إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 30 ديسمبر 2020

خواطر الرحال / الهدف المؤجل

 

خواطر الرحال

( 1 ) الهدف المؤجل

يشترك الناس في اهداف يعملون على تحقيقها بترتيب ندر ان يختلف

فالإنسان سواء كان شاب او فتاة يجعل ترتيب اهدافه الانتهاء من الدراسة ثم البحث عن عمل مميز

يليه التفكير في الزواج ثم الانجاب والترقى في عمله ليتسنى له تعليم اولاده بأسلوب راقى ثم يبدأ مرحلة التوفير لزواجهم والعمل بجد لتيسير الادخار فاذا زوجهم وفرح بأحفاده منهم يكتشف فجأة انه اصبح على المعاش

فيفكر في هدفه التالى فيصطدم بان مرحلته التالية في الحياة هى قبره

القبر هو وسيلة مواصلاته في رحلته الابدية للقاء خالق السماوات والأرض فيتغير هدفه الى محاوله جعل وسيلة مواصلاته اكثر راحة واتساعا بالتخلص من ذنوبه والاكثار من العمل الصالح فيما بقى له من ايام او حتى سنوات

والمحظوظ هو من يتذكر هذا الهدف الذى هو من أهم اهداف الحياة ولكن اغلبنا يؤجله في زحمة العمل على ما قدمته من اهداف

الهدف الأهم مؤجل وهو هدف الحياة الدنيا كلها وارجع الى قوله تعالى لتعلم الحياة الحقيقية

يقول تعالى في سورة الفجر

كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكّاً دَكّاً{21} وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً{22} وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى{23} يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي{24}

الحياة هناك وليست هنا

الحياة الدنيا وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذى رواه عبد الله بن مسعود في الترمذى

(((نام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على حَصِيرٍ فقام وقد أَثَّرَ في جَنْبِهِ فقُلْنا يا رسولَ اللهِ لو اتَّخَذْنا لك وِطَاءً فقال ما لِي وللدنيا ، ما أنا في الدنيا إلا كراكِبٍ استَظَلَّ تحتَ شجرةٍ ، ثم راح وتَرَكَها )))

ليس كل الناس يدرك تلك اللحظة في نهاية حياته وكثير يغادر الحياة قبل ان يلحق بالعمل على تحقيق  الهدف المؤجل

لا اطالبك ان تنسى اهدافك المعروفة ولكنى انصحك مخلصا ان تجعل للهدف المؤجل نصيبا من اهدافك

اجعل لوسيلة مواصلاتك للقاء الرحمن نصيبا من عملك في تحقيق الاهداف وذلك بالإكثار من العمل الصالح والاستغفار لمسح الذنوب من الصحيفة

اللهم نستغفرك ونتوب اليك وندعوك مخلصين ان تقبلنا من عبادك الذين ترضى عنهم فتحبهم وتضحك اليهم يوم العرض عليك

ولمعنى ضحك الله الى المؤمن لنا حديث قادم ان كان في العمر بقية

حفظكم الله

الأحد، 20 ديسمبر 2020

خواطر قرآنية / ( 4 ) نبع الشكر

 

خواطر قرآنية

( 4 ) نبع الشكر

دعوة مخلصة لكم اخوتى للابحار في بحور النور الربانية وان ننهل سويا من نبع من ينابيع رحمة الله

تأملوا معى قوله تعالى

{مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِراً عَلِيماً }النساء147

يخبرنا ربنا عز وجل انه العزيز العظيم الذى ليس في حاجة لعذابنا انما هو أمر اوجبه لمن لا يتبع اوامره ونواهيه فمن شكر وآمن فقد ابعد عن نفسه استحقاق ذلك العذاب

ثم يزيدنا الكريم من فضله ان من يشكر ويؤمن ويؤدى ما افترض عليه فالله عز وجل يشكره على عبادته

وشكر الله يكون بالأجر العظيم كما قال في الآية السابقة لهذه الآية

تأمل جمال التعبير وكرم الكريم

يأمرنا فواجب علينا الطاعة فلا يكتفى بعدم العذاب بل يشكر عباده على طاعتهم له عز وجل

بالطبع لاحظتم تقديم الشكر على الإيمان

وافضل ما قيل في تفسير هذا التقديم هو

لأن العاقل ينظر إلى ما عليه من النعمة العظيمة في خلقه وتعريضه للمنافع ، فيشكر شكرا مبهما ، فإذا انتهى به النظر إلى معرفة المنعم آمن به ثم شكر شكرا مفصلا ، فكان الشكر متقدما على الإيمان ، وكأنه أصل التكليف ومداره .

والآن

بعد ان علمنا ان شكرنا وايماننا بالله سبب لشكر العظيم لنا فكيف يكون شكرنا ؟

اليس هذا سببا في ان نتطلع الى ان ننهل من هذا النبع ؟ نبع شكر الرحمن الرحيم لنا بشكرنا له

اليس هذا سببا ان يظل اللسان رطبا بشكر الله ؟

اللهم لك الحمد والشكر كما ينبغى لكرم وجهك وعظيم سلطانك

والى لقاء قادم ان كان في العمر بقية

حفظكم الله

الأربعاء، 9 ديسمبر 2020

خواطر (9) / ايمانك قوى ؟

 

خواطر

( 9 ) ايمانك قوى ؟

خير الكلام ما قل ودل ولذلك لن اطيل عليكم

ادعوك الى الابحار في بحر من بحور النور من خلال آيتين في كتاب الله

الأولى قوله تعالى

{مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ }غافر40

العمل الصالح بشرط الايمان جزاؤه دخول الجنة والرزق فيها بغير حساب

والآية الثانية قوله تعالى

{وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً }النساء124

في الآيتين يقول المولى عز وجل ( وهو مؤمن ) شرط الجزاء الحسن ان تعمل الصالحات وانت مؤمن

فقط لاحظ معى الآية الثانية قوله عز وجل ( من الصالحات )

ليست كل الصالحات ولكن ( منها ) بقدر استطاعتك كما دلت آيات أخرى

الشرط ان تكون مؤمن تمام الايمان والجزاء الجنة والرزق فيها بغير حساب

ما اجمله من يوم تبدأ بأمل مشرق بعمل ما تستطيع من الصالحات وعينك هناك على الجنة والرزق بغير حساب

أسعد الله صباحكم

والى لقاء قادم ان كان في العمر بقية

حفظكم الله

الأربعاء، 2 ديسمبر 2020

نصيحة فى كلمتين (11)/ الكبر والكبرياء

 


نصيحة في كلمتين

(  11 ) الكبر والكبرياء

أحيانا بنقابل بعض الناس يشعرون انهم اعلى مرتبة من الجميع وان على كل من حولهم الدوران في فلكهم وتعظيم تصرفاتهم مهما كانت هذه التصرفات تدخل تحت بند الكبر وتعظيم الذات والحط من قدر الآخرين بل يصل الامر بالبعض للتمتع باذلال من يخالفهم الرأى

ولهؤلاء نقول

عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( قال الله عز وجل : الكبرياء ردائي ، والعظمة إزاري ، فمن نازعني واحداً منهما قذفته في النار ) ، وروي بألفاظ مختلفة منها ( عذبتهو( وقصمته، و( ألقيته في جهنم، و( أدخلته جهنم، و( ألقيته في النارالحديث أصله في صحيح مسلم 

ومعنى الحديث يتضح من تمثيل عظمة الله وكبرياءه بالرداء والإزار

فكما أن الرداء والإزار يلصقان بالإنسان ويلازمانه ، ولا يقبل أن يشاركه أحد في ردائه وإزاره ، فكذلك الخالق جل وعلا جعل هاتين الصفتين ملازمتين له ومن خصائص ربوبيته وألوهيته ، فلا يقبل أن يشاركه فيهما أحد .

تذكر من فضلك حديث

قال - صلى الله عليه وسلم - : ( يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال ، يغشاهم الذل من كل مكان ، فيساقون إلى سجن في جهنم يسمى بولس ، تعلوهم نار الأنيار ، يسقون من عصارة أهل النار طينة الخبالرواه الترمذي

وتذكر ايضا

ان أول ذنب عُصي الله به هو الكبر ، وهو ذنب إبليس حين أبى واستكبر وامتنع عن امتثال أمر الله له بالسجود لآدم ، ولذا قال سفيان بن عيينه : " من كانت معصيته في شهوة فارجُ له التوبة ، فإن آدم عليه السلام عصى مشتهياً فغُفر له ، ومن كانت معصيته من كِبْر فاخشَ عليه اللعنة ، فإن إبليس عصى مستكبراً فلُعِن

كفانا الله واياكم شر الكبر والتكبر وتقبلنا الله من عباده المتقين

حفظكم الله