إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 15 ديسمبر 2019

علم ينتفع به (36) / الاختلاف والتدبر


علم ينتفع به
( 36 ) الاختلاف والتدبر

بداية وقبل الدخول في رحاب آية الاختلاف أحب ان أنقل لكم مدى سعادتى عندما اتجول في ربوع معانى آيات القرآن وأدعو الله ان يرزقكم نعمة السعادة بتدبر آياته

آية اليوم هى قوله تعالى
{أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً }النساء82
وقد يتبادر الى الذهن سؤال وهو
كيف ينفى الله تعالى وجود اختلاف في القرآن ولا يوجد كتاب اختلف الناس فيه وعليه مثل ما اختلفوا حول القرآن ؟

والإجابة

الاختلاف كان حول القرآن وهل هو من عند الله ام من البشر
الاختلاف ( حول ) او بقول آخر الاختلاف ( على ) القرآن ولكن الله عز وجل يقول لوجدوا ( فيه) اختلافا
فليس هناك كتاب بشرى لا يجد فيه الانسان اختلافا في معانيه او متناقضات او تفاوت في اسلوبه
ولكن كتاب الله عز وجل لن تجد فيه ( بداخله ) اى اختلاف او تفاوت بل كله جاء على نفس النسق المعجز البليغ وهو ما يفوق قدرة البشر

لا نستطيع ان نغادر رحاب الآية دون النظر لبدايتها وهى كلمة ( يتدبرون )
فطلب التدبر للقرآن كفيل ان يجعل المتدبر ينهى الاختلاف ( حول )  القرآن ايضا
لان الناس لو يتدبرون القرآن لعلموا انه كتاب الله المعجز ولأنتهي ايضا الاختلاف حوله

واصبر معى قليلا
التدبر ليس فقط كى تعرف انه من عند الله بل انت مطالب بالتدبر في كل آياته حتى يتفتح قلبك لكل معانيه وانظر لقوله عز وجل

{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا }محمد24

فالقلب المغلق بشهوات الدنيا هو القلب اللاهى عن حلاوة التدبر في كتاب الله

رزقنا الله واياكم نعمة تدبره ولين القلب له كما في قوله تعالى
{اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ }الزمر23
والى لقاء قادم ان كان في العمر بقية
حفظكم الله

الأربعاء، 4 ديسمبر 2019

خواطر /(7) آيات . النوم عاريا


خواطر
( 7 ) آيات / والنوم عاريا

جلست بعد صلاة الفجر وبعد الأذكار احتسى قهوتى مع البايب كعادتى
انتابتنى قشعريرة من برد الصباح فتلحفت بعباءتى ولكن لا يزال البرد يضرب جسدى وارتجف 

تذكرت شخصا رأيته في طريقى ينام في الشارع وسألت نفسى عما يكابده من البرد الآن

ثم سرحت في نفسى يوم ان ادخل قبرى عاريا وسألت ترى ما هو شعورى في ظلمته وبرودته

هل يشعر الجسد وقتها ببرودة الجو وهو ممدد عاريا ؟ ثم تشعبت الخواطر حول ما يكابده الجسد العارى من وحشة وخوف من لقاء ملك الملوك

ازدادت القشعريرة والارتجاف وتذكرت قول الله عز وجل
{يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ }الأعراف26

ودعوت الله ان يلبسنى لباس التقوى في الدنيا والآخرة ويجعله معى في قبرى

ولو بحثت عن تأويل لباس التقوى في اقوال المفسرين فستجد عشرات الأقوال
اميل فيها الى قول ابن جرير وانقله لك كاملا
(((استشعار النفوس تقوى الله، في الانتهاء عمَّا نهى الله عنه من معاصيه، والعمل بما أمر به من طاعته، وذلك يجمع الإيمانَ، والعمل الصالح، والحياء، وخشية الله، والسَّمْتَ الحسن؛ لأن مَنِ اتَّقى الله كان به مؤمنًا، وبما أمره به عاملًا، ومنه خائفًا، وله مُراقبًا، ومن أن يُرَى عند ما يكرهه من عباده مُستحييًا، ومَنْ كان كذلك ظهرت آثارُ الخير فيه، فحسُن سَمْته وهَدْيه، ورُئِيَتْ عليه بهجة الإيمان ونوره  (((

ولا ادرى لما ربطتها بآيتين من آيات الله عز وجل في قوله
{يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي }الفجر24

{وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ }المنافقون10
قلت لنفسى : يا أيها البائس العارى
تخشى وحشة وبرد الموت وماذا قدمت لحياتك .. حياتك بعد الدنيا
هدأ وجيب قلبى وحمدت الله انه لا يزال فيّ نفس يتردد لأسارع بلبس لباس التقوى
ولأعمل لحياتى
لاتزال هناك فرصة لأتصدق قبل الموت ولا اكون ممن يطلبون الفرصة بعد الموت
كلنا سننام عرايا في قبورنا .. كلنا في حاجة للباس التقوى
كلنا نخشى برد قبورنا ولكننا ننسى .. تلهينا الدنيا والعمر مهما طال قصير
والفائز من اغتنم الفرصة وقدم لحياته
مد ايدك . اطلقها بالخير
والى لقاء قادم ان كان في العمر بقية
حفظكم الله