابعدك عنى هل اصابك مكروه اقعدك ام لحقت بى وتاهت خطاك عن اللقاء

بوجه غاضب تعانبنى حبيبتى المكللة بالسواد : اياك ان تفطر قلبها مرة اخرى بغيابك وكيف تقول انك تحبنا وتطول غيبتك شهرا كاملا

انظر اليهما وابتسم كطفل يرتجف خجلا واهمس لهما : وحشتونى

نشيح بوجهها وتتمتم : شيخ فانى وتصرفات اطفال
اعاود الهمس : وحشتونى والله

تهز راسها ناظرة لحبيبتى فتكفكف دموعها هامسة وانت ايضا يا ولدى

اسالها كيف امسح دموع عينيك ... كيف اقبل قدميك
تبتسم فى وهن : ما واراه التراب لا سبيل اليه ... قم يا ولدى اكمل شعائرك اعانك الله عليها

اطوف واسعى وانا اشعر بنظراتهما تحوطنى .. تضم بحنان قلبى الواهن تمده بالقوة

ادعو الله وابتهل ان يتقبل منى
انتهى من عمرتى واعود لهما اودعهما

الوح لهما سويا وارسل لهما قبلات فى الهواء

تهمس المجللة بالسواد اياك والغيبة عنا
وتهمس امى بحنان : فى امان الله ياولدى
الحمد لله
..................
رحم الله صاحبة العمرة

ورحم الله الرحال حيا وميتا 

الخميس، 22 مايو 2014

حبيبتى


حبيبتى

أقود سيارتى فى جو قائظ شديد الحرارة ... شوارع مزدحمة ... صوت مكيف السيارة يصيبنى بالصداع لعمله على اعلى درجاته دون جدوى

أتعجل الوصول لمنزلى لأنال قسطا من الراحة بعد يوم عمل شاق ... أمنى النفس باسترخاء يعوض جهد اليوم ... تطوف بعقلى ابتسامة عندما اتذكر ان الغد ايضا راحة من العمل 

وفجأة تصمت الأصوات .. يبرد الجو .. اراها أمامى بزيها الأسود يلفها جلال محبب للنفس
يخفق قلبى بشدة .. أكاد اشم عطرها ...يتخلل عبيرها كيانى 
 اهمس رغما عنى : حبيبتى
ترد بغضب يغلفه دلال : نسيتنى
أرد : وهل يربطنى بهذه البلاد الا عشقى لك  
تهمس : تباعدت زياراتك لى وكانت من قبل اسبوعية
تدمع العين وأجيب : وهن القلب وتثاقلت الخطوات
تعاتبنى : وأين دعوتك للحب
أردد انتظرينى يا حب العمر وزاد الروح
تلوح لى باسمة : فى انتظارك

اكمل طريقى مرددا اللهم يسر لى فى الغد عمرتى  

رافض أنا لهذا العصر

هل تمنى احدكم يوما ان يعيش فى غير هذا الزمن 

كثيرا ما تمنيت ان اعيش فى غير هذا الزمن .. اليوم تزيد ضغوط الحياة بصورة تكاد تحطم عقلى ... ما هذا التقدم الذى نتحدث عنه ويحمل معه صراعات غير محدودة

وددت ان اعيش فى عصر مضى ... مئات من السنين ... وددت لو كنت مزارعا بسيطا اعيش مرتبطا بالأرض ... أنثر البذور ... أسقيها ... أدعو الله ان ينبتها فلا نابت لها الا خالقها ... اتابع نموها ... أحصدها ... أطعم الناس واطعم معهم

أصلى واتعبد كما امرنى الله ... أهجع الى فراشى بعد العشاء

وددت لو اعيش فى عصر مضى .... عصر فيه البساطة ولكنها بساطة راقية فى أخلاقها .... أخلاق الناس قبل التقدم راقية ... كانت راقية 

 رافض أنا لهذا العصر ؟ نعم أرفضه بكل ما فيه من أخلاق رديئة


الأخلاق ؟؟؟؟ ما هى الاخلاق وكيف نحكم عليها بالرقى

الثلاثاء، 20 مايو 2014

دموع يتيم



أما آن للقلب أن يستريح ؟
متعب أنت يا عبد الله
ما أصعب أن ترى شابا يبكى بحرقة كالطفل التائه من أمه وليت أمه يمكن ان تعلم بهذا البكاء
فقد جلس الشاب ذو الستة عشر عاما يبكى اليوم ويسأل الى من الجأ
شاب يتيم الأم يعيش مع اب لا نقول انه قاسى ولكنه حازم
ظهرت نتيجة الشاب قى مدرسته وعليه ان يدخل الدور الثانى فى ثلاث مواد
هى مصيبة فى عرف الاب
الاب على وشك الزواج بعد ايام ليأتى لليتيم بزوجة أب بعد ان بلغ مبلغ الشباب
لا يدرى الأب ان الشاب يحتاج الى الاحتواء ومعرفة سبب تقصيره وستكون النتيجة هى تعنيف وعقاب شديد
بعيون مبللة بالدموع ينظر الشاب الى من حوله ويسأل دلونى الى من الجأ
قبضة حديدية تعتصر قلبى
يبكى القلب ألما
ما اصعب اليتم
تتجمد ملامحى ولكنى اخاطبه بغير صوت
أعلم يا ولدى ما تعانيه فقد جربته قبلك منذ عقود طويلة
سامحك الله فقلبى العليل لا يحتمل
فرج الله كربك يا ولدى
دعواتكم لهذا الشاب 
ودعواتكم لى أيضا 
رحم الله الرحال حيا وميتا 

السبت، 3 مايو 2014

معنى الثقة بالله


معنى الثقة بالله
ذهب التلميذ لأستاذه بعد فراغه من الدرس وانصراف بقية التلاميذ قائلا له :
يا شيخنا : كيف تقول انه ليس هناك انسان مصدر شؤم أو جالب للنحس ؟

ان لى تجربة حقيقية عكس ما تقول ولكنى خجلت ان اصارحك بها أمام زملائى

تبسم الشيخ ونزل عن كرسيه ليجلس بجوار تلميذه أرضا وربت على رأسه بحنان قائلا : حدثنى يا ولدى بما عانيته

انطلق الفتى وكأنه يحمل فوق كتفيه ما يفوق احتماله قائلا :

اقترنت يا شيخنا بفتاة كنت أراها ذات خلق وأصل طيب على أن نتمم زفافنا بعد القران بشهور وكنت أعيش فى بحبوحة من العيش

ولكنى لاحظت بداية وقوع احداث غريبة لم القى لها بالا فى البداية فقد فقدت مدخراتى كلها فجأة فصبرت واسترجعت واحتسبت وسجدت لله شاكرا ان لدى من الصحة ما يعيننى على عملى لادخر اضعاف ما ادخرت خاصة وان لى رفيقة على الدرب تعيننى وأيضا لم القى بالا لتغير طفيف فى تصرفات فتاتى

يهز الشيخ راسه باسما ويقول اكمل يا ولدى

يسترسل الفتى .. وفجأة أيضا فقدت عملى دون سبب أو خطأ منى وهنا طلبت الفتاة الانفصال باصرار وبدأت تهيننى وفشلت محاولاتى معها للصبر حتى استعيد قدرتى على العمل

يضحك الشيخ ويقول : أكمل يا ولدى

يقول الفتى كانت الضربة القاصمة هى اصابتى بمرض غريب دون مقدمات فاطلقت سراح الفتاة خاصة انها كانت تعاملنى أسوأ معاملة واختفى الحب وحسن الخلق

الغريب يا شيخنا اننى بعد انفصالى عنها بدأت حياتى تستقر ونفسى تهدأ ورزقنى الله بعمل جديد وبدأت صحتى فى التحسن

فكيف تقول انه ليس هناك انسان شؤم

ضحك الشيخ بقوة وهو ينظر لتلميذه وقال

يا ولدى هى نعمة من الله وحب ارسله لك فقد امتحنك بضيق الحال فصبرت واحتسبت ولكنه ايضا اظهر لك فتاتك على حقيقتها قبل ان تتزوجها ... حفظك الله من سوء الصحبة

ليس شؤما يا ولدى ولكنه حب الله وحفظه لك الا تكون تلك نعمة تستحق الشكر

قم يا ولدى وتطهر من هلاوس الشؤم والنحس واسجد لله على حبه فتلك هى الثقة بحب الله وحفظه للعبد 

الجمعة، 2 مايو 2014

الاب الظالم


رجل ظالم
أتاحت لى الحياة الإقتراب من بعض المشاكل التى قد لا يلتفت اليها اغلبنا ولا تؤثر فيه ان حدثه صاحبها عنها

 وقصة اليوم قصة رجل مصرى عاش حياته كملايين الرجال من الطبقة المتوسطة

تزوج وانجب ولدين وبنت ... البنت هى الوسطى ... أتم الثلاثة تعليمهم والتحقوا بوظائف لابأس بها
ادخر الرجل بعض دخله منذ بداية حياته الزوجية ليشترى قطعة أرض يبنى عليها منزلا يعيش فيه مع عائلته
 وعندما رغب الابن الاكبر فى الزواج بنى له شقة فى منزله وساعده حتى اسسها وتزوج فيها
سنوات ويريد الابن الاصغر ان يتزوج ايضا فيقوم الاب بنفس ما فعله مع اخيه ويبنى له سكن فوق سكن اخيه
تستمر الحياة بالرجل ويخرج على المعاش وتسير حياته بوتيرة هادئة وتقوم ابنته بخدمته وخدمة امها بلا كلل
تقدم للابنة العض ولكن الاب كان يتشدد فى طلباته منهم مما كان يجبرهم على الانسحاب

دائما ما يردد على مسامع ابنته انه يبحث لها عن الافضل وان لم يجد فلن يضيرها شيئ فمعها وظيفتها ووعد من اخوتها ان لا يقاسمها احد فى سكن ابيها بعد وفاته
تصمت الابنة ولا تعارضه

حتى كان الموقف الذى علمت به وقد حدث منذ سنوات عديدة  
الابنة التى تقترب من الاربعين يتقدم لها رجل يعمل فى دولة اجنبية يرى فيها الفتاة المصرية التى يشعر معها بالامان وترى هى فيه اخر فرصة لها فى ان تستقر وتنجب قبل فوات الاوان
يقترب منها الرجل وتقترب منه حتى يربط الله بين قلوبهما فتشعر نحوه بحب جارف مثل ما يشعر به نحوها .... يزيد من حبهما شعور كل منهما ان الاخر يمثل له فرصة الاستقرار التى قد لا تتكرر

ولكن الاب الذى يبدو انه يخشى ان تغادره ابنته لتلك الدولة فيخسر استقرار خدمته وطقوسه اليومية التى تحافظ عليها ابنته بكل اخلاص بل وتسميها الجهاد فى حياتها

يمارس الاب عادته فيضع العراقيل التى تجبر الرجل على الانسحاب
لكن الاب هذه المرة ظلم البنت ظلما شديدا

كسر قلبها .. دمر امالها .. غطى بالجليد ايامها ... لقد بدا شتاء حياتها قبل اوانه
تشعر البنت ببرودة الوحدة قبل اوانها
تقتل الحب فى قلبها
تحاول ان تنسى انوثتها ونداء الطبيعة فى داخلها
تنسى احلام امومتها
تبكى بلا دموع ... تتمزق دون نزيف
فجرح الروح لا دماء له وما اقساه من جرح
تتذكر اليوم انها كانت لتفرح بدخول ابنها او بنتها المدرسة فتعود للبكاء بلا دموع

ايها الاب ... ما اظلمك