إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 29 مارس 2015

الحب .. قصة حقيقية



الحب
قصة حقيقية لسيدة عزيزة على نفسى
نظر الطبيب الى التحاليل وصور الاشعة ثم تقرير المسح الذرى وصوره وقال أخشى أن اخبركم أن هذا يدل على انتشار الورم فى أنحاء الجسم بكامله وشبه متأكد انه المرض الخبيث ... السرطان ودعونا نأخذ منه عينات لنعلم نوعه وفى أى مرحلة وماهى سبل مقاومته
ابتسمت السيدة فى وهن تحاول ان تبث القوة فى نفوس من حولها ولكنها تعصف بداخلها براكين الخوف وطبيعة النفس البشرية اذا شعرت بدنو الاجل والخوف من آلام المرض
عرفتها منذ سنوات طويلة سيدة قوية باسمة تملك صفة ندر ان نراها كثيرا فى الناس
فقد كانت تزرع الحب والخير فى نفوس الآخرين كانت تدخر كل يوم قطرات من الحب والخير فى خزائن خاصة .... تلك الخزائن هى قلوب وأرواح الآخرين
سنوات طويلة وهى تختزن كل يوم قطرات بسيطة فى تلك الخزائن ولم تطلب مقابل .... فقط تفعل الخير فى صمت ... تغيث الملهوف ... تعين المحتاج ... تساعد المكروب
قطرات تتراكم على مر السنين
وعندما علم الجميع بمرضها فتحوا الخزائن لتتدفق تلك القطرات على شكل فيض من أنهار الدعوات المخلصة .... أنهار من الدعوات المخلصة تتجه للسماء تناشد الرحمن الرحيم ان يشفى حبيبتهم وأن ينقذها من مرضها
وبالأمس ظهرت نتائج العينات .... ليس ورما خبيثا ولكنه فيروس لعين يحتاج الى علاج بالمضادات الحيوية
يظل الطبيب الكبير فاغرا فاه لحظات مندهشا ...كيف تحول السرطان بوحشيته الى مجرد فيروس ضعيف
سبحانك رب العزة .... انها يد الله الكريمة التى استقبلت انهار الحب من خزائنها المخلصة لتحولها الى صورة من قدرة الله عز وجل لتغسل جسدها من هذا المرض اللعين .... تهاجمه بضراوة قبل أن يتحرك كعادته ليهاجم جسدها
تسجد السيدة لله شكرا ويهلل كل من يحبها فرحا بنجاتها
همسة فى أذنها وأذنكم
لا تتوقفوا عن زرع الخير فى قلوب الآخرين .... لا تتوقفوا عن اختزان الحب فى خزائن القلوب
فهى أنهار ستروى أرواحنا بالحب سواء فى دنيانا أو آخرتنا

اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا وندعوك اللهم مخلصين أن تجعل ايدينا دائما سبيلا لزرع الحب والخير وتقبله اللهم منا انك انت الحليم الكريم 

الجمعة، 27 مارس 2015

الرضا عن النفس


 

الرضا عن النفس

اليوم في أثناء حديث مع أخت عزيزة قالت انها غير راضية عن نفسها ولها أسبابها في ذلك

سألت نفسى : وماذا عنى ؟

الإجابة كانت شديدة الوقع على نفسى فبعد مراجعة أحوالي الآن ومقارنتها بمثيلتها من سنين اكتشفت كم انا مقصر في حق نفسى وسألت نفسى هل السبب قوة وحماسة الشباب مقابل وهن الشيوخ ؟ أم السبب فتور الهمة وغضب من الرحمن الرحيم

كنت فيما مضى احرص على أن أقوم بالآذان في مسجد الشركة وامامة المصلين في صلاتي الظهر والعصر وغالب الأيام أذهب الى المسجد في صلاة المغرب واقضى الوقت بينه وبين صلاة العشاء في قراءة القرآن

أقوم الليل صيفا وشتاء ولابد من القراءة في تفاسير القرآن يوميا ودراسة العلوم الإسلامية من فقه وحديث وعلوم القرآن

أقوم بإلقاء بعض الدروس الدينية البسيطة في أي تجمع أكون فيه سواء مسجد أو عمل ولفترة بسيطة ماضية كنت أدرس للبعض على النت

كنت أعيش في رحاب لحظات نورانية تلفني وتحميني من شرور الدنيا وخطرات النفس

الآن أصلى أغلب الفروض جالسا لوهن صحتي ومجبرا مع ألم المفاصل مما افقدني حلاوة السجود لجبار السماوات والأرض

مكتبتي الاسلامية لم اقربها من شهور

أشعر بثقل الحياة على نفسى ..... أتجنب حتى نصيحة غيرى ان رأيت ما يحتاج الى تقويم

يا الله ...... ما أشد الاختلاف

اليوم في أثناء حديثي مع أختي الكريمة صدمني سؤالي لنفسي

ترى هل هو تنبيه من رب العالمين أن ألحق بالباقي من عمرى في العودة الى رحاب الله ؟

أستغفرك اللهم من كل تقصير واسجد لك حامدا شاكرا على تنبيهك

اللهم انت الرحمن الرحيم الحليم الكريم أستمد منك العون والقوة

اعدني اللهم عبدا شكورا حامدا عابدا مجتهدا ولا تقبضني اليك الا راضيا عنى اللهم آمين
رحم الله الرحال حيا وميتا

الجمعة، 20 مارس 2015

رائحة غريبة


زميلي الباكستاني
منذ أيام علمت بمرض زميل باكستاني ودخوله المستشفى في حالة حرجة فنويت ان انهى عملى وأذهب لزيارته عصرا في المستشفى
وفى أثناء ذهابى له وردنى اتصال انه توفى فأكملت الطريق الى المستشفى ووجدته قد نقل من الإنعاش الى الثلاجة فذهبت لرؤيته والسلام عليه سلاما أخيرا متوقعا ان أرى وجهه
وجدته ملفوفا في قماش ابيض يغطيه بالكامل ومحكم حوله لا يظهر منه شيئا
وقفت أمامه دقائق صامتا استرجع بعض لحظاته معى اثناء نقاشنا في العمل ومدى حيويته وأقارن بين الجسد العارى الملفوف في القماش الأبيض ويحمل رقما وبين زميلى ذو الصوت العالى والجلبة التي كان يحدثها أينما حل
انسحبت في هدوء وذهبت للمسجد حيث سنصلى عليه صلاة الجنازة بعد صلاة العشاء
وبعد الصلاة تبعته في سيارة نقل الموتى الى المقبرة
نزلت من سيارتي وتبعته ويحمله بعض الزملاء الى مثواه الأخير
ولكن لبطء حركتي حيث اسير متكئا على عصاي سبقني الجثمان ومن يحملونه حيث ان القبر كان في اطراف المقبرة الشاسعة
دقائق ووجدتني اسير وحيدا بين القبور في الظلام لا أسمع الا وقع العصا على الأرض ونظرا لاجهادى الشديد جلست بجانب أحد القبور التقط انفاسي
اعتادت عينى الظلام وجعلت ادير بصرى فيما حولى
مئات القبور الساكنة .... رائحة غريبة تلف المكان .... اقسم انى لم اتبين تلك الرائحة من قبل .... هل هي رائحة كريهة أم رائحة طيبة ؟
لا أدرى فأظنها هي خليط من رائحة الأجساد ... أو رائحة الأعمال
هي رائحة الموت
خاطبت الموتى في خشوع .... دعوت الله لهم .... خاطبت روحى التي أظنها على موعد قريب مع مسكنها بينهم وإن طال الوقت
انسحبت راجعا اسير  بصعوبة
اتمتم بدعوات لزميلى وعقلى شاردا في تلك الرائحة
رائحة أشمها للمرة الأولى  رغم زيارتى للقبور مرات عديدة
رائحة الموت
رحم الله زميلى جاويد
ورحم الله الرحال حيا وميتا