إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 8 سبتمبر 2016

خالتى ماتت ... الحمد لله

خالتى ماتت ... الحمد لله
يقال ان هناك رابطة قوية تتم بين الطفل وبين امه من طوال احتضانه بجوار صدرها وسماعه ضربات قلبها .... احتضنتنى خالتى رضيعا وكانت وقتها شابة يافعة
كانت كثيرا ما تمازحنى بقولها انها كثيرا ما اختطفتنى من امى لتحملنى في صدرها وتجوب بى شوارع الاسكندرية حتى اكف عن البكاء
كانت بينى وبينها علاقة خاصة يبدو ان قلبى ارتبط بقلبها
بعد وفاة امى رحمها الله ذهبت خالتى الى جدى وعرضت عليه ان تضمنى واخوتى الى اولادها لتقوم بتربيتنا سويا ولكنه رحمه الله اختار اختها الاصغر منها ولم تتزوج وعرض عليها ان تتزوج والدى لتقوم بتربية الصغار ولكنها رفضت
المتزوجة عرضت ان تربى ابناء اختها والفتاة رفضت
علاقتى لم تتغير بالاثنتين وان كانت علاقتى بالكبرى كانت اشد واقوى ليس لتاثير موقفها ولكن دائما كنت مشدود لها
صوت قلبها كان يدوى في وجدانى

كبرت وكبرت معى علاقتى بها ... الحمد لله

كانت تزورنى كثيرا في منزلى بعد زواجى وكنت ازورها في منزلها ويعلم الله انى كنت اجد معها راحة شديدة في منزلها البسيط ولقيمات اتناولها معها تشبعنى ... الحمد لله 

في فترة من الزمان احتاجت منى بعض الخدمات ولم ارفض لها يوما طلبا وساعدنى الله ان اكون قادرا على تلبية اى طلب تطلبه .... الحمد لله

يوم ان وصلت مصر مريضا منهكا اتصلت بها طالبا منها ان تدعو لى واخبرها ان صحتى لا تحتمل الذهاب لزيارتها فجاء صوتها الواهن ضاحكة انها لا تحتاج منى طلبا لان تدعو لى فهى تدعو لى باستمرار واعتذرت بعدم مقدرتها القدوم لزيارتى لمرضها الشديد
واتصلت بى يوم فرح ابنتى لتهنئتى واعتذارها بمرضها في عدم الحضور .. طلبت منها فقط الدعاء وانا امازحها بانها اصبحت عجوزا وهى التى كانت تجوب المدن في زيارات لاهلها كلهم

كانت علاقتى بها تقوم على يقين منى انها تحبنى وعلى يقين منها انى احبها ... الحمد لله

اليوم جاء الخبر انها اسلمت الروح فجرا ... بكيت كطفل صغير .. بكيت قلبا احببته .. بكيت حبا حقيقيا دون مصالح ... بكيت وقلت الحمد لله

الحمد لله انى لم اغضبها يوما ولم ارد لها طلبا يوما .. الحمد لله انها ماتت وهى تعلم انى احبها بصدق في زمن انتفت فيه المشاعر الحقيقية

الحمد لله انها تعلم انى لن استطيع ان اكون بجوارها وهى تدخل قبرها لمرضى الشديد فقلوبنا مرتبطة من سنوات طويلة هى عمرى كله

رحمها الله وغفر لها واسكنها فسيح جناته

دعواتكم لها بالرحمة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.