إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 29 أغسطس 2012

الحديث ومصطلحاته ( 3 )



أخوتى الكرام
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استكمالا لمحاولة شرح بعض احايث رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثنا اليوم عن حديث كتبه اخ فاضل وكان لنا حوله حوار بسيط
حيث يبدو بالخطأ ان هناك تعارض بين الحديث وبعض الآيات فى كتاب الله
الحديث هو

سددوا وقاربوا . وأبشروا . فإنه لن يدخل الجنة أحدا عمله . قالوا : ولا أنت ؟ يا رسول الله ! قال : ولا أنا . إلا أن يتغمدني الله منه برحمة . واعلموا أن أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل . وفي رواية : بهذا الإسناد . ولم يذكر " وأبشروا " .

الراويعائشة المحدثمسلم المصدرصحيح مسلم 

مثال على الآيات  فى

 قوله عز وجل
{وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }الزخرف72

وقوله عز وجل

{أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }الأحقاف14
.....

الحديث يبدو لأول وهلة انه يقول ان العمل ليس هو الذى يدخلنا الجنة وقد يتكل البعض فلا يجتهد فى العمل طالما ان العمل ليس هو سبب دخول الجنة
وقد يعتقد البعض ان هناك تضارب بين الحديث والآيات القرآنية
لذلك دعونا نقرأ شرح الحديث لنعلم ما يدل عليه والشرح مختصر من كتابين هما المنهاج شرح صحيح مسلم للنووى وفتح البارى شرح صحيح البخارى لابن حجر
سددوا وقاربوا .. اطلبوا السداد واعملوا به وان عجزتم عنه فقاربوه أى قاربوا منه ما استطعتم دون افراط او تفريط ... دون غلو او افراط حتى لا يصيبكم الملل فتقصروا فيصير تفريط
والسداد لابد وان يكون على شرطين وهما ان يكون العمل خالصا لوجه الله والثانى ان يكون على النهج الذى اتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم

وقوله صلى الله عليه وسلم : (وأبشروا) أي إذا قمتم بما أمرتم به من سلوك سبيل السداد فأبشروا بالثواب الجزيل، الذي يتفضل الله به على من أخلص له العبادة، وسار على الصراط المستقيم الذي بعث الله به رسوله الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم.

لن يدخل الجنة أحدا عمله معناها : أن دخول الجنة والتمتع بنعيمها لا يحصل للعبد بمجرد العمل، بل بتفضل الله وإحسانه، فهو الذي وفق العبد للعمل الصالح وأعانه على فعله، وامتن عليه بقبوله، وتفضل بالمثوبة عليه، فله الفضل والمنة قبل العمل وعنده وبعده

ولا تعارض مع الايات التى ذكرناها وغيرها فى القرآن ، بل معنى الآيات أن دخول الجنة بسبب الأعمال، ثم التوفيق للأعمال والهداية للإخلاص فيها، وقبولها، برحمة الله تعالى وفضله، فيصح أنه لم يدخل بمجرد العمل وهو مراد الأحاديث، ويصح أنه دخل بالأعمال أي بسببها وهي من الرحمة،

والله أعلى و أعلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.