السياسة تفسد النفوس
تجول الخواطر فى النفس بما مضى من
ذكريات فأتذكر رحلة قمت بها فى سوريا فرغم انى عشت بها فترة طويلة قبل هذه الرحلة
بسنوات الا انى اتذكر تلك الرحلة واتعجب من سرعة التغيير فى تصرفات البشر
منذ عدة سنوات كان لدى عمل فى
سوريا يستلزم أن أظل فى دمشق عدة أيام ثم أذهب الى حلب فى جولة بين مصانعها وكانت
تذكرتى تسمح لى بالطيران الى حلب من دمشق بعد انتهاء عملى بها
لكنى اتصلت بصديق سورى شاب أعرفه
منذ اقامتى السابقة وسألته أن ياتى لنقضى يوما فى دمشق ثم نسافر سويا الى حلب
بالمواصلات العادية فاقترح ان يؤجر سيارة تسهل على الانتقالات فى حلب بل وعرض ان
ياتى بها ليقلنى من دمشق وبالفعل حضر وقضينا يوما فى دمشق وفى الصباح الباكر
تحركنا بالسيارة الى حلب
المفترض ان تاخذ الرحلة أربع
ساعات بالسيارة ولكنها أستغرقت حوالى ثمانى ساعات ليس لهطول الأمطار بشدة فالسيارة
قوية ولا يعيقها المطر ولكن لأن صديقى نزار لاحظ استمتاعى الشديد بمتابعة الطريق
والمزارع والقرى التى نمر عليها كما انى طلبت منه تخفيض السرعة بقدر الامكان
فى هذا اليوم كنا نتوقف فى القرى
التى نمر عليها أو المدن لنحتسى بعض القهوة أو نتناول بعض الفطائر البسيطة ولم يختلف تصرف أهل تلك المدن عما كنت اعرفه من
قبل اثناء اقامتى فى حلب .... طيبة وأخلاق عالية وكرم شديد خاصة عند معرفتهم انى
مصرى .... فئات مختلفة من السوريين وديانات مختلفة ولكن التصرف واحد دائما
حتى عندما وصلنا حلب وبدات جولتى
بها لم يختلف الأمر عما قبل فمن قبل كان اختلاطى بالعائلات حيث كانت عائلتى تقيم
معى هناك وفى هذه الرحلة كنت وحدى فكان اختلاطى برجال الاعمال وأخذت جولات فى
الأسواق التى كان لى فيها اصحاب من قبل .... لم الاحظ فرق بينهم الفرق فقط كان فى
الأسعار التى ارتفعت بصورة شديدة فى اقل من سبع سنوات
الآن وأنا ارى ما يحدث فى سوريا
من قتل بدم بارد وتمثيل بالجثث وذبح واجتثاث للرؤس اتعجب هل تؤدى الاختلافات
السياسية لهذا القدر من العنف وتباين الاخلاق ؟
هل هؤلاء هم السوريين الذين
عاشرتهم من قبل وشعرت بينهم بالأمان ؟
لا أستبعد تصرفات الأخوان الآن ان
تتحول الى كثير من الدموية فلسنا خيرا من أهل سورية وخاصة ان من الاخوان من يعتبر
ان مخالفيهم يختلفون دينيا عنهم
اللهم الطف بمصر وأهلها وجنبنا
فتنة تبيح الدم
اللهم آمين