غرور الصبر

غرور الصبر

آية وحديث

خطبة في كلمتين ( 22 )

ان الحمد لله نحمده ونستهديه ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا

ونصلى ونسلم على نبينا عليه افضل الصلاة وازكى السلام

أحيانا كثيرة يكون الصبر على الأذى مدعاة للاستمرار فيه وهذا يكون من ضعاف النفوس فترى الرجل ضعيف النفس يستمر في أذى من يصبر عليه ويدفعه صبر من يؤذيه الى التمادى في غيه مغرورا معتقدا ان الصبر عن ضعف واحيانا مغرورا بان ما يفعله ليس مدعاة للعقوبة

اذا كان هذا التصرف غير مقبول بين العباد وبعضهم البعض فما بالك بين العباد وخالق العباد المعبود العزيز الواحد الأحد

ولنبدأ التعرف عن مناسبة هذا الكلام  بذكر الحديث النبوى الذى ذكره الشيخان البخارى ومسلم في صحيحيهما حيث قال النبى عليه الصلاة والسلام

ليسَ أحَدٌ ، أو : ليسَ شَيءٌ أصبَرَ على أذًى سَمِعَه منَ اللَّهِ ، إنَّهم ليدعونَ لَهُ ولَدًا ، وإنَّهُ لَيعافيهِم ويرزقُهُم

الراوي : أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس

يصبر المولى عز وجل على أذى عباده بكل ما يفعلونه ولا يتناسب مع جلال خلقه لهم وما ينعم عليهم به من نعم ويكون صبره عليهم في حالات كثيرة مدعاة لتماديهم في غيهم معتقدين انهم في امان من العقوبة

ويصل غباء بعضهم ان أفعالهم ليست خاطئة ولا تجب عليها عقوبة

انه غرور الصبر

غرور يؤدى اليه صبر الله عز وجل على عباده عسى ان يتوبوا عن افعالهم

العاقل من تدبر أمره وعلم المفترض عليه من أوامر ونواهى واتبع السبيل الحسن في عبادته لربه عز وجل وان كانت نفسه حدثته ببعض المنهيات وغلب عليه ضعف نفسه وفعلها فالواجب ان يسارع بالتوبة وتصحيح مسار اعماله

وليس ادعى من التفكر في عاقبة امره من آية حيث يقول عز وجل

{وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً }فاطر45

انه ليس الأمان من العقوبة بل هو صبر المولى تعالى عن عباده عسى ان يتوبوا قبل الموت ويكون الحساب الختامى يوم العرض على ملك الملوك

والآن من فضلك ارجع للأعلى واقرا مرة اخرى الحديث والآية وانظر هل تستمر في تاخير التوبة وتصحيح المسار ام ستبادر بالعودة الى المسار الصحيح طالبا العفو من العفو الغفور ؟

وآخر دعوانا ان الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله