إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 28 فبراير 2021

خواطر قرآنية /(5) عكس المعنى الظاهر

 

خواطر قرآنية

( 5 ) عكس المعنى الظاهر

عفوا لذكر موقف حدث منذ سنوات طويلة

كنت وقتها اقوم بالتدريس لمجموعة من الشباب مقدمات في كل من علوم القرآن وعلم الحديث والتفسير وذلك عن طريق شرح مقتطفات مختارة من امهات الكتب في هذه العلوم

فجأة تغيبت احدى الطالبات وهى طبيبة شابة ولما سالت عنها قالت انها لن تكمل الدراسة لانها اكتشفت انها تمتلك عقلا يمكنها من تفسير القرآن وليست في حاجة لدروس او كتب

حاولت ان اقنعها ان التفسير ليس مجرد فهم معانى الكلمات بل يرتبط بأسباب النزول واللغة والاسلوب

لكنها صممت فتركتها وما تريد

والآن ما هو سبب تذكرى لهذا الموقف ؟

مثالين مشهورين في القرآن يكون المعنى عكس المعنى الظاهر

احدهما في سورة الدخان  عندما يقول الزبانية في جهنم للكافر انك انت العزيز الكريم

{ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ }الدخان49

ظاهر الكلام انه تكريم لذلك الرجل ووصفه بالكريم لكن الحقيقة انه سخرية واستهزاء بذلك الكافر الذى كان يتفاخر بعزته وكرمه بين قومه ولكن كفره اوجب عليه العذاب

المثال الثانى

في قوله تعالى

{قَالُواْ يَا شُعَيْبُ أَصَلاَتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاء إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ }هود87

ظاهر الكلام ان القوم يصفوا هود انه حليم رشيد ولكن هناك اتجاهين لتفسير هذا

الاقل هو انهم يعيبون عليه نصحهم ويروا ان كلامه مخالف للعقل من وجهة نظرهم فكيف ينطق بهذا الهراء على حد زعمهم وهو الحليم الرشيد

الاتجاه الاغلب انهم يسخرون منه لطلبه منهم ترك عبادة الاصنام ويرونه مجنونا في طلبه هذا وسخرية منه يصفونه بالحليم الرشيد ويقصدون عكس القول

ولتقريب معنى الاتجاه الثانى نعطى مثال

عندما يطلب منك مجنون ان تفعل افعال غير منطقية فانك تضحك في نفسك وتوافقه قائلا انك فعلا عاقل اريب

أطلت عليكم

عذرا .. جعلنى الله واياكم ممن يتدبرون القرآن ويتعلمونه ويعلمونه

والى لقاء اخر ان كان في العمر بقية

حفظكم الله

الاثنين، 22 فبراير 2021

خواطر الرحال /(3) تمام الايمان جـ 2

 

خواطر الرحال

( 3 ) تمام الايمان جـ2  

( لا يؤمن ) .. ( لا يفعل كذا وهو مؤمن )

تكررت هذه الصفات في احاديث عديدة لرسول الله صلى الله عليه وسلم عند تحذيره لنا من افعال او اقوال نهانا عنها

قد يتبادر للذهن ان من وقع في هذا المحظور او النهى قد خرج من مظلة الايمان وهل مضاد الايمان الا الكفر والعياذ بالله

او على اقل تقدير يكون كما فسره المعتزلة انه في منزلة بين منزلتين فلا هو مؤمن ولا هو كافر بل بين المنزلتين

وللخروج من هذا الظن نذهب الى حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم رواه انس بن مالك في صحيح ابن حبان

ولفظه : " لا يبلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يحب للناس ما يحب لنفسه من الخير " . 

هذا الحديث يوضح المقصود بعبارة ( لا يؤمن ) اى انه لا يبلغ حقيقة الايمان وصحته

قال ابن حجر  قال السلف إن  من ارتكب الصغائر ، فلا يزول عنه اسم الإيمان بالكلية ، بل هو مؤمن ناقص الإيمان ، ينقص من إيمانه بحسب ما ارتكب من ذلك

وان كان هناك من السلف من قال بزوال صفة الايمان عمن ارتكب الكبيرة ونزوله من مرتبة المؤمن الى مرتبة المسلم

ولكن المشهور ان ايمانه ناقص بقدر ما ارتكب

وفى السياق نذكر حديثا آخر عن تمام الايمان رواه ابى الدرداء

لا يبلغُ عبدٌ حقيقةَ الإيمانِ حتى يعلمَ أنَّ ما أصابَه لم يكن ليُخطِئَه ، وما أخطأَه لم يكن ليُصيبَه

اللهم اجعل ايماننا تاما غير منقوص

اللهم اجعلنا ممن يحبون للناس ما يحبون لانفسهم من الخير

واجعلنا اللهم من المؤمنين بيقين صادق في ما كتبته عليهم سيصيبهم  وما منعته عنهم  لن يصيبهم

والى لقاء آخر ان كان في العمر بقية

حفظكم الله

الأحد، 21 فبراير 2021

خواطر الرحال / (2) تمام الإيمان جـ 1

 

خواطر الرحال

( 2 ) تمام الإيمان

أطلب عفوكم اليوم في ان اطيل قليلا في ما اريد نقله لكم فصبرا على الاطالة بارك الله لكم 


البداية كانت مع حديث في " صحيح مسلم" رواه عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة عن عبد الله بن عمرو بن العاص فيما سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم

اللافت للنظر ان عبد الرحمن اقسم على عبد الله بن عمرو هل هو واثق مما سمع فأقسم عبد الله انه سمع ووعى قلبه

الحديث طويل ولذلك ساقتطع لكم منه مقطعين يهمنى ان القى الضوء عليهما

الأول

(( إِنَّهُ لم يكنْ نبيٌّ قبلي ، إلَّا كان حقًا عليْهِ أنْ يَدُلَّ أمتَهُ على ما يعلَمُهُ خيرًا لهم ، ويُنْذِرَهُمْ ما يعلَمُهُ شرًا لهم ))

لابد وان نكون موقنين ان النبى صلى الله عليه وسلم لا يدلنا الى على ما يعلم انه الخير كل الخير لنا ولم ينذرنا الا مما يعلم انه الشر كل الشر لنا

انتبه

يقول صلى الله عليه وسلم انه يعلم ( يعلم ) من اين أتى علمه ؟

من العليم .. الخالق العزيز فلا مجال للنقاش

هو الحق

المقطع الثانى من الحديث الطويل يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم

((فمَن أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ، وَيُدْخَلَ الجَنَّةَ، فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهو يُؤْمِنُ باللَّهِ وَالْيَومِ الآخِرِ، وَلْيَأْتِ إلى النَّاسِ الذي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إلَيْهِ ))

انظر الى ما يخبرك نبينا انه الخير الذى يعلمه لنا

دخول الجنة مرتبط بأن تموت على الإيمان بالله واليوم الآخر ... وهذا بديهى

ولكن

معه أيضا صفة شديدة الوقع على نفوس الكثيرين وصعبة في التحقيق وهى

أن تأتى للناس ما تحب ان يؤتى اليك

ان تعامل الناس كما تحب ان يعاملوك

ان تقدم للناس ما تحب ان يقدمونه اليك

فهل تستطيع ؟

حاول

فهو ثمن بسيط لسلعة غالية الا وهى الجنة

وتذكر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كرر التنبيه لهذا المعنى في كثير من احاديثه ولنتذكر ابلغها واوضحها

عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قاللا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه . رواه البخاري ومسلم .

ولمعنى لا يؤمن أحدكم ومعناها لنا لقاء قادم ان كان في العمر بقية

حفظكم الله