إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 8 ديسمبر 2016

ساعات فى عقل مسلم


ساعات في عقل مسلم  
خطبة في كلمتين ( 14 )
ان الحمد لله نحمده ونستهديه ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
ونصلى ونسلم على رسول الله عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام

تحدثنا في مرات سابقة عن اهمية تدبر القرآن وفهم معانيه وأحكامه واليوم اسمحوا لى ان أقص عيكم قصة طويلة قليلا عن جولة في عقل رجل مسلم استمرت تلك الجولة عدة ساعات وانتهت بقصة قصيرة دارت في زمن ماضى للإمام الشافعى ولكن كان لها في نفسى أثر قوى

جلست أتصفح بعض الكتب ولا أدرى اين وقعت عينى على مصطلح    
   ( أرجى آية في كتاب الله ) 
ومعناه أكثر آية تدعو للرجاء في القرآن فبدأت البحث عنها بعدة طرق رغم ان لى قناعة شخصية انها آية في سورة آل عمران وهى قوله تعالى
{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }آل عمران135
لانه يأتى بعدها مباشرة جزاء هؤلاء الناس فيقول عز وجل
أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ{136}
ولنا في لقاء قادم حديث حول تلك الآيات وما تبعثه في النفس من أمل ورجاء

بدأت نتائج البحث تتوالى عن أرجى آية في كتاب الله كما قال عنها صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام وكانت حوالى خمسة عشر قولا مختلفا وكل صحابى له وجهة نظره في اختياره وهناك ايضا اقوال اخرى لبعض التابعين الى ان وصلت الى قول الشافعى وقد جاء مختلفا تماما ووجدته مذكورا في كتابه ( أحكام القرآن ) ولما كان هناك بى ولع بهذا الرجل رحمه الله فقد استمر تصفحى لكتابه وهناك وجدت القصة التى احدثكم ان لها تأثير قوى على نفسى واسمحوا لى ان انقلها من الكتاب كما هى

قَالَ الْمُزَنِيّ وَالرَّبِيعُ: «كُنَّا يَوْمًا عِنْدَ الشَّافِعِيِّ، إذْ جَاءَ شَيْخٌ، فَقَالَ لَهُ: أَسْأَلُ؟
قَالَ الشَّافِعِيُّ: سَلْ. قَالَ: أَيْشٍ الْحُجَّةُ فِي دِينِ اللَّهِ؟ فَقَالَ الشَّافِعِيُّ: كِتَابُ اللَّهِ قَالَ: وَمَاذَا؟ قَالَ: سُنَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: وَمَاذَا؟ قَالَ:
اتِّفَاقُ الْأُمَّةِ. قَالَ: وَمِنْ أَيْنَ قُلْتَ اتِّفَاقَ الْأُمَّةِ، مِنْ كِتَابِ اللَّهِ؟ فَتَدَبَّرَ الشَّافِعِيُّ (رَحِمَهُ اللَّهُ) سَاعَةً. فَقَالَ الشَّيْخُ: أَجَّلْتُكَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ. فَتَغَيَّرَ لَوْنُ الشَّافِعِيِّ ثُمَّ إنَّهُ ذَهَبَ فَلَمْ يَخْرُجْ أَيَّامًا. قَالَ: فَخَرَجَ مِنْ الْبَيْتِ [فِي] الْيَوْم الثَّالِث، فَلم يَكُنْ بِأَسْرَعَ أَنْ جَاءَ الشَّيْخُ فَسَلَّمَ فَجَلَسَ، فَقَالَ: حَاجَتِي؟ فَقَالَ الشَّافِعِيُّ (رَحِمَهُ اللَّهُ) : نَعَمْ أَعُوذ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ:
 (وَمَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصِيراً) النساء115.
لَا يُصْلِيهِ جَهَنَّمَ عَلَى خِلَافِ [سَبِيلِ] الْمُؤْمِنِينَ، إلَّا وَهُوَ فَرْضٌ. قَالَ: فَقَالَ: صَدَقْتَ. وَقَامَ وَذَهَبَ.
قَالَ الشَّافِعِيُّ: قَرَأْتُ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، حَتَّى وَقَفْتُ عَلَيْهِ»

أغمضت عينى وسرحت في تلك القصة طويلا فهذا هو الشافعى الفقيه راوى الحديث الحافظ لكتاب الله يظل ثلاث ليالى يبحث وينقب عن دليل لرأى فقهى قاله وعمل به

سألت نفسى هل يكفى ان أكون قارئا لكتاب الله وهل تكفى معلوماتى البسيطة عن تفسير بعض آياته وها هو العالم الفقيه الذى يدرس الناس الفقه ويستنبط الأحكام من كتاب الله وسنة رسوله يظل ثلاثة أيام يقرأ ويتدبر وكأنه تلميذ مبتدئ في العلم ؟

يا الله ما أشد تقصيرنا في العلم بكتاب الله عز وجل

اللهم يسر لنا تدبر كتابك وأغفر لنا تقصيرنا وأعنا على تلاوته وحسن تدبره والعمل بما فيه وتب علينا وأكتبنا من عبادك الصالحين

وآخر دعوانا ان الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.