إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 21 مارس 2016

الشيخ

الشيخ
أيهما أفضل .. أن يأتيك الموت بغتة  أم تعرف انك على وشك مغادرة الحياة قريبا ؟

سؤال صادم ... وأعتقد ان غالب اناس تفضل الخيار الأول فانتظار الموت شيء ثقيل على النفس ولكن شيخنا كان له رأى آخر واليكم الحكاية بالتفصيل ولكن انتبه فهى طويلة بعض الشيء

ذهب الشيخ الى الطبيب لبعض متاعبه الصحية وأثناء فحصه اكتشف الطبيب انه يعانى من حالة نادرة تنذر بقرب أجله وصارحه الطبيب ببساطة ان علاج هذه الحالة ممكن بإجراء عملية جراحية خطيرة تتساوى فيها فرص النجاة والوفاة
حتى اذا نجا منها وخرج حيا فسيظل محفوفا بالمخاطر

صمت  الشيخ وانصرف وجلس وحيدا يتدبر أمره
جال بخاطره شريط حياته وكفاحه فيها من اجل نفسه ومن أجل أسرته ... مشوار طويل من سنين عمره لم يهدأ يوما
ابتسم في مرارة وهو يتذكر تخطيطه لأن يتقاعد في العام المقبل ليستمتع ببضع سنين قبل أن يغادر الدنيا
وازن الشيخ بين الاحتمالات كلها وفجأة خاطب نفسه ... لقد آن الأوان
آن أوان تقاعده ... آن الأوان ليستريح الجواد الجامح ويلتقط أنفاسه
آن الأوان ليستمتع بما بقى انتظارا للموت وليس مهما أن تكون بضعة أشهر أو بضعة سنين فلن يموت وعمره ينقص يوما واحدا
تذكر قوله تعالى
{وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَاباً مُّؤَجَّلاً وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ }آل عمران145
ثم جاء السؤال التالى  وماذا سيفعل بما بقى له من أيام أو شهور
تأتى رحمة الله به فيتذكر قوله تعالى
{وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ }المنافقون10
يقرر الشيخ ان يستثمر ما بقى من ايامه في طاعة الله والاكثار من الصدقة ولسانه يلهج بشكر الله على تلك الفرصة الفريدة ليحسن من ميزان اعماله
اذا كان الميت يتمنى ان يعود للحياة ليتصدق فها هو الشيخ يعرف بقرب مغادرته لها فليسارع باغتنام الفرصة
وانت ايضا اخى واختى الكرام أما آن الاوان لتنتهزوا فرصتكم وانتم بصحتكم لتزيدوا من صدقاتكم
.............
رحم الله الشيخ حيا وميتا

ورحم الله الرحال حيا وميتا 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.