إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 26 مارس 2013

شخابيط رحال ( 11 )



شخابيط رحال ( 11 )
سوريا
منذ عدة سنوات كنت استشاريا لاحدى الشركات النمساوية التى تنتج ماكينات انتاج الألياف الصناعية وكان هناك مصنع يتم انشاءه فى سوريا وفى مدينة حلب بالتحديد وطلبت الشركة ان أقيم فى حلب لفترة شهور تشمل الستارت اب للماكينات وايضا تنظيم العمل والخامات وتعليم العمالة السورية 

ذهبت لاول مرة الى سوريا وأقمت فى فيلا انيقة فى منطقة راقية بحلب على أن تلحق بى عائلتى بعدها بشهور ... ,اقمت فى حلب التى كنت أعتقدها مثل دول عربية أخرى زرتها من قبل نعيش فيها كمصريين على اننا افرادا من الدرجة الثانية 

الشعب السورى خليط من عرقيات مختلفة أو لنقل من مذاهب مختلفة ..سنة ... شيعة ... أرمن ... وغيرهم
كانت اول نصيحة من مضيفى السورى : لا تتحدث أبدا وسط الآخرين فى الدين أو السياسة
المخابرات هناك او ما يشبه أمن الدولة عندنا لا يعلم عددهم أحد ولا يوجد امان لأحد حتى لو كان قريبك ... الخوف من السلطة ينتشر فى القلوب 

أهل حلب فى اعتقادى غالبيتهم هم اكثر اهل سوريا قربا من المصريين واكثرهم حسنا فى التعامل فهناك أهل الجنوب .. دمشق وما حولها ويسمونهم اهل الشام ... تغلب الغلظة على معاملتهم بعكس اهل حلب
عند وصول عائلتى لتعيش معى كنا العائلة الوحيدة المصرية التى تعيش فى حلب ولا احدثكم عن الحفاوة التى كنا نلقاها فى كل مكان نذهب اليه .. فى المطعم او فى المنتزه ... حتى من سائقى التاكسى والله كم من مرة رفض السائق ان يقبل اجرته اكراما للضيوف المصريين كما يقول 

كنا غالبا نفضل المطاعم التى تقدم بوفيه مفتوح لنرى الطعام الذى نختاره فاسماء الطعام هناك لم تكن تدل على محتواه والحقيقة ان الطعام السورى له مذاق رائع
نظرا لحبى للطبخ كنت اتمتع بمعرفة طرق الطبخ فى سوريا 

لديهم اختراع حلو ... يستخدمون العنب الاخضر المر بديلا عن اليمون وقد بحثت عنه ووجدت ان له فائدة كبيرة فى علاج شرايين القلب هو ودبس الرمان الذى يستخدمونه بديلا عن الصلصة 

تعرفنا على عائلات سورية هناك وكنا نسهر سويا فى ليالى الصيف فى المطاعم المفتوحة وتعرفت على بعض طباع السوريين 

كان مضيفى من الذين يكرهون عبد الناصر كرها شديدا لانه احد الذين قام عبد الناصر بتاميم ممتلكات والده ايام الوحدة ولكنه للحق كان يتعامل معى باحترام وان كان مغلف بشك فى قدرتى الفنية ... كان يثق اكثر فى زميلى النمساوى رغم انه فنى الكترونيات وكان لازم يعرف انى لست ضعيفا وقد تم هذا بخبث منى
حدثت مشكلة للماكينة فى بداية التشغيل واتصل بالشركة فقالوا له المهندس المصرى قادر على حلها واتصلوا بى .... لكنه لم يخبرنى وذهب للفنى الأخر ليقوم بالحل ... لم اعلق 

الاخ الاجنبى اراد ان يثبت انه على علم وحاول فيها كثيرا ويبدو ان الماكينة تضامنت معى فلم تقبل ان تتحرك
يوم كامل وهم يتصببون عرقا دون فائدة بل الادهى انى تركتهم وذهبت احتسى القهوة فى المكتب 

بل وانصرفت اخر النهار الى منزلى وصباح اليوم التالى حاولوا ايضا الى الظهر وانا ايضا جالسا فى المكتب .... ولما لم يعد هناك فائدة اعلنوا فشلهم طلبت منهم الذهاب الى الغداء وباذن الله عند عودتهم يكون الله قد ساعدنا فى الحل 

لم يستغرقوا سوى ساعة وعندما عادوا كانت الماكينة تهدر بكل وحداتها وانا استقبلهم على الباب بابتسامة ساخرة ... بالطبع تغيرت نظرة الرجل لى بل انه اقام حفلة فى احد المطاعم ودعا لها بعض رجال الاعمال ليخبرهم اثناء الطعام ان الخبير المصرى قام بما لم يستطيعه الخبير الاجنبى 

كان من اساسيات عملى ان ادرب مجموعة من الفنيين على العمل وجاء لى كثيرين لم يستمروا كثيرا الى ان جاء نزار
شاب سورى كان له تاثير ان ارى سوريا بعين اخرى ومن منطلق اخر
فقد كان اخوه هو مدير مكتب اقوى رجل فى سوريا
وللحديث بقية 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.