إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 24 مايو 2016

يد الله

يد الله
ذهب الشيخ الى الطبيب يشكو من عارض بسيط في بطنه فطلب منه اشاعة للشك في وجود حصوة في المرارة وبعد الاشاعة تغيرت لهجة الطبيب فقد اكتشف عيب خطير في الشريان الاورطى المغذى للنصف الاسفل من الجسم وبمنتهى الصراحة قال للشيخ
ان لم يسارع باجراء العملية فليس امامه في الحياة اكثر من عدة شهور وايضا في حالة موافقته على اجراء العملية فهو يوافق على مضاعفاتها والتى تتراوح بين الشلل النصفى والفشل الكلوى او الوفاة اثناء اجرائها حيث ان قلبه الضعيف لن يتحمل التخدير لفترة طويلة
محذرا اياه ان انفجار الشريان لا يعطى انذار بل انه سيموت في هدوء وليس معنى فرصته بضعة شهور انه سيعيشها بل ان موته محتمل كل دقيقة

كان الشيخ يعيش في الغربة وحيدا وعائلته في مصر بعيدة عنه وظل حوالى اسبوع يحاور نفسه هل يخبرهم ام يموت في هدوء ؟ خاصة ان الطبيب اخبره بتكلفة العملية التى تتعدى المليون جنيه .... سال عن تكلفتها في مصر ووجدها تقريبا النصف

قرر ان يسافر مصر واما ان يجريها في مستشفى مصرى واما ان يموت بين اهله ولكن الطبيب السعودى اخبره انه لا يحتمل السفر وان موته اكيد في سفره هذا

سجد الشيخ بين يدى الله طالبا العون والارشاد والرحمة من الحليم الكريم
اخبر عائلته فسارعت بالسفر اليه وقدموا له الدعم والتشجيع الكافى وباصرار على ان حياته اغلى من اموال الدنيا كلها

وجاءت يد الله لتمسح على قلبه ويسر له طبيب مصرى في الغربة
       الدكتور احمد محمد المراكبى 
             رئيس قسم جراحة الاوعية الدموية بمستشفى باقدو والدكتور عرفان بجدة            
الذى تعامل مع الشيخ تعامل الابن البار مع والده جزاه الله كل خير وقد اخبره انه سيتبنى حالته وسيجرى العملية في واحدة من اكبر مستشفيات المملكة وسيحاول تخفيض تكلفتها بقدر قدرته المالية وبدا معه مشوار التحضير للعمليه التى اخبره انها ستكون الاولى في الشرق الاوسط
وبدا الطبيب في تكوين فريق العمل من اطباء القلب والكلى والمسالك والباطنة والتخدير ولان العملية ستجرى في ثلاث مناطق مختلفة من البطن فقد استعان بجراح امريكى ليساعده في اختزال زمن العمليه   كما خاطب الشركة الامريكية لتصنيع الدعامات والشرايين الصناعية بالمقاسات والاطوال المطلوبة
وفى كل يوم يذهب لغرفته في المستشفى ليعطيه جرعة من الامل وهو يطلب فحوصاته وتحاليل مختلفة ويعطيه الكثير من العقاقير في انتظار وصول الدعامات والشرايين الصناعية 

وفى صباح يوم باكر اعطاه المعتاد من العقاقير وزاد عليهم حقنة مهدئة كما قال ولكنها كانت بداية تخديره ونقلوه الى غرفة العمليات ليظل بها اكثر من ثمانية ساعات ليفيق في غرفة العناية المركزة موصولا بالعديد من الاجهزة ووجه الطبيب المصرى الباسم يقول له بكل حنان حمد لله على السلامة

وطوال ثلاثة ايام يوالى الطبيب المصرى الاطمئنان على الشيخ ومراجعة قراءة كل بيانات الاجهزة كل عدة ساعات من الليل والنهار حتى ان الشيخ  اعتقد ان الطبيب المصرى كان ملازما للمستشفى طوال تلك الايام ليتابعه ليلا ونهارا ويحرك اطباء الاقسام المختلفة لمتابعته
وبابتسامته المشرقة قال له بعد عدة ايام انه سينقله لغرفته بعد ان زال الخطر ليقضى بها عدة ايام ثم يغادرها الى منزله لكن بدون حركة لمدة شهرين

قضى الشيخ اسبوعا بالمستشفى وجاء الطبيب ليطمئن على جروحه ويكتب له العلاج المناسب ويودعه لباب المستشفى على ان يعود اليه بعد اسبوع

وبعد اسبوع راجعه الشيخ وطلب منه السفر الى مصر فوافق تحت مضض ولكنه اعطاه كل ما يشرح حالته ليراجع اطباء مصر ان دعت الحاجة

ها هو الشيخ في مصر في منزله بدا يتحرك ببطئ ولكنه حى يرزق يكتب لكم يشكر الله على ما قدمه له ويتمتم في تسبيحه لايزال في العمر بقية
يكتب لكم ان هناك في السماء ربا حليما كريما يجيب المضطر اذا دعاه يرشده وينزل يده برحمته وعنايته ...... اللهم لك الحمد والشكر
.................
لاتقنط من رحمة الله مهما بدا لك ان الابواب مغلقة فيد الله اكرم وارحم مما تظن
رحم الله الشيخ حيا وميتا

رحم الله الرحال حيا وميتا 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.