إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 5 يناير 2022

سؤال بسيط واجابة صادمة

 

سؤال بسيط واجابة قد تكون صادمة

معلش استحملونى النهاردة كمان واوعدكم انى احاول بعد كدة اختصر في الكلام

وصلتنى رسالة ممتعة أسعدتنى جدا من صديق عزيز هو زميل قديم وفى نفس عمرى تقريبا يسألنى ببساطة أزاى يقدر يستمر على قيام الليل لأنه مقصر في هذا ؟

اولا لازم تعرفوا انى ارى صديقى هذا واوقن انه رجل صالح طيب القلب صادق كما عاهدته طوال أكثر من ثلاثين عاما

الاجابة ببساطة ومن فضلكم بدون سخرية منى او تذمر من طول الحكاية

شوف يا صديقى وشوفوا معانا

الحكاية بدأت من كام سنة كدة بدأت أشوف قبرى منور

بييجى امام عينى قبر مفتوح وخارج منه نور كأنه بيت ينتظر صاحبه ليدخله وما ان تدخل جثتى حتى يغلق بابه ويختفى النور

ثم تطور الامر

ومنذ عدة أيام كانت الدنيا برد جدا وانا مستيقظ في منتصف الليل تحت كومة من البطاطين فرأيت بعين الخيال جثتى في قبرى ولكنه كان مظلما

رأيتنى عاريا ممدا على الحصى في هذا البرد وحيدا في ظلمة شديدة

زادت ارتعاشتى بردا وخوفا وناجيت ربى ان يرحمنى من هذا الموقف الذى اوقن اننا كلنا سنمر به

قمت جالسا على السرير متدثرا بالأغطية استغفر الله واسبحه وعقلى لا يتوقف عن التفكير

تشملنى رحمة الله ويأتى لى خاطر لماذا لا استعين على وحدة القبر وظلمته بالأنس بالله وأسأل نفسى أليس الله الرحيم قادرا على ان يرد لى مناجاته في ظلمة وبرودة الليل حيال حياتى في ظلمة ووحدة القبر

جالت في خاطرى كثير من الآيات والأحاديث

على سبيل المثال حديث عمار بن ياسر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كفى بالموت واعظا )

وقوله عز وجل

{كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ }آل عمران185

فرفعت الأغطية وقمت للوضوء والصلاة في جوف الليل بعد توقف لعشرين سنة

نعم فمنذ عشرين سنة توقفت عن قيام الليل فقد منعتنى مشاغل الحياة واقعدنى المرض

وسبحان الله اصبحت استيقظ كل ليلة في نفس الميعاد واذا ضربنى البرد او حدثتنى نفس بالتكاسل ارى الجثة العارية في البرد ستلقى على الحصى وتشتاق نفسى الى رحمة الله ان يؤنس وحشتى في وحدتى المظلمة الباردة في قبرى بركعتين اناجيه فيهما واستغفره

فيا مصطفى يا حبيبى وصديقى ويا كل من يرى كلماتى

كلنا ذاهبون الى نفس الموقف فلا تجعل حياتك او مشاغلك او حتى طول الأمل ان في العمر بقية يشغلك عن المصير المحتوم

وكذلك نصيحة من القلب لا تطيل القيام حتى لا تمل فيكفيك ان تداوم على ركعتين يعقبهما ركعة وتر وتذكر حديث عائشة رضى الله عنها في الصحيحين

((سَدِّدُوا وقارِبُوا، واعْلَمُوا أنْ لَنْ يُدْخِلَ أحَدَكُمْ عَمَلُهُ الجَنَّةَ، وأنَّ أحَبَّ الأعْمالِ إلى اللَّهِ أدْوَمُها وإنْ قَلَّ. ))

عسى ان يحب الله عملك ويرحمك بفضله وان قل

سامحونى على الإطالة ومن القلب ادعو الله لكم ان يرزقكم نور البصيرة والعزم على مداومة العمل الصالح واللجوء للرحمن الرحيم في جوف الليل وتذكر دائما جسدا ممدا في ظلمة الموت وقوله صلى الله عليه وسلم

كفى بالموت واعظا

اللهم ارحمنا واغفر لنا وتجاوز عن سيئاتنا وتقبلنا من عبادك الصالحين ويسر لنا من العمل ما يقربنا اليك واعنا على دوامه

اللهم  آمين اللهم آمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.