احساس غريب
هل شعرت يوما انك مقصر في حق
الله ؟ ينتابنى في احيان كثيرة احساس بمدى تقصيرى في شكر الله وحمده على ما أنعم
علىّ من نعم
لا اعيش في بحبوحة من العيش ولا اتنعم في خيرات
الدنيا بل يصيبنى منها ما قدره الله من متاعب وصحتى بالكاد تعيننى على الحركة داخل
منزلى ولكنى بالرغم من ذلك مقصر في شكر النعم
والحكاية باختصار
مررت في حياتى بكثير من الأزمات وكان اشدها على
النفس مرتين قابلت فيهما الموت احداهما منذ سنوات عندما اصابتنى جلطة في الشريان
التاجى استدعت جراحة خطيرة في القلب والحمد لله مرت بسلام
والثانية منذ عدة شهور عندما اكتشفت اصابتى بخلل
شديد في الشرايين استدعى تغيير سبعة من الشرايين احدهما جزء من الشريان الرئيسى في
الجسم المسمى بالاورطى والباقى في فروعه ايضا
وهى جراحة باعتراف الاطباء فريدة في نوعها
وقتها حذرنى طبيب سعودى حيث كنت اقيم وقتها في السعودية
من ان ايامى معدودة وان الامل ضعيف جدا في نجاح اى جراحة لان كل من اجرى تلك
الجراحة خرج بمشاكل اقلها الشلل التام او الفشل الكلوى
استسلمت لقدرى وانتظرت الموت بقلب خاشع راضى بما
قسمه الله
ولكن الحليم الكريم قدر شيئا آخر فقد ارسلنى
لطبيب مصرى يعيش في السعودية استلم التقارير وبدا يراسل مراكز اوربية وامريكية
للتحضير لشرايين صناعية وبابتسامة واثقة اخبرنى بالامل في الجراحة ونجاحها وكون
فريقا طبيا واستعد للجراحة
عشرة ساعات في غرفة العمليات ويومان في غرفة
العناية الفائقة ثم اسبوع تحت الملاحظة وبدات الحركة مرة اخرى دون شلل او فشل كلوى
سبحان مغير الأحوال
من انسان يتمنى ان يموت في هدوء دون الم الى
انسان يعيش حياة طبيعية لا ينغصها الا ضعف صحته وصعوبة حركته لكنه يعيش كله امل في
ان يغير صحيفته الى الافضل عند لقاء ملك الملوك
تاخذنى الحياة ومشاكلها ويفتر لسانى عن شكر الله
ولكنى اعود لأشعر بانى مقصر عندما ارى مريضا
يتألم او يخشى على حياته
أعيش معه لحظات الخوف من المجهول ومتاعب التحاليل
والأشعة واتذكر حالى السابق
فيعاودنى احساس تقصيرى على نعمة الله
انها يد الله التى يمسح بها كرب المكروبين والتى
مسح بها كربى فكيف يفتر لسانى عن شكره
يد الله التى منحنى بها فرصة لأغير من سيئاتى
بالعمل الصالح والتسبيح والاستغفار
يد الله الرحيمة التى لا تكف عن رحمة عباده
ولكننا نغفل عنها
انظر حولك وتأمل في احوال غيرك وستجد الاف
الاسباب التى تجعلك تسجد لله شكرا على كل نعمة انعمها عليك وانت عنها غافل
سبحان الله وبحمد أستغفره واتوب اليه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.