إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 16 مايو 2012

الغضب ( 2 )


إن الحمد لله نحمده ونستهديه ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ونصلى ونسلم على المبعوث رحمة للعالمين الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
فى اللقاء السابق تحدثنا أخوتى الكرام عن نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الغضب وما نصح به من طلب النصيحة ويتبادر لنا هنا سؤال .. هل الغضب كله مذموم ... هل لم يغضب رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
نجد الإجابة فى الحديث الذى ذكره البخارى
عن أبي مسعود الأنصاري قال:
قال رجل: يا رسول الله، لا أكاد أدرك الصلاة مما يطول بنا فلان، فما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في موعظة أشد غضبا من يومئذ، فقال: (أيها الناس، إنكم منفرون، فمن صلى بالناس فليخفف، فإن فيهم المريض والضعيف وذا الحاجة).
اذن فرسول الله صلى الله عليه وسلم يغضب حتى يظهر عليه الغضب وفى أحاديث أخرى يبدو على وجهه الشريف صلى الله عليه وسلم الغضب
فهناك فرق بين ان يغضب الإنسان لنفسه ... وبين ان يغضب لله كما غضب رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم فهنا غضبه لان هناك من ينفرون الناس من الصلاة
فالرجل يقول لا أدرك وقد فسرها إبن حجر فى فتح البارى بأنه يتأخر ولا يذهب الى صلاة الجماعة نظرا لان الإمام يطول بهم مما يتعبه وينفره من الصلاة جماعة معه
هنا يغضب عليه أفضل الصلاة والسلام غضبا شديدا يصفه الصحابى الجليل أبو مسعود الانصارى رضى الله عنه انه غضبا لم يره من قبل
الغضب الشديد .... ننتبه لما كان الغضب
الغضب غضبا لحد من حدود الله .... غضبا لان هناك من ينفر من الصلاة
الغضب المحمود هو الغضب لحد من حدود الله
ترى كم حدا من حدود الله تنتهك أمامنا ولم نهتز لها غضبا ولو يسيرا
كم أمرا من أوامر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لم تنفذ ورأينا مخالفيها كثيرا ولم نغضب
هل نريد أمثلة ؟ أم ان كلنا نعرفها
الرشوة فى مصالحنا ... لم نعد نراها حد من حدود الله ينتهك
الصلاة وتركها بداعى العمل أو الانشغال بأمور الدنيا ... أصبحنا نراها شيئا معتادا ولا نغضب لتركها
الأمثلة كثيرة
هنا يجب علينا ان نغضب غضبا شديدا ولن نكون مخالفين  لنواهي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
اغضب آخى بل واترك العنان لغضبك
اغضب كما تغضب لنفسك بل دع غضبك يتعالى ويزداد
أغضب ولكن وجه غضبك الوجهة الصحيحة
أغضب ودع غضبك يكون نبراسا لغيرك حتى يعود إلى أوامر الله ونواهيه
وهذا ما يحتاج الى الفطنة والحكمة حتى يكون التأثير نافعا غير منفر
ولهذا حديث قادم بعون الله
و أستغفر الله العلى العظيم وأتوب إليه وأحمده بما هو أهلا له 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.