إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 5 مارس 2013

شخابيط رحال ( 6 )



شخابيط رحال ( 6 )
من صغرى وانا مدمن قراءة بصورة كبيرة .. يعنى مش قراءة عادية ولكنى كنت فى صغرى كالماكينة التى تطحن الكتب طحنا وكنت لا امل من القراءة لكاتب معين لفترة طويلة
فكان يحدث ان يعجبنى احد الكتاب فاشترى كل كتبه ولا ادعها الى ان انتهى منها كلها ومن الذين احببتهم جدا انيس منصور رحمه الله وبالذات كتبه التى كان يصف فيها البلاد التى زارها
يغيب عنى اسمها الان
لما كبرت وبدأت اسافر كان للكتب تاثير قوى على نظرتى للبلاد التى ازورها فرغم ان زيارتى للعمل الا انى كنت اسير فى تلك الدول بعين الباحث عن دقائق ما ارى
ومن اغرب الدول التى زرتها هى ايران
زيارة عمل فى وقت حرج ... قبل عاشوراء بايام وفى وقت العلاقات بين مصر وايران متوترة والبداية نظرة عدائية فى مطار طهران من ضابط الجوازات والقلق من السير منفردا فى الشوارع خاصة فى مراحل التحضير لمسيرات الشيعة فى عاشوراء وانتشار الرايات السوداء فى كل مكان

طلب منى مدير الشركة التى ازورها الا اخرج من الفندق الا برفقته وهذا اتاح لى التعرف عليه من قرب
بالمناسبة الاكل الايرانى شهى جدا ويكاد يكون الزعفران قاسم مشترك فى كل الوجبات وكان مضيفى يزن حوالى 150 كيلو لتعرفوا مدى عشقه للطعام والذى جعله يختار الوجبات بعناية

مضيفى هو مهندس شيعى اسمه ( بابك )   ايرانى الجنسية وقتها ورغم انه ولد فى المانيا وحمل جنسيتها الا انه بعد تخرجه مزق جواز سفره الالمانى ورفض تماما الحياة فى المانيا لتشدده وعدم مقدرته على الاستمرار فى اسلوب الحياة الاوربية

لكنى عرفت سبب ذلك ... السبب هو ايران .. لم يرغب ان يكون جهده وعمله لالمانيا بل لابد وان يوجه مجهوده لبلده التى لم يرها الا مرات معدودة وبالفعل ترك كل الرفاهية التى كان يعيش فيها فى المانيا وذهب ليبدا فى طهران من الصفر وعمل لسنوات طويلة حتى نجح فى بناء الشركة التى كنت ازورها

كنت اعتقد ان الايرانيين مثل العرب وبخاصة المصريين يفضلون العمل خارج بلادهم خاصة تحت حكم قمعى مثل القائم فى ايران ولكن بابك هذاغير فكرتى عنهم تماما خاصة ان كل من قابلتهم هناك مثله
عصبية لايران والحياة فيها بدرجة عالية
اليوم عندما اتذكر بابك اتذكر الطعام الايرانى وخاصة الكافيار الايرانى الشهير الذى كان يصر على ان يكون على مائدة الطعام كل يوم واتذكر اصراره على استخدام كل ما هو ايرانى فقط  واسرح بخيالى رغما عنى
لو كان لدى المصريين نصف شعور الايرانيين بالانتماء لبلدهم والرغبة فى تقدمها لكان لنا شأن اخر ولاصبحنا من الدول التى تتقدم بسرعة تفوق الخيال
لك الله يا بلادى حفظك الله وحفظ اهلى ويسر لك من يعمل على تقدمك 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.