إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 4 نوفمبر 2019

خواطر / (4) الشعراوى وطنط كيكى


خواطر
( 4 ) الشعراوى وطنط كيكى

كلما تقدم العمر بالإنسان كلما قلت قدرته على تجميل الكلام وزادت صراحته
وايضا زادت قدرته على عدم الاغترار بكذب الناس رغم حلاوة حديثهم

ومناسبة هذه الخاطرة موقف حدث لى منذ أيام وعاتبتنى فيه زوجتى ولم اوافقها في عتابها

دعونا اولا نذكر مناسبة ذكر الشيخ الشعراوى في هذا السياق
فمنذ أيام انطلقت حملة على الشيخ رحمه الله تنتقده وتصفه بالتطرف لبعض الآراء التى قالها في معرض تفسيره  للقرآن الكريم وأتذكر هنا تفسيره لإنكار المنكر

حيث قال رحمه الله ان من صور انكار المنكر على من يفعله هو مقاطعته تماما فلا حديث معه ولا طعام ولا شراب بصحبته
والرجل لم يأتى بهذا من مخيلته او من واقع تطرفه بل هو يتبع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم

وهو الحديث الذى رواه  ابن مسعود عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال :

{ إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل أنه كان الرجل يلقى الرجل فيقول : يا هذا اتق الله ودع ما تصنع فإنه لا يحل لك ، ثم يلقاه من الغد وهو على حاله فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده ، فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض ثم قال : { لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا. }


وقد حدث لى موقف مع احدى قريباتى حيث سألتنى عن علاقتها بأقرباء لها تعلم كما أعلم ان مالهم حرام

فالرجل موظف في مصلحة حكومية راتبه محدود وكان يعيش بالكاد من راتبه فلما اتبع طريق الرشوة اصبح من اصحاب الاملاك وكذلك زوجنه لها موقف في سرقة ميراث اخوتها بمعاونة امها لعنهم الله

المهم
سألتنى انها تتقبل عطاياهم لها وتقبل دعوتهم لها باستمرار للتمتع باجازات وهدايا وخلافه فقلت لها ما اعلمه من حرمة ذلك فلم يعجبها كلامى وكان التمتع بالمال الحرام افضل عندها من اتباع شرع الله الذى امر به رسول الله صلى الله عليه وسلم والذى أكده الشيخ الشعراوى في تفسيره لمعنى انكار المنكر

قاطعتنى تلك السيدة وقالت انى شيخ حمار لا افهم

استمرت مقاطعتها لى شهور تربو على العامين لم ترى فيها طلعتى البهية

وفجأة منذ عدة أيام قابلتها صدفة مع ابنتها فصاحت صيحات الفرح المصطنعة وهى تأخذنى بالأحضان وتقسم بفرحها لرؤيتى وان الدموع يا ولداه تكاد تفر منها لرؤية سحنتى التى حرمت منها لاعوام

ولما كنت قد بلغت من العمر عتيا ولا تخدعنى المظاهر فلم احرك ساكنا وتابعت طريقى
عاتبتنى زوجتى بانى كان يجب ان اجبر بخاطرها ولكنى اعترضت
فمنزلى لا يبعد عن منزلها الا دقائق وتليفونى لم اغير رقمه وهى من اختارت القطيعة رغبة في استمرار النهل من عطايا المال الحرام الذى كنت انغص عليها متعته بتذكيرها بحرمته

فلتذهب بخداعها الى حيث تستحق

طنط كيكى بقى حكايتها ايه
ابدا والله هى عبارة كان يقولها رشدى اباظة في فيلم الرجل الثانى
كلما اراد ان يكذب فانه يقسم بشرف طنط كيكى او اى كان اسمها

تذكرت الشعراوى وطنط كيكى عند اصطناع فرحة قريبتى

لازلت موقن بحرمة المال ولازلت موقن بصحة رأى الشعراوى ولازلت موقن بكذب قريبتى وقسمها بشرف طنط كيكى
أسعد الله صباحكم
وللحديث عن الخواطر لقاء قادم ان كان في العمر بقية
حفظكم الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.