الشكر والإيمان والعقل

الشكر والإيمان والعقل

خطبة في كلمتين ( 12 )

ان الحمد لله نحمده ونستهديه وعوذ به من شرور انفسنا وسيئات أعمالنا

ونصلى ونسلم ونبارك على المبعوث رحمة للعالمين عليه الصلاة والسلام

اذا سألنا أنفسنا وحكمنا عقلنا في ايهما مقدم على الآخر الشكر أم الإيمان ؟ لكانت الإجابة المنطقية أن الانسان يؤمن أولا ثم يشكر الله الذى أنعم عليه بنعمه

لكن أنظر لقوله تعالى

{مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِراً عَلِيماً }النساء147

ستجد ان الله عز وجل قد قدم الشكر على الإيمان

وكان أفضل ما قيل في تفسير هذا هو :

أن العاقل ينظر الى ما بين يديه من نعم ثم يشكر من وهبه هذه النعم شكرا مبهما ثم بعقله يهتدى الى من وهبه النعم فيؤمن به ويشكره شكرا مفصلا

وكأن الشكر هو مبتدأ الإيمان وأصله

ثم أنظر الى وصف الله تعالى لذاته بالشاكر العليم فهو يزيدك من احساس قيمة الشكر لأنه عز وجل يشكر للشاكر المؤمن العليم بإيمانه وصدق شكره فيثيبه عليه ويجزيه به خير الجزاء

آن الأوان لنشكر وتلهج ألسنتنا بالشكر ؟

اللهم لك الحمد والشكر حتى ترضى

وآخر دعوانا أن الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله