إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 2 مايو 2014

الاب الظالم


رجل ظالم
أتاحت لى الحياة الإقتراب من بعض المشاكل التى قد لا يلتفت اليها اغلبنا ولا تؤثر فيه ان حدثه صاحبها عنها

 وقصة اليوم قصة رجل مصرى عاش حياته كملايين الرجال من الطبقة المتوسطة

تزوج وانجب ولدين وبنت ... البنت هى الوسطى ... أتم الثلاثة تعليمهم والتحقوا بوظائف لابأس بها
ادخر الرجل بعض دخله منذ بداية حياته الزوجية ليشترى قطعة أرض يبنى عليها منزلا يعيش فيه مع عائلته
 وعندما رغب الابن الاكبر فى الزواج بنى له شقة فى منزله وساعده حتى اسسها وتزوج فيها
سنوات ويريد الابن الاصغر ان يتزوج ايضا فيقوم الاب بنفس ما فعله مع اخيه ويبنى له سكن فوق سكن اخيه
تستمر الحياة بالرجل ويخرج على المعاش وتسير حياته بوتيرة هادئة وتقوم ابنته بخدمته وخدمة امها بلا كلل
تقدم للابنة العض ولكن الاب كان يتشدد فى طلباته منهم مما كان يجبرهم على الانسحاب

دائما ما يردد على مسامع ابنته انه يبحث لها عن الافضل وان لم يجد فلن يضيرها شيئ فمعها وظيفتها ووعد من اخوتها ان لا يقاسمها احد فى سكن ابيها بعد وفاته
تصمت الابنة ولا تعارضه

حتى كان الموقف الذى علمت به وقد حدث منذ سنوات عديدة  
الابنة التى تقترب من الاربعين يتقدم لها رجل يعمل فى دولة اجنبية يرى فيها الفتاة المصرية التى يشعر معها بالامان وترى هى فيه اخر فرصة لها فى ان تستقر وتنجب قبل فوات الاوان
يقترب منها الرجل وتقترب منه حتى يربط الله بين قلوبهما فتشعر نحوه بحب جارف مثل ما يشعر به نحوها .... يزيد من حبهما شعور كل منهما ان الاخر يمثل له فرصة الاستقرار التى قد لا تتكرر

ولكن الاب الذى يبدو انه يخشى ان تغادره ابنته لتلك الدولة فيخسر استقرار خدمته وطقوسه اليومية التى تحافظ عليها ابنته بكل اخلاص بل وتسميها الجهاد فى حياتها

يمارس الاب عادته فيضع العراقيل التى تجبر الرجل على الانسحاب
لكن الاب هذه المرة ظلم البنت ظلما شديدا

كسر قلبها .. دمر امالها .. غطى بالجليد ايامها ... لقد بدا شتاء حياتها قبل اوانه
تشعر البنت ببرودة الوحدة قبل اوانها
تقتل الحب فى قلبها
تحاول ان تنسى انوثتها ونداء الطبيعة فى داخلها
تنسى احلام امومتها
تبكى بلا دموع ... تتمزق دون نزيف
فجرح الروح لا دماء له وما اقساه من جرح
تتذكر اليوم انها كانت لتفرح بدخول ابنها او بنتها المدرسة فتعود للبكاء بلا دموع

ايها الاب ... ما اظلمك 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.