ذكريات شيخ على المعاش (10) / مذكرات ميت

ذكريات شيخ على المعاش ( 10 )

مذكرات ميت

حديث نبوى وفيلم سينمائى هما سبب الكتابة اليوم

ماهى العلاقة بين حديث نبوى وفيلم سينمائى اجنبى ؟

ان كنت تملك الوقت والقدرة على تحمل القراءة الطويلة تعالى نقضى سويا بعض الوقت

الحديث النبوى نذكر منه المقطع المطلوب وهو من حديث طويل نسبيا حتى لا يتوه القارئ

((......... سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ: مَن رأى مِنكُم مُنكرًا فليغيِّرهُ بيدِهِ ، فإن لَم يَستَطِع فبِلسانِهِ ، فإن لم يستَطِعْ فبقَلبِهِ . وذلِكَ أضعَفُ الإيمانِ ))

الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم

سنعود للحديث لاحقا

اما الفيلم فكان عن رجل اعمال اخبره طبيبه ان ايامه في الدنيا معدودة لا تتعدى عدة شهور فجلس يكتب مذكراته في الايام الباقية له واتفق مع احد الناشرين على ان ينشرها بعد وفاته

فتلقى الكثير من رسائل التهديد

نعم رسائل التهديد من اشخاص تعامل معهم ولمعرفتهم انه لم يعد لديه ما سيخسره فسيقول الحقيقة التى تحمل لبعضهم صورة سيئة جدا نجحوا في اخفائها

سرحت قليلا

ماذا لو جلست اكتب مذكرات ميت انا ايضا بعد ان رايت قبرى يستعد لى

هل اكتب فقط عن النماذج المشرفة التى قابلتها من باب بعث الامل في نفوس الاخرين ان الدنيا بها خير كثير

ام اكتب عن النماذج القذرة من باب التحذير وتغيير المنكر

ام اكتب عن الصنفين النظيف والقذر وهل اذا كتبت عن القذر منهم فترى ممن ستصلنى رسائل التهديد ؟

هل من ابن عم عثمان البواب الذى قضى عمره بالكاد يجد لقمة العيش ويعيش في حجرة على سطح احد المنازل في افقر احياء مدينته والذى بشق الانفس استطاع تكملة تعليم ابنه والحاقه بوظيفة حكومية فانفتحت شهية الابن للرشوة بشكل واسع حتى اصبح مليونيرا في سنوات قليلة

الغريب ان عم عثمان لايزال يعيش في نفس الغرفة .. ترى هل يأبى ان يعيش من مال ابنه المشبوه ؟

ام اتحدث عن ابن عم عبده موظف الحكومة التقى الذى كان الناس في شارعه يعلمون قرب الآذان عند رؤيته في طريقه للمسجد

ولكن ابنه الشاب كان يعود كل ليلة قرب اذان الفجر عائدا من حفلة جنس جماعى مجنون ويتوارى كما قال لى حتى يذهب ابوه الى المسجد فيسارع الى دخول المنزل والنوم كانه عاد من حفلة مذاكرة جماعية

الغريب ان هذا الابن لم يكتفى بالانغماس في الزنا بل تعدى ذلك الى السرقة حتى من اقرب الناس اليه فابتلاه الله بالفقر حتى انه يفخر الان بانه يعيش اليوم على دخل زوجته ولم يرتدع حتى اليوم حتى انه يتهم غيره بما فيه حتى انه كان دائم التشهير بامراة فاضلة استضافته فترة بمنزلها انها سيئة السمعة

والسؤال الآن بل الصحيح ان هناك عدة اسئلة

هل كتابة التاريخ الاسود لمثل تلك النماذج سيكون من باب التحذير من مغبة الحرام ؟

ام ستكون الكتابة عنهم من باب تغيير المنكر باللسان كما في حديث رسول الله صلى الله عليه سلم حتى لا يتخذهم الشباب قدوة لهم وهم يعتقدون بالخطأ انهم اشخاص ناجحين

ام اكتفى بالكتابة عن اشخاص ناجحين بالفعل وعلى الطريق الصحيح من باب تشجيع الشباب على العمل الجاد مصداقا لحديث رسول الله صلى الله عليه  وسلم

كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، إذا بعث أحدًا من أصحابِه في بعضِ أمرِه ، قال) بشِّروا ولا تُنفِّروا . ويَسِّروا ولا تُعسِّروا ( .

الراوي : أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم

ام ان الافضل ان اكتفى بقضاء ما بقى من عمرى امارس هواياتى ذاكرا لله مستغفرا له

من فضلك عد لقراءة الحديثين النبويين واخبرنى ماذا افعل

اللهم استغفرك واتوب اليك