تخاريف الرحال
ثورة يناير
ذكرياتى مع ثورة يناير مختلفة شوية عنكم لانى
وقتها لم أكن في مصر وكلما جاء وقتها تذكرت تلك الأيام لانها تحمل لى ذكرى نصاب
سعودى !!
الحكاية انى سافرت قبل هذا التاريخ الى المانيا
حيث كنت اعمل استشاريا لاحد المشروعات المتوسطة لانشاء مصنع حلويات باستثمارات
متوقعة بما يعادل حوالى 500 مليون جنيه
قبلها طبعا قمت بعمل الدراسات والاتصالات مع
شركات كثيرة حتى استقر الامر على احداها وسافرت ومعى المستثمر السعودى ومدير مكتبه
وهو رجل مصرى وكان السفر لزيارة مصانع الشركات التى ستقوم بتوريد الماكينات وايضا
شركة لتوريد النكهات الصناعية والوان الحلويات وزيارة لبعض الشركات التى تعمل في نفس
المجال
وكان المفترض وقتها انه بعد تلك الزيارة ان نقوم
بزيارات اخرى لكل من مصر والهند للتعاقد على النشا والسكر والجيلاتين الحلال
كنت وقتها مشغول جدا طوال اليوم ولم اكن اتابع
الاخبار الا لدقائق عند العودة للفندق لاتابع ما يحدث في مصر
المهم
تمت الزيارة بنجاح وكنت راضى جدا عن عملى فيها
حيث حصلت للمستثمر على عروض فوق الممتازة من التوريد والاسعار والضمان والصيانة
وخلافه
عدنا للسعودية في اخر فبراير وجمعت كل ما قمت به من عمل في ملف
واحد مع صور العقود ليعرضها المستثمر على الشركاء قبل وصول مندوبى الشركات
الالمانية للتوقيع على العقود النهائية لتوريد المصنع
ثم
تحدد اجتماع معهم كلهم لارد على اى استفسار منهم
وفعلا انتهى الاجتماع برضاء الجميع ولكنهم طلبوا عدة ايام لابداء الرأى الاخير
وتحديد ميعاد وصول الالمان للتوقيع حتى يتم تدبير التمويل اللازم
ولما لم يتصل بى احد من السعودى او مدير مكتبه
طوال اسبوعين ومع الحاح الالمان لتحديد موعد الحضور حتى يتم العمل على الحصول على
التاشيرات اتصلت بالمدير المصرى فلم يرد عدة مرات
اتصلت بالمستثمر السعودى فقال ببساطة انه حمل معه
الملف وذهب به الى مجموعة اخرى لتوريد المصنع
ممتاز
بمعنى حمل كل تعبى في الدراسة والمقارنات ودراسات
الجدوى وشهادات التحليل للمنتجات وذهب لعرضه على مجموعة اخرى المانية ايضا
ميضرش
طيب يا عم المستثمر ادفع باقى اتعابى واشترى من
موزمبيق حتى براحتك
لا حياة لمن تنادى فقد بلع الرجل حقوقى وشرب
بعدها كوب ماء ثم ضحك وقال اشتكى لو تقدر
تعب شهور طار مع الريح ولم اقبض من مستحقاتى الا
اقل من 10%
عليه العوض
معلش سوء اختيار منى انى وثقت في نصاب لا ذمة له
ولا ضمير
بالمناسبة
لم يكن هذا هو السعودى النصاب الوحيد الذى قابلته
في السعودية
ولهذا حديث اخر
كلمة اخيرة
المصنع لم يتم بل توقف لخلاف بين الشركاء ولا
يزال كأطلال رغم ما تم دفعه للمجموعة الاخرى !!
يبدو ان ثورة يناير تحمل ذكريات نصب متعددة
للكثيرين مع ما نسمعه الان حول البرادعى والاخوان وبتوع ابريل !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.