إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 4 فبراير 2019

علم ينتفع به (19) التدبر / البقرة آية 3-جزء1


علم ينتفع به
( 19 ) التدبر / البقرة آية 3 – جزء 1

نبدأ اليوم في الآية الثالثة من سورة البقرة وهى قوله عز وجل

{الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ }البقرة3

هذه الآية رغم قصرها ورغم انها تحمل فقط ثلاث صفات من صفات المؤمنين الا ان الحديث عنها وعن ما بها من معانى قد يستغرق اياما طويلة ولكن بإذن الله نختصر قدر الإمكان للوصول الى ما يعبر عنه بالمختصر المفيد

هذه الآية لها احتمالين
الاحتمال الاول ان تكون وصف للمتقين المذكورين في الآية التى قبلها
الاحتمال الثانى ان تكون بداية جديدة لوصف المؤمنين

وان كان الاحتمال الأول أقوى لانه عز وجل يقول في الآية الخامسة
أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ{5}
فترتبط مع الآية الثانية التى يقول فيها
ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ{2}

أى ان القرآن ( ذلك الكتاب ) هدى للمتقين الذين هذه صفاتهم  ( أولئك على هدى )

نعود لمعنى (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ) وهو معنى قال فيه المفسرون قولين وكل منهما له دليله وان كان المتفق عليه هو ان المقصود كلا القولين
القول الأول ان المقصود بالغيب هنا هو ( الحال) اى الذين يؤمنون بما هو غائب عن الرؤية الحالية مثل الرسول أو الانبياء أو الكتب  ودليلهم كما في سورة يوسف في قوله تعالى

{ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ }يوسف52
فهو لم يكن حاضرا بالمجلس وقت الحديث عنه

القول الثانى ان الغيب المقصود هو كل ما لانعلم تفصيله او صفاته مثل الموت والنشور والبعث والجنة والنار اى كل ما يطلق عليه غيبيات ولكن نؤمن بها ونصدقها لان الله اخبرنا بها

نقولها باختصار ان القولين اما ان يكون غيبيات لا نعلم تفصيلها او غائب عن الحال

والراجح في معنى (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ) هو كلا المعنيين اى ان المقصود هو الذين يؤمنون بما هو غائب عنهم الآن وايضا بما هو غائب عن ادراك تفصيله او صفاته مما يعجز العقل عن إدراكه

ومنعا للتطويل نكتفى بهذا القدر اليوم ونكمل لاحقا الصفة الثانية للمؤمنين في لقاء قادم
ان كان في العمر بقية
حفظكم الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.