إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 9 ديسمبر 2011

القسم فى القرآن

القسم فى القرآن

أخوتى الكرام

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موضوع القسم فى القرآن من المواضيع التى تستهوى الكثيرين لما قد يثيره التأمل فيما ورد فى القرآن من أساليب القسم وبين الحديث الذى ذكره البخارى ومسلم  فى الصحيحين من رواية عبد الله بن عمر  واللفظ هنا للبخارى 

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أدرك عمر بن الخطاب ، وهو يسير في ركب ، يحلف بأبيه ، فقال : ( ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم ، من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت ) . 

وقبل أن نذكر رأى العلماء فى تفسير هذا الفرق الواضح بين الأسلوب المذكور فى القرآن وبين ما أمر به الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم  نتجول سويا فى أساليب القسم وعباراته التى وردت فى القرآن الكريم 

وفى البداية هناك سؤالين ينبغى الإجابة عليهما لنتعرف أكثر على القسم 

اولا ما هو القصد بالقسم ؟ الإجابة هى  أن القصد بالقسم هو تحقيق الخبر وتوكيده 

ثانيا ما معنى القسم من الله عز وجل ؟ فإن كان لأجل المؤمن فالمؤمن يصدق بمجرد الإخبار ولا يحتاج لقسم ... وإن كان من أجل الكافر فلا يفيده القسم 

والإجابة أن القرآن نزل بلغة العرب ومن عادتهم القسم إذا ارادت التوكيد فاتبع نفس الأسلوب 

 وهناك رأى آخر ذكره القشيرى وهو أن الله ذكر القسم لكمال الحجة وتأكيدها
 لأن الحكم يفصل بطريقتين إما بالشهادة وإما بالقسم ..... والمتدبر لكتاب الله يجد كلا النوعين
 فى قوله تعالى
{شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }آل عمران18
وقوله تعالى
{زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ }التغابن7 

ولا يكون القسم إلا باسم معظم وقد اقسم المولى عز وجل بنفسه فى القرآن الكريم فى عدة مواضع كما اقسم الله تعالى بمخلوقاته مثل التين والزيتون والصافات وغيرها 

وهنا قد يتبادر الى الذهن سؤال لماذا إذن النهى عن القسم بغير الله ؟ 

والاجابة فى ثلاثة فروض
الاول  ان القسم بالمخلوقات على حذف مضاف أى ورب التين .. ورب الشمس وهكذا 

الثانى  ان العرب كانت تعظم هذه الأشياء وتقسم بها فنزل القرآن على ما يعرفون 

الثالث : ان الاقسام إنما تجب بان يقسم الرجل بما يعظمه او بمن يجله وهو فوقه والله تعالى ليس شيئ فوقه فأقسم تارة بنفسه وتارة بمصنوعاته لانها تدل علي بارئ وصانع 

....................
نذكر هنا ان الله سبحانه وتعالى أقسم بالنبى صلى الله عليه وسلم فى قوله ( لعمرك ) ليعرف الناس عظمته عند الله ومكانته لديه 

 والقسم لا يخرج عن وجهين إما أن يكون لفضيلة او لمنفعة
فالفضيلة كقوله تعالى
وَطُورِ سِينِينَ{2} وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ{3} التين
والمنفعة نحو قوله تعالى  : وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ{1} التين 

...... 

والقسم اما ان يكون مظهر واما ان يكون مضمر
المظهر مثاله قوله تعالى : فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ }الذاريات23
المضمر قسمين
الأول تدل عليه لام القسم كما فى قوله عز وجل
{لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ }آل عمران186
القسم الثانى يدل عليه المعنى كما فى قوله عز وجل
{وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً }مريم71
تقديره : والله 


اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.