إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 22 أبريل 2014

تأملات ( 2 )

تأملات
كنت انا دائما من يذهب الى زيارته فى منزله وقد اقضى معه بضع ايام ثم اعود الى عملى فى المدينة البعيدة

الى أن جاء يوم واتصل بى وقال انه يريد ان يقضى معنا انا وزوجتى واولادى عدة ايام وبالطبع رحبت به بشدة فقد كان محبوبا من الجميع خاصة ابنتى التى كانت تربطها به علاقة من نوع خاص

الا انه هذه المرة طلب ان اذهب اليه لاحمله بسيارتى ولما كنت وقتها مشغولا جدا فقد داعبته قائلا اركب اى سيارة اجرة مهما كانت تكلفتها لتحضرك وساتكفل انا باجرتها منعا للقيادة ساعات طويلة فى الذهاب والعودة لاننى لابد وان اعود فورا لظروف عملى ولكنه رد  غاضبا احضر لتحملنى واغلق الخط 

وبالطبع كان لابد ان اقوم بالتنفيذ وفى اليوم التالى خرجت قبل الفجر لاصل اليه فى الصباح الباكر لاجده مستعدا وفى طريق عودتنا تسامرنا وضحكنا كثيرا

قضى معنا اياما لا انساها
واعتقد ان ابنتى ايضا لن تنساها فقد مارست هى والشيخ هوايتهما سويا فى احداث الضجة الصباحية وهما يقومان بتحضير افطارهما سويا بعد الفجر ويتصايحان كانهما من نفس العمر 

قضى السيخ الطيب معنا اياما ممتعة  لم نكن نريده ان يعود الى منزله ولكنه فجاة قرر العودة وفعلا عاد

بعد عودته بيومين تلقيت مكالمة من اختى انه اصيب بازمة شديدة ادخلته المستشفى فذهبت له مسرعا وانا اعتقد انها وعكة سريعا ما تزول ولكنى وجدته فى غيبوبة

واخبرنى الطبيب ان غيبوبته ستطول حيث انه اصيب بعدة جلطات فى المخ وايضا نزيفا فيه وهو شيئ اول مرة اسمع به وقضيت بجانبه يوما ثم عدت لعملى بعد ان اخبرنى اخوتى ان الغيبوبة ستطول ولا داعى لوجودى ويكفى ان ازوره كل عدة ايام

طلبت منهم ان انفرد به وحادثته حديثا هامسا وكنت متاكدا انه يسمعنى رغم غيبوبته ثم ودعته وانصرفت

وفى اليوم التالى فجرا علمت انه لم يحتمل وقامت قاطرته  برحلتها الابدية

عدت مرة اخرى وحضرت غسله والصلاة عليه فى المسجد الذى ظل يصلى فيه عشرات السنين وكنت ممن ارقدوه فى قبره

فارقنا الشيخ الطيب فى مثل هذا اليوم
فارقنا والدى فى مثل هذا اليوم
رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.