إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 16 أكتوبر 2017

الغفلة / قصة ضحكة حزينة

الغفلة / قصة ضحكة حزينة

اقترب التلميذ من استاذه متعجبا من اطراقه وهو يراه يهز رأسه بين الحين والآخر معتقدا انه يفكر في تفسير قرآن او حديث كعادته ولكن هاله ان رأى دموعه تسيل في صمت

فساله منزعجا ما الذى يبكيك يا شيخنا

ابتسم الشيخ بحزن ونظر لولده بعيون باكية وهو يقول أبكى من غفلتى يا ولدى .. أبكى غضبا من غبائى

مساء أمس بلغنى خبر وفاة صديق وجار قديم .. فارقت روحه عقال جسده بين العصر والمغرب فرأى أهله ان يجعلوا بدفنه بعد صلاة المغرب

جال بخاطرى سؤال سريع ولماذا العجلة .. الا ينتظرون الى ظهر الغد حتى يدفن في النور
ثم ضحكت من غبائى فماذا سيفرق معه النور

ثم رأيت نفسى وانا محمولا على الاكتاف ينزلون بى الى قبرى .. يزيلون عنى رباط الكفن ليسمحوا للجسد ان يتعفن في ظلام القبر

نظرت بعين القلب والبصيرة  فرأيت جسدى العارى وهو يوارى الثرى في ظلام القبر الرطب  حتى لو كنا وقت الظهيرة

رأيت يا ولدى آخر شعاع من الضوء وهم يغلقون على قبرى عاريا اتنشق رائحة التراب والخوف

سألت نفسى يا ولدى بعدها ماذا أعددت لهذه اللحظة
سألت نفسى يا ولدى بعدها ماذا اعددت لحياتى في قبرى
بكيت خوفا .. وبكيت غضبا من غفلتى

حاول التلميذ ان يهون الأمر على شيخه قائلا ولكنك يا شيخنا متعبدا لا تؤذى احدا

هز الشيخ رأسه وقال بحزن شديد لا يكفى يا ولدى واستمرت دموعه تسيل
وقف التلميذ ذاهلا لا يدرى ماذا يقول

انتفض الشيخ وقال هذا هو بعض العزاء والأمل
سأله تلميذه وما هو ؟

قال : من حديث طويل في صحيح مسلم برواية أبو مالك الأشعرى
قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ..... والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء ..
هى يا ولدى الأمل .. الصلاة والصدقة والصبر وما أشق التمسك بهم على النفس
ولكن أسأل الله الكريم ان يعيننى عليهم

سأله تلميذه ولما تقول انها شاقة

قال الشيخ لهذا حديث قادم ودعنى الآن اتدبر أمرى وأدفع عن قلبى الخوف من رطوبة القبر
ثم قرأ قول الله تعالى

﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ  [إبراهيم: 27].

اللهم اجعلنا من الذين آمنوا ونعوذ بك وبكرمك ان نكون من الظالمين 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.