إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 14 سبتمبر 2020

علم ينتفع به (39 ) / الغبى والصدقة والحمار

 

علم ينتفع به

( 39 ) الغبى والصدقة والحمار

الفيس بوك يرسل تذكير بمناسبات لاصدقاء حتى ولو كانت من حسابات هجرها اصحابها واليوم ذكرنى بشخص كان صديقا لى على الفيس بوك  

وهو شخص اقرب ما يكون لمن وصفهم الله في سورة الجمعة (  َمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً )

طول بالك معايا شوية عسى ان ناخذ جميعا عظة وفائدة تنفعنا في آخرتنا

هذا الشخص في نهاية العقد السابع من عمره أى انه من المفترض ان يكون اكثر من الشباب حرصا على العمل الصالح

لما كنت اقاربه في العمر فقد نصحته في خضم حديث عابر بالحرص على الصدقة مذكرا اياه ونفسى بقوله تعالى

{وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ }المنافقون10

وعرضت عليه بعض صور الصدقة ومدى ما مدح الله به المتصدقين وان الصدقة ينبغى ان تكون في الخفاء بقدر الإمكان وليس هناك افضل من ادخال السعادة على شقى مسكين

والأهم ان تكون النية خالصة لله


فوجئت برده الذى صعقنى

قال انه يتصدق كثيرا ويطلب ممن يتصدق عليه شكره والدعاء له مقابلها

فقلت له يا هذا انك بهذا تحصل على جزاءك في الدنيا وقد تخسر ما عند الله كما انك قد تدخل في دائرة الرياء


ولكنه صمم على رأيه في انه يشعر بسعادة عندما يلهج لسان المسكين بشكره على صدقته ومن لا يشكره فانه ينبهه ان يشكره ودون ذلك يشعر بان صدقته هباء

وانه لا يتصدق الا رغبه في سماع المديح


قلت له ان السعادة من الشكر طبيعة في النفس البشرية ولكن لابد وان يكون الهدف هو الجزاء الحسن من الله عز وجل

ولكنه صمم ان هدفه هو سماع المديح وان هذا يشعره بالتفوق

لم أشعر باليأس وحاولت انقاذه من غيه فقلت له حديث رسول الله وانا اظن انه الفيصل في محاوله رجوعه لرشده وهو حديث اول من تسعر بهم النار يوم القيامة


وهو حديث ابو هريرة واللفظ هنا من صحيح مسلم وناخذ منه جزء فقط لطول الحديث

( ..... ورَجُلٌ وسَّعَ اللَّهُ عليه، وأَعْطاهُ مِن أصْنافِ المالِ كُلِّهِ، فَأُتِيَ به فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَها، قالَ: فَما عَمِلْتَ فيها؟ قالَ: ما تَرَكْتُ مِن سَبِيلٍ تُحِبُّ أنْ يُنْفَقَ فيها إلَّا أنْفَقْتُ فيها لَكَ، قالَ: كَذَبْتَ، ولَكِنَّكَ فَعَلْتَ لِيُقالَ: هو جَوادٌ، فقَدْ قيلَ، ثُمَّ أُمِرَ به فَسُحِبَ علَى وجْهِهِ، ثُمَّ أُلْقِيَ في النَّارِ. )


ولكنه كالحمار الحرون نظر الى ممتعضا وترك المجلس وقام

أخى الكريم .. أختى الفاضلة

اننا بشر نفرح بالمديح والشكر ولكن هناك فرق بين ان يكون هدفنا هو التصدق تقربا لله وان حدث الشكر فلا بأس وبين ان يكون الهدف هو فقط مجرد سماع الشكر

كلمة اخيرة

كان الصالحين اذا دعا لهم من تصدقوا عليه يدعون له بالمثل حتى لا يكون دعاء المسكين هو اجرهم بل ينظرون الى ما هو اعظم وهو جزاء الكريم

دع هدفك فقط هو التصدق وتقبل الله منك وحفظك من الرياء

والى لقاء قادم ان كان في العمر بقية

حفظكم الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.