إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 13 ديسمبر 2016

قصة مدمن

قصة مدمن
خطبة في كلمتين ( 15 )
ان الحمد لله نحمده ونستهديه ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
ونصلى ونسلم على المبعوث رحمة للعالمين عليه افضل الصلاة والسلام
قصة اليوم لمسلم مرت مرحلة إدمانه بمنعطفات عديدة أدت في النهاية لإدمان من نوع فريد يجعله من أسعد الناس بإدمانه هذا
ومعروف ان الإدمان هو تعود الجسم البشرى على مؤثر خارجى يجعل جسده في حالة من النشوة
كانت البداية مع هذا المسلم عند سماعه للحديث الذى رواه البخارى
حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله    -صلى الله عليه وسلم- يقول:
((والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة))
رسول الله عليه الصلاة والسلام يستغفر الله في اليوم سبعين مرة ؟
ثم تلاه الحديث الآخر الذى رواه مسلم حديث الأغر بن يسار المزني -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
((يا أيها الناس توبوا إلى الله، فإني أتوب في اليوم إليه مائة مرة))
وهنا بدأ الرجل يسأل نفسه هذا رسول الله الذى غفر له الله ولكنه يستغفر ويتوب في اليوم مرات عديدة ... كيف هذا ؟ وهنا دخل له الشيطان انها مبالغة من رواة الحديث ولكن كيف يا ابليس السوء والذى ذكر الحديثين هما اصحاب الصحيحين الذى شهد لهما الناس بصحة كتابيهما
ذهب الرجل الى كتاب الله فكانت بدايته مع الآية
{وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ }الأنفال33
الله أكبر
هذا وعد من الله بنفى العذاب عمن يستغفر .. بدأ الرجل يستغفر سبعين مرة كما علمه نبيه ... بدأ جسده يشتاق للإستغفار ... بدأت خلايا جسده تشعر بالمتعة مع كل مرة يستغفر فيها وهى تتمنى الهروب من عذاب يوم الحساب
الله الكريم أراد ان يكرم عبده المستغفر بهدية فهداه لآيات أخرى تبين له فضل الاستغفار في الدنيا أيضا على لسان نبيه نوح عليه السلام هى قوله تعالى
فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً{10} يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً{11} وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً{12} نوح
ما أكرمك ربى فبعد الأمان من العذاب يأتى فيض من كرم الله في الدنيا أيضا
زاد الرجل من تمسكه بالاستغفار وزاد ارتباط خلايا جسده بالاستغفار
ثم جاءت الثالثة لتجعله مداوما على استغفاره في قوله تعالى
{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }آل عمران135
التى وجد بعدها قوله تعالى
{أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ }آل عمران136
هنا كانت خلايا جسده قد تشبعت برغبتها في الاستغفار وشعورها الجارف بالحنين اليه ان تباطئ صاحبنا عن الاستغفار
تتذكر الخلايا وعد الله بالبعد عن العذاب ثم الوعد بعطايا الكريم في الدنيا واخيرا الفوز بالجنة في الآخرة
تتقافز خلايا جسده فرحا كالأطفال مع كل استغفار
أدمنت الاستغفار
اللهم نستغفرك ونتوب اليك فاغفر لنا وتب علينا انك انت الغفور الكريم

واخر دعوانا ان الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.