إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 27 نوفمبر 2016

ها تحب تسمع الآذان


ها تحب تسمع الآذان
خطبة في كلمتين ( 10 )
ان الحمد لله نحمده ونستهديه ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
ونصلى ونسلم على حبيبنا رسول الله عليه الصلاة والسلام
كلنا لما بنسمع الآذان بنعتبره تنبيه لدخول وقت الصلاة .... مجرد تنبيه زى جرس المنبه
لكن النهاردة عاوزك تسمعه بقلبك وعقلك وتحاول تتجاوب مع معناه
تعالى سوا نرد عليه بقلوبنا ونفهم بيقول ايه وبينادى علينا ازاى
الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر
أربع تكبيرات بيقول لنا فيهم انتبهوا يا مسلمين
الله أكبر ... أكبر من الدنيا وما فيها
الله أكبر .. أكبر من الشغل والدراسة والتجارة
الله أكبر .. أكبر من الوقت والزمان
الله أكبر ... اكبر من البيت والمصنع اكبر من المكان
أشهد ان لا اله الا الله .. اشهد ان لا اله الا الله
لا اله يره يا مسلم .. هو وحده المعبود .. هو وحده المطلوب طاعته اذا أمر .. هو وحده خالق الكون والمعبود بحق ... الاله يناديك فهل انت مجيب
أشهد ان محمد رسول الله .. أشهد ان محمد رسول الله
هو رسوله الذى هدانا الى عبادته وبين لنا طريق هذه العبادة وقام بتبليغنا بطريفتها
اننا نعبد الله على الطريق الذى رسمه لنا وابلغنا به رسوله
حى على الصلاة ... حى على الصلاة
قم يا مسلم الى الصلاة ... الصلاة التى امرنا بها الله وعلمنا اياها رسوله الذى نتبعه
قم يا مسلم الى صلاتك التى يأمرك بها رب الكون .. يأمرك بها الله الأكبر من زمانك ومكانك
قم يا مسلم لبى النداء
حى على الفلاح .. حى على الفلاح
لا يتركك رب العزة دون ان ينبهك ان في صلاتك فلاحك ... في صلاتك نجاتك
هى والله الفلاح في الدنيا والآخرة
لا يتركك لمجرد تلبية النداء بل هو يرغبك في ادائها ببيان عظمها ففيها الفلاح
ما اكرم الله وما ارحمه فلم يطلب التلبية فقط وان طلبها فلابد من الانصياع ولكنه رحمة منه يربنا فيها ببيان مدى فلاحنا وفوزنا ان اطعنا النداء
الله أكبر ... الله أكبر
تذكر مرة اخرى يا مسلم من الذى يأمر وينادى عليك للصلاة والوقوف بين يديه
لا اله الا الله
تقرير ويقين انه لا معبود الا اياه تذكر يا مسلم
قم يا مسلم واتجه لصلاتك فمن ينادى عليك هو الله
فهل انت مجيب
باسمع الآذان بقلبى وعقلى وبارد على نداء الحق تبارك وتعالى وباقول
اللهم انى مؤمن ومطيع فارضّ عنى يا حى يا قيوم
الآذان لم يعد جرس منبه بل اصبح حوار بين القلب والمؤذن

وأخر دعوانا أن الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله 

الأربعاء، 23 نوفمبر 2016

حديث كالزلزال


حديث كالزلزال
خطبة في كلمتين ( 9 )
ان الحمد لله نحمده ونستهديه ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
ونصلى ونسلم على المبعوث رحمة للعالمين عليه أفضل الصلاة والسلام
كثيرا ما نغفل عن عبادة قوية التأثير وبمرور الأيام تتحول الى عادة ونخشى أن يؤدى هذا الى فقد ثوابها وفضل القيام بها أعاذنا الله وإياكم من هذا 

من العبادات التى يخشى ان تتحول الى عادة هى ... الوضوء 

لارتباط الوضوء بعبادة هامة هى عماد الدين ..الصلاة ..... قد يحدث أن يفقد البعض منا الشعور بأهمية هذه العبادة واليوم نبحر فى واحد من أحاديث الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم والمتدبر له سيجده كالزلزال في تأثيره فهو يفجر كثيرا من غفلتنا عن مدى أهمية الوضوء ومدى وقوة ثوابه

الوضوء الذى يعتبره اغلبنا مقدمة للصلاة او من مستلزماتها وقد لا ننتبه انه عبادة وعبادة قوية في ثوابها
والحديث ذكره مسلم فى صحيحه باب الطهارة 

عن حمران مولى عثمان؛ قال:
أتيت عثمان بن عفان بوضوء. فتوضأ ثم قال: إن ناسا يتحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث. لا أدري ما هي؟ إلا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ مثل وضوئي هذا. ثم قال "من توضأ هكذا غفر له ما تقدم من ذنبهوكانت صلاته ومشيه إلى المسجد نافلة". 
وفي رواية ابن عبدة أتيت عثمان فتوضأ.

لننظر أخوتى الكرام الى قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ..... من توضأ هكذا غفر له ما تقدم من ذنبه ...... يا الله ما أكرمك ... حليم كريم .... غفور رحيم 
الوضوء كما توضأ نبينا صلى الله عليه وسلم سبب لمغفرة الذنوب .... هل نرى مدى عظمة الخالق الرحيم ... يغفر لعباده من اتقن منهم الوضوء .... هل لازلنا سنقوم بالوضوء كأنه عادة .... هل بعد ان علمنا فائدة الوضوء التام سنعتبره عادة ... أو على الأقل عبادة مكملة لعبادة أهم ؟

ألا يستحق الوضوء أن تشحذ له الهمم ... ويصفى له القلب .... ويهيم فيه الوجدان ... ويخشع له البدن ... ليقوم الإنسان به كما يجب وليفوز بالمغفرة التى وعد بها الرحمن الرحيم 

أنظروا الى قول الحبيب المصطفى ليزيد من معرفتنا بمدى أهمية الوضوء .... كانت صلاته ومشيته الى المسجد نافلة 
المشى الى المسجد الذى يحمل مع كل خطوة حسنة .... الصلاة وما نعرفه عنها من عظمة التأثير على المسلم ..... الصلاة .. عماد الدين مع عظم ثوابها ... تكون بالنسبة لثواب الوضوء التام وكأنها نافلة ... ثواب إضافى يضيفه الكريم للعبد الذى يقوم بعبادة الوضوء 
يا الله ... اللهم أرحمنا وأغفر لنا تقصيرنا فيما مضى من أعمارنا وضيعنا فيها تلك العبادة العظيمة 
عبادة الوضوء 

وآخر دعوانا أن الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله 

الاثنين، 21 نوفمبر 2016

بتعبد ربنا ليه

بتعبد ربنا ليه ؟
خطبة في كلمتين ( 8   )
ان الحمد لله نحمده ونستهديه ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
ونصلى ونسلم على المبعوث رحمة للعالمين عليه أفضل الصلاة والسلام
رغم بساطة السؤال الا انه من اصعبها على كثير من الناس فاغلبنا لا يستطيع تحديد الإجابة وستجد ان الاجابات تشعبت وتعددت وتنوعت بين ما يقوله الصوفية وما يقوله السلفية التى تتبع الوهابية دائما
تختلف النفوس البشرية وتختلف مشاعرها وتختلف درجات إيمانها  
سألت نفسى أين أنا من تلك الأقوال ومع أى منها يميل القلب ويرى صحة قائلها ؟ 
لا أدرى لماذا لم اجد فى كل منهما راحة ... وجاء السؤال هل أنا على باطل لأنى أختلف معهما ؟ الصوفية يرون أن العبادة لله فى أعلى مراتبها هى للحب 
والسلفية يرون أن العبادة خوف ورجاء ومحبة ..... سألت نفسى وهل لو اختفت المحبة وبقى الخوف والرجاء فهل أنا على باطل ؟ ... لا اقصد انى لا أحب الله ولكنى اقصد هل لو عبد الإنسان المولى عز وجل خوفا ورجاء يكون ناقص العبادة ؟
أنا لا أرى ان من يعبد الله خوفا ورجاء يكون ناقص العبادة فلم أجد دليلا على هذا بل على العكس أرى ان من يقول انه يعبد الله حبا وليس خوفا أو رجاء هو إنسان مدعى 
بداية 
نعبد الله بعد ان نؤمن انه الخالق الواحد الأحد ... نعبده كما علمنا رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم ... فنحن ندخل الإسلام بالشهادة
لا إله إلا الله محمد رسول الله 
الله هو الخالق المعبود وخلقنا لكى نعبده فيقول عز وجل 
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }الذاريات56
هذا أساس الخلق لى كعبد لله الواحد الأحد وهذه سنة الله منذ الخلق فيقول عز وجل 
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ }الأنبياء25
خلقنى الله لأعبده وأمرنى بعبادته ... فلابد وأن ألتزم بما أمرنى ..... واذا لم أفعل ؟ هناك العذاب 
اذا عبدته خوفا من عذابه فهل انا مقصر ؟ بالطبع لا .... فالقرآن يذكر ان الخوف من الله وعذابه من صفات المؤمنين 
{رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ }النور37
{وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ }الرعد21
ويقول المولى عز وجل 
{وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }الأنعام51
فيكون الخوف من الله طبيعة خلقها فى المؤمنين 
اذا عبدت الله خوفا من عذابه فأنا من المؤمنين أقوم بتأدية ما فرضه على واجتناب ما نهاني عنه وبهذا ارجو ان اجتنب العذاب 
ولكن الله الكريم زاد من ثواب تأدية العبادة كما أمر بها فلم يقتصر الامر على النجاة من العقاب بل تعداه الى ثواب آخر وهو الفوز بالنعيم 
فيدخل فى القلب مع الخوف الرجاء بالفوز بالنعيم وهى الجنات التى وعدنا بها الله وجاء ذكرها فى القرآن فى مواضع عديدة 
{وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُولَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }البقرة82
{وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ }آل عمران133
أعدت للمتقين ..من هم المتقين ؟ ابسط تعريف للتقوى هو ان تكون حيث أمرك الله والا تكون حيث نهاك 
التقوى تؤدى ان تأمل بالبعد عن العذاب والقرب من النعيم 
هذه طبيعة الانسان ولذلك جاء القرآن بالكثير من الايات التى تصف المؤمن انه يخاف العذاب ويرجو الفوز بالنعيم الجنة 
...............
يأتى انسان ويقول انا لا اعبد الله لا خوفا من العذاب  ولا طمعا فى الجنة بل اعبده حبا فيه ... لا أدرى لماذا لا التفت اليه واراه غير سوى 
كلما زادت عبادتى لله وتقربت اليه بما زاد عما افترضه على رغبة فى القرب وزيادة فى درجة الجزاء اجد لذة فى العبادة ... احب تلك العبادة واراها حبا من الله وكرما منه ان يسر لى العبادة وحببنى فيها حتى اكون من الذين يفوزون بالدرجات العليا ... أشعر برحمة الله وحبه لى ... يطمئن القلب ويسعد 
احب عبادتى وأحب راحتى فيها واطمئنانى بها واشعر بحب الله لى كلما رغبت فى الزيادة منها 
أحب الله لما أراه من كرمه ورحمته بى ولكنى عبدته خوفا من عذابه وطمعا فى جنته 
فهل انا مقصر ؟ هل أنا لست بكامل الإيمان ؟ 
أعتقد أن الموضوع له بقية فى جانب الإيمان وزيادته ونقصانه
وآخر دعوانا ان الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله