إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 1 أغسطس 2019

علم ينتفع به (32) ابن البواب وانكار المنكر


علم ينتفع به

( 32 ) ابن البواب وانكار المنكر

من الاحاديث القليلة التى قرن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم القول مستشهدا بآيات من كتاب الله عز وجل حديث تضمن ايات من سورة المائدة وهو قوله عز وجل

لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ{78} كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ{79}

وهو الحديث الذى رواه  ابن مسعود عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال :

{ إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل أنه كان الرجل يلقى الرجل فيقول : يا هذا اتق الله ودع ما تصنع فإنه لا يحل لك ، ثم يلقاه من الغد وهو على حاله فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده ، فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض ثم قال : { لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا .. }

منذ ايام تحدثنا عن انكار المنكر بالقلب وقلنا انه لابد وان يتبعه البعد ومجافاة من يفعل المنكر وللتوضيح سأذكر ثلاثة امثلة لمسمى واحد وتختلف التصرفات تجاههم

ابن البواب

ابن البواب الاول لا يزال يعمل حارسا للعقار ويؤدى ما عليه من عمل فيعامله البعض باحترام والبعض يتعالى عليه وهو خطأ

ابن البواب الثانى اجتهد في عمله حتى اصبح يمتلك مكتبا عقاريا ويعد من الاثرياء وهذا يتعامل معه الناس باحترام لثرائه متناسين اصله رغم تعاليهم على الذى لايزال يحرس العقار

الخطأ الأكبر في المثال الثالث
وهو ابن البواب الذى يعمل في وظيفة حكومية تتيح له الحصول على رشاوى كثيرة فأصبح كالظمآن الذى يشرب من ماء البحر كلما شرب كلما زاد عطشه فتزداد رغبته في المزيد من الرشاوى ونجد بعض ضعاف النفوس تتودد اليه ليغدق عليهم من ماله في صورة طعام او هدايا خاصة انه ينفق ببذخ فما اتى من حرام سهل لا يحرص عليه
هنا الخطأ الأكبر

فمن يتعالى على ابن البواب الكادح يتودد الى ابن البواب المرتشى وحتى ان كان في قلبه ينكر عليه قبوله الرشوة فمجرد تودده اليه والاكل من طعامه يدخله في زمرة الملعونين

باختصار
تذكر ان الامر بانكار المنكر هو من رسول الله صلى الله عليه وسلم
 من راى منكم منكرا ( فليغيره ) امرا واجب الاداء

وتذكر انه لعن من لا يتناهى عن منكر والاكل مع فاعل المنكر والشرب والقعاد معه

كفانا الله واياكم عدم الامتثال لامر الرسول صلى الله عليه وسلم
يقول تعالى
{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً }الأحزاب36

والى لقاء اخر ان كان في العمر بقية
حفظكم الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.