إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 21 مايو 2019

حكايات مريض (3) / حرامى التفاحة


حكايات مريض
( 3 ) حرامى التفاحة

لازلنا مع الرحال في مرضه وهو يتذكر في حالته من الوعى واللا وعى بعض القصص والمواقف
وقصة اليوم يعتبرها خالدة لانها لاتزال تتكرر الى اليوم

والقصة باختصار رويت باكثر من صورة وبطلها احيانا الامام ابو حنيفة ومرة اخرى الاصمعى وما يعنينا هنا معناها والذى يبدو في احداثها ولنعتبر ان بطلها هو ابو حنيفة

كان ابو حنيفة يسير في السوق فرأى رجلا يبدو عليه اليسر في الحال يسرق تفاحة من احدى البائعات ويسير مسرعا
فظنه ابو حنيفة جائعا لا يملك مالا فسار ورائه ولكنه فوجئ به يعطى التفاحة لمسكين في السوق فساله ياهذا : تسرق تفاحة ثم تتصدق بها ؟

رد الرجل ضاحكا انى اتاجر مع الله

فتعجب ابو حنيفة وقال وما وجه التجارة في السرقة

فقال الرجل وهو لا يعرف ابو حنيفة الا تعرف يا هذا ان سرقتى للتفاحة تكتب على سيئة وتصدقى بها يكتب لى حسنة والحسنة بعشر امثالها فتذهب السيئة بحسنة من العشرة ويتبقى لى تسعة منهم
قال له ابو حنيفة ومن اخبرك بقبول صدقتك المسروقة .. وهل يقبل الله الصدقة من مال حرام
تب الى الله يا هذا وانصرف

يتذكر الرحال صاحبه الذى اخبره شيئا مشابها في وقتنا الحاضر عندما اخبره عن سيدة وزوجها
السيدة سرقت مال اخوتها وزوجها مرتشى كبير

وقد هيئ لهما خيالهما المريض ان التصدق ببعض المال يطهره ويستطيعون التمتع ببقيته

فقاما يوما بالحجز لاداء العمرة ووصلا الى المدينة وقضيا بها عدة ايام وجاء الوقت للتحرك الى مكة لأداء العمرة وكان عليهما الاحرام من ابيار على

ولكن سبحان الله
في هذا اليوم وعلى غير المعتاد جاء للسيدة ما يمنعها من الصلاة كل شهر وهو الحيض

سافرت الى مكة على ان تحرم منها عند انقطاعه ولكنها قضت ما تبقى لها من ايام في مكة ولم ينقطع الحيض واضطرت الى السفر بحسرتها

هذه السيدة يرى صاحبنا ان الله رحيم بها ..نعم رحيم فقد اعطاها انذارا عسى ان تفيق من غيها ولكن لا فائدة

وهناك الكثير من الامثلة ممن يعتقد ان المال الحرام تطهره الصدقة فنرى سارق يقيم موائد الرحمن ونرى مرتشى ينفق عن سعة على الفقراء
يتمتم الرحال في غيبوبته
اين انتم من حديث رسول الله في صحيح مسلم برواية ابو هريرة
أَيُّها النَّاسُ، إنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إلَّا طَيِّبًا، وإنَّ اللَّهَ أمَرَ المُؤْمِنِينَ بما أمَرَ به المُرْسَلِينَ، فقالَ: {يا أيُّها الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ واعْمَلُوا صالِحًا، إنِّي بما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}[المؤمنون:51] وقالَ: {يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ}[البقرة:172]، ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أشْعَثَ أغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ؟
اللهم جنبنا الوقوع في الحرام ويسر لنا امر الصدقة مما رزقتنا من حلال وتقبله اللهم منا مخلصين لك يا رحمن يارحيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.