إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 21 مارس 2013

شخابيط رحال ( 9 )



شخابيط رحال  ( 9 )
عيد الأم
فى يناير من حوالى اربعين سنة وفى عصر يوم ممطر وقفت على ربوة عالية تطل على المقابر فى قرية والدتى ارى جسدها الملفوف فى كفن ابيض وهو يغيب فى جوف القبر ..

كنت طفلا صغيرا فابعدونى عن قبرها  ولكن كطفل صغير متعلق بامه ولا يستطيع فهم معنى الموت ركضت الى اقرب ربوة انظر لها ولا اعلم انها النظرة الاخيرة وما ان اغلقوا عليها وانصرفوا حتى نزلت لاجلس فى التراب امام قبرها احادثها واعتقد انى بذلك لا ادعها وحيدة حتى انتبه لى والدى فى اخر الليل واخذنى للمنزل 

بعدها بشهرين  حل موعد عيد الأم وفى المدرسة طلب منا المدرس ان نكتب موضوع تعبير عما فعلناه فى احتفالنا بعيد الأم  

ونظرا لانى لا اعرف ما ساواجهه فقد خرجت من الصف وذهبت له عند مكتبه وهمست له ببراءة الطفل  لقد ماتت امى  ولم نحتفل فهل اكتب انا ايضا ؟ 

كنت اعتقد انه سيغير لى الموضوع ولكنى فوجئت به ينهرنى بصوت سمعه الفصل كله
لست اول من تموت امه وهل اطلب منك ان تقول ماذا اكلت او شربت على الغداء ؟ اذهب واكتب الموضوع بلاش لعب عيال 

لقد كان جافا جدا فنفرت منه بشدة وظل عيد الأم بالنسبة لى يوما كئيبا 

عوضنى الله بعدها بزواج ابى من سيدة رائعة كانت لى اما حنونا ربنا يديها الصحة ويبارك فى عمرها
لكنى بالطبع لم انسى امى وكنت اراها كثيرا فى اماكن متعددة 

كنت اراها فى غضبى لما اذهب الى السلسلة بجوار تمثال عروس البحر اسمعها وسط ضجيج الامواج تربت على وتهدئ من غضبى 

اراها بجوار الكعبة فى عمرتى  تطوف حولها وتنظر لى باسمة فرحة بى 

اراها فى ابنتى نور ربنا يبارك لها عندما تتورم قدماى بشدة وترى على وجهى الالم منها فتجلس تدلك لى قدماى عسى ان يخف الورم 

اراها فى كل لحظة خروج  من منزلى ادعو لها بالرحمة والمغفرة 

انا لست فى حاجة لعيد ام كى احتفل بامى  

بالرغم انى اصبحت شيخا الا انى لازلت اتذكر حضنها واشتاق له
رحمها الله
..................
فليذهب كل منكم الى امه ويقبل يديها وتاكدوا هى ليست فى حاجة الى هدية بقدر ما هى فى حاجة الى احساسها بحبكم لها ... تمتعوا بحضنها ... استنشقوا رائحة انفاسها
اتركوا اناملها تداعب وجوهكم
صدعتكم ؟ معلش اصلى بحب امى اوى 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.