إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 24 يونيو 2014

فى رحاب بلاغة القرآن

بلاغة القرآن
يطيب لى الإبحار فى بلاغة القرآن أتعلم وأتدبر ... أنهل من مصادر الإعجاز ... يرتوى القلب من الطمأنينة والسكينة فى رحاب تلك البحور النورانية

تعالوا معى نستقل قاربا نبحر به فى بحر النور الهادئ بعيدا عن صخب الحياة
بحر النور اليوم هو جزئية من بحور بلاغة القرآن

اسمها الإخراج على خلاف الظاهر

وقبل الدخول فى هذا البحر دعونا نوضح ما نقصده بالاخراج سواء بمطابقة الظاهر او على خلاف الظاهر

من اساليب البلاغة التوكيد ويكون مقدار التوكيد على قدر انكار السامع لمقتضى الكلام ففى قوله تعالى
{إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ }الصافات38
هناك ثلاثة أساليب للتوكيد (إسمية الجملة – ان – حرف اللام ) وهذا الاسلوب متعدد التوكيد جاء لان الكفار ينكرون البعث فاستحق التوكيد بثلاثة اساليب

اما فى حالات عدم الانكار من المستمع فالمتكلم لا يحتاج الى توكيد وهذا يسمى الاخراج على مطابقة ظاهر الحال

نعود الى ما نقصده وهو الإخراج على خلاف ظاهر الحال
ولنتامل فى قوله عز وجل فى سورة المؤمنون
ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ{15} ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ{16}

فى الأية الأولى هناك ثلاثة أساليب للتوكيد ( اسمية الجملة – ان – اللام ) وعلى الرغم ان الكلام عن الموت الذى لا ينكره كافر او مؤمن ويعلم الجميع بحتميته الا ان الكلام جاء ثلاثة مؤكدات ليبين ان المخاطبين تمسكوا بالدنيا وملذاتها حتى وكأنهم نسوا الموت وهو وصف مستتر لحالهم من الغى والانكار لما يتم ابلاغهم به

ثم جاءت الآية الثانية لتحمل ايضا الإخراج على خلاف ظاهر الحال فهى تأتى باسلوب اخف فى التاكيد  فى الحديث عن البعث الذى ينكره بشدة الكفار وكان المفترض ان تحمل اكثر من اسلوب توكيد ولكن هذا للتعريض بمن ينكر البعث وكأنه لا يحتاج الى تأكيد لحتمية وقوعه
...........
اختصرت كثيرا فى الشرح لبلاغة المصطلح حتى لا اطيل عليكم ولكن ما أجمل الابحار فى المعانى والاساليب البلاغية فى القرآن

يزداد الشعور بمتعة الابحار فى القارب بين امواج البحور النورانية وتستغرقنى السكينة والهدوء

سبحانك اللهم وبحمدك 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.