إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 19 فبراير 2018

ذكريات شيخ على المعاش ( 5 )


ذكريات شيخ على المعاش
( 5 )
الغباء الحقيقى

كان لطول تجوالى بين بلاد العالم تأثيرا على مخزون ذاكرتى من المواقف التى قابلتها ومن تلك المواقف مايمكن ان نطلق عليه غباء

سواء غبائى انا شخصيا او غباء بعض من قابلتهم لكن الغباء الحقيقى لم ادركه الا مؤخرا بل هو الغباء الوحيد

ولنبدأ الامر من البداية وعذرا على الإطالة

مما لاشك فيه ان كل منا يتمنى ان يدخل الجنة وان لا يقرب من النار ولكن حياتنا الدنيا تجعلنا نقع احيانا في المحظور ونتحمل سيئات عديدة قد نكفر عنها وقد ننساها في خضم احداث أيامنا

ونظل جميعا في هاجس ان يكون ما نسيناه من سيئات وهو بالتأكيد محفوظ في صحفنا وسيظهر يوم الحساب

نخشى جميعا ان يكون الميزان في صالح السيئات يوم لا تبديل لتلك الصحف في الموقف العظيم امام رب العزة

أدركت غبائى فجأة وأنا اقرأ آية في كتاب الله
{مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ }الأنعام160
حتى لو كان الانسان كثير الخطأ وتساوت أعماله الحسنة والسيئة فالكفة في صالح الحسنات فما بالك لو كانت سيئاته مجرد هفوات في حياة مليئة بالعمل الصالح

أنظر لقوله تعالى في الآية السابقة ( وهم لا يظلمون ) يقول تعالى اننا لن نظلم بل سيوفى حسابنا بالعدل

حسنة واحدة يتم حسابها بعشر حسنات والسيئة تظل واحدة كما هى

قد يسأل البعض ولكن السيئات تظل في الصحف وقد نعاقب عليها بالدخول في النار وهنا تتبادر الى الذهن فورا آية أخرى من كتاب الله عز وجل
يقول تعالى
{وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ }هود114
الله
ما ارحم واكرم رب العزة فقد أعطانا السبيل الميسر للفوز برضاه وبالجنة

حسنة واحدة يتم حسابها بعشر حسنات وسيئة تظل كما هى
ثم تأتى الحسنة لتمحو السيئة وتذهب بها

هل علمنا ما هو الغباء الحقيقى
الغباء الحقيقى ان لاتنتهز الفرصة وتسارع بالحسنات حتى تمحى من صحفك سيئاتك
وما اسهل عمل الحسنات
نعم انها اسهل بكثير مما تظن ولهذا حديث آخر قادم ان كان في العمر بقية
رحم الله الرحال حيا وميتا