إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 30 يونيو 2014

حكاوى الرحال ( 1 )


حكاوى الرحال
( 1 )
عندما يبحث أى منا داخل مخازن ذكرياته ومشوار حياته قد لا يتذكر انه يوما قام بانجاز عمل كان يعتقد انه غير قادر على انجازه
دعونا ندخل دهاليز الذكريات ونتذكر سويا منذ ما يقرب من ثلاثة عقود كنت وقتها مهندس انتاج فى احد المصانع
تعطلت احدى وحدات الانتاج الكيميائية وطلبت الشركة استبدالها من الوكيل مع الاستغناء عن الوحدة القديمة وبدون تردد ذهبت الى رئيس مجلس ادارة الشركة وطلبت منه ان يسلمنى الوحدة القديمة لاحاول معها طالما سيتم الاستغناء عنها وابتسم الرجل وهو يقول يا بنى لقد فقد الامل فى اصلاحها حتى من وكيل الشركة المصنعة
لا اطيل عليكم لقد وافق على ان اتسلمها ووضعتها فى احد المستودعات داخل الشركة لانفرد بها فى خارج اوقات العمل وبعد مجهود شاق استطعت ان اعيدها للخدمة بكفاءة عالية جدا واخبرت رئيس الشركة بذلك فطلب اختبارها من الوكيل الذى كان سيورد الوحدة الجديدة
وجاء تقرير الوكيل بان الوحدة تعمل بكفاءة ولا تحتاج الشركة لوحدة جديدة
ما اريد ان الفت الانتباه له هو انى عندما قررت اصلاحها لم يكن الهدف ترقية فى عملى او زيادة فى راتبى بل الهدف كان فقط النجاح
الهدف ان اشعر بداخلى على تخطى الصعاب واجتياز موانع الخوف او الضعف
كانت فرحتى يوم ان رايت تلك الوحدة تعطى نتائج تحليلها انها اصبحت تعمل ... فرحتى بنجاحى وباستطاعتى العمل بل والنجاح فيه انها فرحة تخطى تحدى النفس وصدقونى انها من امتع لحظات الحياة
اكتشفت ان متعة النجاح تكون اقوى بكثير عندما يكون الهدف هو تحدى النفس والذات واثبات ان الانسان اقوى مما يظن هو فى نفسه
نجاح الانسان يبدا عندما يتعود تحدى نفسه للوصول بجهده الى آفاق اعلى مما يظن فالعمل يكون اكثر قوة وايضا اكثر امتاعا اذا كان الهدف هو اشباع الذات
لابد وان اخبركم انى لم احصل على مكافأة فورية من الشركة لنجاحى هذا وان كنت قد حصلت على ردود افعال من بعض الزملاء التى تدور حول جهلى وعدم مقدرتى على استخدام مهارتى فى رفع مستوى معيشتى
بعد عدة شهور رشحنى رئيس الشركة للسفر الى اوربا للتعاقد على بعض الوحدات مع دورة تدريبية فى عدد من الشركات الدولية
وكانت المرة الأولى التى اسافر فيها خارج وطنى وبالطبع فكرتى عن الاجانب كانت انهم يعيشون فى حرية واسعة النطاق وان بناتهم الجميلات اكثر من شبابها حرية والرفاهية لديهم لا حدود لها
وفى سفريتى الاولى هذه تغيرت لدى مفاهيم كثيرة فى حياتى وكانت  بعض المواقف  تدخل فى بند الافلام الكوميدية
وال لقاء الغد مع الرحال الفلاح فى بلاد الفرنجة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.