إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 21 نوفمبر 2016

بتعبد ربنا ليه

بتعبد ربنا ليه ؟
خطبة في كلمتين ( 8   )
ان الحمد لله نحمده ونستهديه ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
ونصلى ونسلم على المبعوث رحمة للعالمين عليه أفضل الصلاة والسلام
رغم بساطة السؤال الا انه من اصعبها على كثير من الناس فاغلبنا لا يستطيع تحديد الإجابة وستجد ان الاجابات تشعبت وتعددت وتنوعت بين ما يقوله الصوفية وما يقوله السلفية التى تتبع الوهابية دائما
تختلف النفوس البشرية وتختلف مشاعرها وتختلف درجات إيمانها  
سألت نفسى أين أنا من تلك الأقوال ومع أى منها يميل القلب ويرى صحة قائلها ؟ 
لا أدرى لماذا لم اجد فى كل منهما راحة ... وجاء السؤال هل أنا على باطل لأنى أختلف معهما ؟ الصوفية يرون أن العبادة لله فى أعلى مراتبها هى للحب 
والسلفية يرون أن العبادة خوف ورجاء ومحبة ..... سألت نفسى وهل لو اختفت المحبة وبقى الخوف والرجاء فهل أنا على باطل ؟ ... لا اقصد انى لا أحب الله ولكنى اقصد هل لو عبد الإنسان المولى عز وجل خوفا ورجاء يكون ناقص العبادة ؟
أنا لا أرى ان من يعبد الله خوفا ورجاء يكون ناقص العبادة فلم أجد دليلا على هذا بل على العكس أرى ان من يقول انه يعبد الله حبا وليس خوفا أو رجاء هو إنسان مدعى 
بداية 
نعبد الله بعد ان نؤمن انه الخالق الواحد الأحد ... نعبده كما علمنا رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم ... فنحن ندخل الإسلام بالشهادة
لا إله إلا الله محمد رسول الله 
الله هو الخالق المعبود وخلقنا لكى نعبده فيقول عز وجل 
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }الذاريات56
هذا أساس الخلق لى كعبد لله الواحد الأحد وهذه سنة الله منذ الخلق فيقول عز وجل 
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ }الأنبياء25
خلقنى الله لأعبده وأمرنى بعبادته ... فلابد وأن ألتزم بما أمرنى ..... واذا لم أفعل ؟ هناك العذاب 
اذا عبدته خوفا من عذابه فهل انا مقصر ؟ بالطبع لا .... فالقرآن يذكر ان الخوف من الله وعذابه من صفات المؤمنين 
{رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ }النور37
{وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ }الرعد21
ويقول المولى عز وجل 
{وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }الأنعام51
فيكون الخوف من الله طبيعة خلقها فى المؤمنين 
اذا عبدت الله خوفا من عذابه فأنا من المؤمنين أقوم بتأدية ما فرضه على واجتناب ما نهاني عنه وبهذا ارجو ان اجتنب العذاب 
ولكن الله الكريم زاد من ثواب تأدية العبادة كما أمر بها فلم يقتصر الامر على النجاة من العقاب بل تعداه الى ثواب آخر وهو الفوز بالنعيم 
فيدخل فى القلب مع الخوف الرجاء بالفوز بالنعيم وهى الجنات التى وعدنا بها الله وجاء ذكرها فى القرآن فى مواضع عديدة 
{وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُولَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }البقرة82
{وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ }آل عمران133
أعدت للمتقين ..من هم المتقين ؟ ابسط تعريف للتقوى هو ان تكون حيث أمرك الله والا تكون حيث نهاك 
التقوى تؤدى ان تأمل بالبعد عن العذاب والقرب من النعيم 
هذه طبيعة الانسان ولذلك جاء القرآن بالكثير من الايات التى تصف المؤمن انه يخاف العذاب ويرجو الفوز بالنعيم الجنة 
...............
يأتى انسان ويقول انا لا اعبد الله لا خوفا من العذاب  ولا طمعا فى الجنة بل اعبده حبا فيه ... لا أدرى لماذا لا التفت اليه واراه غير سوى 
كلما زادت عبادتى لله وتقربت اليه بما زاد عما افترضه على رغبة فى القرب وزيادة فى درجة الجزاء اجد لذة فى العبادة ... احب تلك العبادة واراها حبا من الله وكرما منه ان يسر لى العبادة وحببنى فيها حتى اكون من الذين يفوزون بالدرجات العليا ... أشعر برحمة الله وحبه لى ... يطمئن القلب ويسعد 
احب عبادتى وأحب راحتى فيها واطمئنانى بها واشعر بحب الله لى كلما رغبت فى الزيادة منها 
أحب الله لما أراه من كرمه ورحمته بى ولكنى عبدته خوفا من عذابه وطمعا فى جنته 
فهل انا مقصر ؟ هل أنا لست بكامل الإيمان ؟ 
أعتقد أن الموضوع له بقية فى جانب الإيمان وزيادته ونقصانه
وآخر دعوانا ان الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.