إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 11 نوفمبر 2011

حديث فى البخارى يثير اللغط




حديث فى البخارى يثير اللغط

اخوتى الكرام
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فى حوار مع اخى الكريم دكتور عبد الرحمن ذكر فتوى للشيخ الحوينى تبيح السب بفاحش القول استنادا لحديث فى البخارى وطالب من وجهة نظره بتنقية الاحاديث النبوية مما يسيئ اليها لان هذا يعد تجنيا على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم

واسمحوا لى ان اطيل عليكم قليلا فى بيان وجهة نظرى من المسألة برمتها وهى تنقسم لثلاثة أقسام

صحة الحديث

مناسبة الحديث  ومن الذى قال بفاحش القول

فتوى الحوينى

أولا الحديث ذكر فى البخارى باب: الشروط في الجهاد، والمصالحة مع أهل الحرب، وكتابة الشروط.تحت رقم 2581 وايضا 2582 من روايتين لكل من المسور بن مخرمة ومروان، يصدق كل واحد منهما حديث صاحبه، وهو حديث صحيح 

ثانيا مناسبة الحديث :  انظر الى باب الحديث فى البخارى وفى غيره من الكتب  فقد ذكر بنحوه فى غيره من كتب الحديث  كمصنف ابن ابى شيبة – كتاب المغازى – البيهقى فى كتاب الجزية باب المهادنة على النظر للمسلمين -  فهرس بن حبان – كتاب السير / ذكر ما يستحب للإمام استعمال المهادنة بينه وبين أعداء الله إذا رأى بالمسلمين ضعفا يعجزون عنهم وايضا فى مسند ابى يعلى ومسند الامام أحمد

أى أن مناسبة الحديث التى ذكرها أصحاب الكتب التى ذكرت الحديث ليس بينها جواز فاحش القول  ولنرى العبارة المتنازع فى معناها من خلال متن الحديث

............ حديث طويل عما حدث فى صلح الحديبية وفى الحديث من العبر  والحكم الكثير ولكن العبارة المختلف عليها هى فى جزء من الحديث وهى

" فقام عروة بن مسعود فقال: أي قوم، ألستم بالوالد؟ قالوا: بلى، قال: أو لست بالولد؟ قالوا: بلى، قال: فهل تتهمونني؟ قالوا: لا، قال: ألستم تعلمون أني استنفرت أهل عكاظ، فلما بلحوا علي جئتكم بأهلي وولدي ومن أطاعني؟ قالوا: بلى، قال: فإن هذا قد عرض لكم خطة رشد، اقبلوها ودعوني آتيه، قالوا: ائته، فأتاه، فجعل يكلم النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم نحوا من قوله لبديل، فقال عروة عند ذلك: أي محمد، أرأيت إن استأصلت أمر قومك، هل سمعت بأحد من العرب اجتاح أهله قبلك، وإن تكن الأخرى، فإني والله لأرى وجوها، وإني لأرى أشوابا من الناس خليقا أن يفروا ويدعوك، فقال له أبو بكر: امصص ببظر اللات، أنحن نفر عنه وندعه؟ فقال: من ذا؟ قالوا: أبو بكر، قال: أما والذي نفسي بيده، لولا يد كانت لك عندي لم أجزك بها لأجبتك، قال: وجعل يكلم النبي صلى الله عليه وسلم، فكلما تكلم أخذ بلحيته، والمغيرة بن شعبة قائم على رأس النبي صلى الله عليه وسلم، ومعه السيف وعليه المغفر، فكلما أهوى عروة بيده إلى لحية النبي صلى الله عليه وسلم ضرب يده بنعل السيف، وقال له: أخر يدك عن لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرفع عروة رأسه، فقال: من هذا؟ قالوا: المغيرة بن شعبة، ........ الحديث "      

نعود للعبارة  التى قالها الصديق رضى الله عنه وكما قال ابن حجر فى فتح البارى ((قوله امصص بظر اللات زاد بن عائذ من وجه آخر عن الزهري وهي أي اللات طاغيته التي يعبد أي طاغية عروة وقوله امصص بألف وصل ومهملتين الأولى مفتوحة بصيغة الأمر وحكى بن التين عن رواية القابسي ضم الصاد الأولى وخطأها والبظر بفتح الموحدة وسكون المعجمة قطعة تبقى بعد الختان في فرج المرأة واللات اسم أحد الأصنام التي كانت قريش وثقيف يعبدونها وكانت عادة العرب الشتم بذلك لكن بلفظ الأم فأراد أبو بكر المبالغة في سب عروة بإقامة من كان يعبد مقام أمه وحمله على ذلك ما أغضبه به من نسبة المسلمين إلى الفرار وفيه جواز النطق بما يستبشع من الألفاظ لإرادة زجر من بدا منه ما يستحق به ذلك )))

هذا رأى ابن حجر قياسا على فعل الصديق رضى الله عنه وهو رأى لك أن تأخذ به أو ترفضه خاصة انه كان فى موقف عصيب وفى بداية الاسلام وكان يخاطب كافرا بنفس الاسلوب الذى درج عليه العرب فى الجاهلية
قد يأتى من يقول انه لم يثبت أن  الرسول صلى الله عليه وسلم قد نهى الصديق عن هذا القول او انه لم يعاتبه فيه وهو بهذا يقره ....... ولمثل هؤلاء نقول أن الرسول صلى الله عليه وسلم فى كثير من أمور العتاب على اصحابه كان دائما ما يبدا بقول ( مابال أقواما يقولون ..... او مابال أقواما يفعلون ..... وقد يكون عاتبه فيما بينهم .... وقد يكون أنكرها ولكنه تغاضى عنها لشدة الموقف

وهذا لا يعنى انه اقرها بجواز فعلها خاصة انه صلى الله عليه وسلم له من الاحاديث وروى عنه الكثير مما يحض على حسن الخلق والنهى عن فاحش القول 

نأتى للنقطة الثالثة وهى فتوى الحوينى كما يقول الأخوة وهى فتوى او راى يجوز لكل منا الأخذ بها ان وافقت قلبه واطمأن لها والعاقبة على من افتى بها ولكن لكل منا عقلا مطالب ان يعمل به فى آراء الشيوخ ومراجعة غيرهم اذا لم يطمئن فأن كانت غالب فتواهم مثلها طولب باتباعها 

وأنا عن نفسى أرفض هذه الفتوى ولا أجيزها لنفسى أو لغيرى اتباعا لحسن الخلق

وأعتب على الحوينى التطرق لها بل يدهشنى ذلك منه وهو الرجل المتحدث غفر الله لنا وله فمن يبحث فى الحديث ليدعو الى مكارم الأخلاق لا يتحرى حادثة معينة ثم يبحث عن أسوأ ما فيها ويفتى به رغم ان هناك الكثير من الاختلاف على تفسير القول وظروف قوله وايضا وجود ما حدث بعده ينهى عن فاحش القول
ولا حول ولا قوة الا بالله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.