وردنى سؤال ( الحسد )

وردنى سؤال  ( الحسد )

ارسلت تقول : يا سيدى لى صديقة كلما جلست معها تكثر من التعوذ من الحسد واذا سمعت بخبر سيئ حتى ولو في الصين تنظر لى وتقرا المعوذتين والغريب انها ما نظرت الى شيئ املكه واعجبت به الا وتحطم على الفور  

هل انا حاسدة وهل هى حاسدة وما هو الحسد

الاجابة باختصار

كلنا حاسدون

والتعريف المشهور للحسد هو اعجاب بشيئ وتمنى زواله عمن يملكه وان كنت لا اوافق عليه فهناك من يحسد نفسه او ماله او ولده

التفصيل

لماذا نقول اننا كلنا حاسدون ؟ لان في القرآن الكريم آيتين تعضدان هذا الرأى

اولهما في سورة الفلق يأمر رب العزة نبيه عليه الصلاة والسلام بالتعوذ من ( حاسد اذا حسد )

ولم يقل من شر ( الحاسد اذا حسد ) فكلمة حاسد جاءت نكرة وليست معرفة بالالف واللام وهذا يجعلها تنطبق على اى فرد وان ليس هناك تعريف للحاسد او صفات معينة تجعل شخص ما حاسد

الآية الثانية في سورة الكهف

يقول المولى عز وجل في سياق الرجلين والجنة لاحدهما

وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِن تُرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً{39}

فهنا حسد الرجل جنته فأحيط بثمره

ويؤيد ان المرء يمكن ان يحسد نفسه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى رواه انس بن مالك

ما أنعمَ اللَّهُ على عبدٍ منِ نعمةٍ من أهلٍ وولدٍ فيقولُ ما شاءَ اللَّهُ لا قوَّةَ إلَّا باللَّهِ فَيرَى فيهِ آفةً دونَ المَوتِ

وفى رواية اخرى لنفس الحديث ان رسول الله قرأ بعدها آية سورة الكهف السابقة

لذلك

نقول اننا كلنا قد نكون حاسدون ولاتقاء الحسد كلما اعجبنا بشيئ رزقناه او رزقه الله احد من خلقه نردد ما شاء الله لا قوة الا بالله

وليتنا نزيد عليها ايضا تبارك الله وهو دعاء بالبركة لنفسنا ولغيرنا كما جاء في حديث طويل لسهل بن حنيف عندما حسده عامر بن ربيعه وفيه (فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عامرا فتغيظ عليه ، وقال : علام يقتل أحدكم أخاه ، هلا إذا رأيت ما يعجبك برَّكت )

فيا سيدتى دعك من هذه الصديقة ومما تفعله من افعال تفتقد الى اللياقة وتمسكى بقول

( ما شاء الله لا قوة الا بالله تبارك الله ) كلما اعجبك شيئ خاصا بك او باحد من الناس

وان كنتى تعتقدى انها ليست من متحجرى الفكر وقد تقبل النصيحة اخبريها بلطف ان تواظب على قول العبارة السابقة حتى تقى ( نفسها ) من الحسد

حفظنا الله واياك من شر الحسد

والله تعالى اعلى واعلم