قتلوا أباهم
جلست على مقعد في احد الحدائق استريح قليلا لاستطيع
مواصلة السير وجاءت جلستى بجوار شيخ وقور صامت يرتدى ملابس تدل على ذوق وحالة
ميسورة
لكنى لاحظت وكأنه يحادث نفسه
داعبته قائلا ان الحياة تظل رائعة طالما فينا نفس يتردد
فلماذا هذا الحزن
وكانى فتحت منفذ لخروج ضغط عصبى يكاد ينفجر
قال :
عشت حياتى كلها اعمل كالآلة التى لا تكل ولا تهد وكان
هدفى التقدم في عملى ليسمح لى بدخل أكبر وفى نفس
الوقت اوجه كل ما احصل عليه لاولادى .... اوفر لهم حياة كريمة مريحة
لم يكن الادخار في اولوياتى بل كنت اعتقد ان الادخار
الحقيقى هو فيهم وفى تربيتهم في مستوى لائق ولم اكن احرص على ملابس غالية او طعام
فاخر لنفسى بل اكتفى باوسطه واقدم اليهم افخره
الحمد لله نعيش مستورين وطوال حياتهم لم يشعروا بحرمان
من ملبس او طعام
تعلموا جميعا وتزوج بعضهم ووهنت صحتى فقررت انه قد آن
الأوان لأستريح في منزلى خاصة ان لى دخلا يجعلنى اعيش مستورا
اكتشفت للاسف ان تفضيلى لهم واكتفائى بالقليل أصبح مادة
للسخرية
نعم يسخرون من اكتفائى بالقليل من طعامى وملبسى ....
يسخرون من رغبتى في الراحة وكأن المفترض ان أظل الهث في الدنيا حتى الممات
بالطبع استطيع ان اخرسهم واجعلهم يلتزمون الادب ولكنى
حزين
حزين لانى توقعت ان يكون ما فعلته له مردود لديهم دون
الحاجة ان اجبرهم عليه
لقد زرعت ارض بور فانبتت نبات لاخير فيه
لقد ضاع العمر هباء
سألنى سؤال واحد وهو هل تعتقد انه عند موتى سيدعو لى
احدهم بالمغفرة ام سيتذكرونى ويضحكون منى
لم استطع إجابته وقمت لاكمل مسيرى وانا اخفى دمعة تريد
ان تفلت من عينى
قتلوا أباهم ام قتل نفسه دون ان يدرى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.