إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 20 مارس 2015

رائحة غريبة


زميلي الباكستاني
منذ أيام علمت بمرض زميل باكستاني ودخوله المستشفى في حالة حرجة فنويت ان انهى عملى وأذهب لزيارته عصرا في المستشفى
وفى أثناء ذهابى له وردنى اتصال انه توفى فأكملت الطريق الى المستشفى ووجدته قد نقل من الإنعاش الى الثلاجة فذهبت لرؤيته والسلام عليه سلاما أخيرا متوقعا ان أرى وجهه
وجدته ملفوفا في قماش ابيض يغطيه بالكامل ومحكم حوله لا يظهر منه شيئا
وقفت أمامه دقائق صامتا استرجع بعض لحظاته معى اثناء نقاشنا في العمل ومدى حيويته وأقارن بين الجسد العارى الملفوف في القماش الأبيض ويحمل رقما وبين زميلى ذو الصوت العالى والجلبة التي كان يحدثها أينما حل
انسحبت في هدوء وذهبت للمسجد حيث سنصلى عليه صلاة الجنازة بعد صلاة العشاء
وبعد الصلاة تبعته في سيارة نقل الموتى الى المقبرة
نزلت من سيارتي وتبعته ويحمله بعض الزملاء الى مثواه الأخير
ولكن لبطء حركتي حيث اسير متكئا على عصاي سبقني الجثمان ومن يحملونه حيث ان القبر كان في اطراف المقبرة الشاسعة
دقائق ووجدتني اسير وحيدا بين القبور في الظلام لا أسمع الا وقع العصا على الأرض ونظرا لاجهادى الشديد جلست بجانب أحد القبور التقط انفاسي
اعتادت عينى الظلام وجعلت ادير بصرى فيما حولى
مئات القبور الساكنة .... رائحة غريبة تلف المكان .... اقسم انى لم اتبين تلك الرائحة من قبل .... هل هي رائحة كريهة أم رائحة طيبة ؟
لا أدرى فأظنها هي خليط من رائحة الأجساد ... أو رائحة الأعمال
هي رائحة الموت
خاطبت الموتى في خشوع .... دعوت الله لهم .... خاطبت روحى التي أظنها على موعد قريب مع مسكنها بينهم وإن طال الوقت
انسحبت راجعا اسير  بصعوبة
اتمتم بدعوات لزميلى وعقلى شاردا في تلك الرائحة
رائحة أشمها للمرة الأولى  رغم زيارتى للقبور مرات عديدة
رائحة الموت
رحم الله زميلى جاويد
ورحم الله الرحال حيا وميتا
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.