ذكريات شيخ على المعاش ( 11 )
آية متعبة
قبل ان نتحدث عن الآية التى
اتعبتنى دعونى ابدأ من البداية
كانت البداية منذ نحو نصف قرن
وفى صلاة الجمعة وكنت اصلى وقتها في مسجد القائد ابراهيم في الاسكندرية كان الامام
وقتها الشيخ احمد المحلاوى الذى كان له قصص مشهورة بعد ذلك مع الحكام ... كان يخطب
يومها عن رأس السنة وما ان بدا قوله انه سيتحدث عن احتفالات راس السنة حتى شعرت
ببداية الملل متوقعا ان يتحدث عن حرمة ما يحدث في هذا اليوم وكلنا نعرفه وقد كنت
امنى النفس بجدبد
ولكنه خيب ظنى يومها وكانت خطبة
شديدة على النفس اتحدث اليوم عن عبارة واحدة وردت فيها
( اذا مات ابن آدم الصالح لم
يحزن عليه حق الحزن الا اثنين ... الاول كل مكان كان يسجد فيه والثانى المكان
الذى كان يدخل منه عمله الصالح في السماء )
عبارة لم انساها طوال اكثر من 50 سنة فكنت كلما دخلت
مسجدا اصلى فيه لاول مرة اتذكرها فاكثر فيه من السجود والدعاء ساجدا حتى يكون من
الاماكن التى تشهد لى
واليوم قرأت نصيحة كتبها رجل
صالح ينصح فيها ان يكثر الإنسان من الذكر والتسبيح كلما سار في طريق جديد عسى ان
يشهد له يوم القيامة مسترشدا بآيات من سورة الزلزلة
يقول الحق تبارك وتعالى
إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا{1}
وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا{2} وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا{3} يَوْمَئِذٍ
تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا{4} بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا{5} يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ
أَشْتَاتاً لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ{6} فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً
يَرَهُ{7} وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ{8}
نعود هنا للآية التى اتعبتنى
يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا{4}
الآية اتعبتنى لسببين
الاول البحث عن تفسيرها
والثانى بسبب معناها شديد الوقع
على النفس
أولا تفسيرها متعب لان الكثيرين
اختلفوا فيه على معنيين
المعنى الاول انها تحدث اخبارها
بان الساعة على وشك القيام وتفسيرهم بذلك على سياق الكلام ان هناك زلزلة ثم تساؤل
ثم رد من الارض ان الزلزلة بسبب قيام الساعة
والتفسير الثانى وهو الاشد على
النفس انها يوم القيامة تحدث بكل ما جرى عليها
فتنطق بكل ما فعله الانسان على
ظهرها من خير او شر وعلى كل جزء منها ودليلهم على ذلك حديث في الترمذى ولكن هناك
من ضعفه فلا داعى للخوض فيه الان والدليل الاخر هو باقى سياق الكلام في الايات رقم
6 / 7 / 8 من السورة نفسها
وايضا استشهدوا بقوله عز وجل في سورة
فصلت
{حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ
عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }فصلت20
وقوله تعالى بعدها
{وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ
عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ
أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }فصلت21
والآن لماذا كانت تلك الآية
متعبة ؟
اولا : لأنى اصبحت في غالب
اوقاتى انظر الى كل مكان في الارض اسير عليه وادعو الله واستغفره وانا ارجو ان
يشهد لى يوم العرض
ثانيا : لانى اتذكر كل الاماكن
التى زرتها في مشوار حياتى واثناء عملى وقبل التقاعد فقد زرت دولا كثيرة جدا من
دول العالم وتجولت في مدن لا احصيها وأسأل نفسى واحاسبها لما لم استغلها في الذكر
والاستغفار قبل ان يجبرنى مرضى على ان لا اغادر منزلى
اخوتى واخواتى
نصيحة من شيخ متقاعد
استغلوا شبابكم وحرية حركتكم
واذكروا الله واستغفروه في كل مكان تدخلوه
اعلم انى طولت عليكم ولكن عفوا
عودوا مرة اخرى للاعلى واقراوا عبارة الشيخ المحلاوى ثم اقرنوها بآيات سورتى
الزلزلة وفصلت
وان شعرتم بها تمس شغاف قلوبكم
انشروها عسى يعمل بها غيركم
سبحان الله وبحمده أستغفره واتوب
اليه
رحم الله الرحال حيا وميتا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.