إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 16 يناير 2017

ربنا بيعاتبنا


ربنا بيعاتبنا
خطبة في كلمتين ( 21 )
ان الحمد لله نحمده ونستهديه ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
ونصلى ونسلم على الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام

من أجمل ظروف الحياة ان يعيش الانسان في كنف معلم يقوم باستمرار بتقويمه والتنبيه عليه اذا انحرف مساره خاصة اذا كان هذا المعلم مشهود له بالكفاءة والعلم

وكانت أجمل تلك الظروف في وقت حياة النبى عليه الصلاة والسلام عندما كان التوجيه حاضرا من الله سبحانه وتعالى وقد عبر عن هذا موقف أم أيمن حاضنة رسول الله عندما زارها ابو بكر وعمر فبكت فقالا لها اتبكى وانت تعرفين منزلة رسول الله عليه الصلاة والسلام ؟ فقالت انما ابكى انقطاع الوحى من السماء فابكتهما شديد البكاء
كانت رضى الله عنها تشعر بحلاوة وجود الوحى ووجود المعلم

ومن الآيات التى كلما قرأتها عشت تلك الاجواء وهى آية أشعر انها تحدثنا في كل زمان وهى قوله تعالى

{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ }الحديد16

تدبر واغلق عيناك ودع قلبك يجول في آفاق الآية .. رب العزة يخاطب الصحابة في زمن رسول الله ويعاتبهم برفق على عدم خشوع بعضهم لذكر الله

يا الله

فماذا عنا نحن الآن ؟ الا ترى اننا حقا في موقع يستحق العتاب ؟ اليست قلوبنا قاسية ؟ اليس بيننا الفاسقون ؟ السنا بحق في حاجة ماسة للوقوف مع النفس ومحاسبتها على عدم الخشوع ؟

تزداد رغبتى في البكاء على قلبى عندما اتذكر ان تلك الآية روى القرطبى في كتابه انها كانت سبب لتوبة الفيض بن عياض عندما سمعها وهو يهم بتسور سور ليرى امرأة يحبها

ما احوجنا ان نكتب تلك الآية على جدار قلوبنا لتتردد في نفوسنا مع كل نبضة قلب لتذكرنا بعتاب جليل السماوات والأرض واحتياجنا في عصرنا للتقويم والتنبيه من عدم الخشوع وقساوة القلب

تبكى العين مع أم أيمن انقطاع الوحى ولكن تظل الآية متجددة تعمل على استمرار التقويم والتوجيه

اغلق عيناك وردد معى أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ .....

بلى والله قد آن .. قد آن

اللهم انك انت الحليم الكريم فاكفنا شر قساوة القلب وارزقنا الخشوع لذكرك

واخر دعوانا ان الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.